الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: عمّا يبحث الجولاني في الرياض؟
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 05 شباط/فبراير 2025، بزيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة الأميركية ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما سيترتب على هذه الزيارة في ما يتعلق باستمرار الحرب أو عدمه. كما اهتمت بالعلاقات السورية السعودية بين أحمد الشرع والمسؤولين السعوديين ودور هذه العلاقات في ظل التبعية التركية لـ"هيئة تحرير الشام".
عن زيارة نتنياهو إلى ترامب
كتبت صحيفة وطن أمروز: "سافر رئيس وزراء كيان الاحتلال "الإسرائيلي" إلى الولايات المتحدة يوم الأحد؛ رحلة مهمّة للغاية ومثيرة للجدل، أثارت ردود فعل عديدة من حركات ومجموعات مختلفة. وتأتي الزيارة في الوقت الذي صدرت فيه مذكرة اعتقال بحقه من محكمة لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ولهذا السبب لم يستخدم المجال الجوي للدول الأوروبية خلال رحلته إلى الولايات المتحدة خوفا من الاعتقال. وتعد هذه الرحلة أول لقاء دبلوماسي للرئيس الأميركي مع مسؤول أجنبي، حيث ستلتقي إدارة ترامب الجديدة في أول استضافة دبلوماسية لها مع رئيس وزراء النظام "الإسرائيلي" الذي توقفت جرائمه في قطاع غزّة مؤقتًا، جرائم لم يُحاكم مرتكبوها حتّى الآن، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو الدعم غير المشروط من حكومة الولايات المتحدة، وهذه الجرائم مستمرة في الضفّة الغربية المحتلة من فلسطين.
تابعت الصحيفة:" إن لقاء دونالد ترامب مع نتنياهو له أهمية كبيرة، فبعد فوز ترامب أبدى المسؤولون في الحكومة الصهيونية فرحهم، لكن الوضع لم يتطور كما توقعوا، واضطرّوا إلى قبول وقف إطلاق النار الذي زاد من الضغوط على حكومة نتنياهو، وأوجد معارضين جدد ضدّه داخل الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرّفة. و... في أعقاب زيارة نتنياهو للولايات المتحدة ولقائه ترامب، تصاعدت المخاوف داخل الأراضي المحتلة، وخاصة بين المعارضة للحكومة "الإسرائيلية". حيث تخشى أحزاب المعارضة ونوابها من أن يؤدي لقاء نتنياهو وترامب إلى استئناف الحرب في قطاع غزّة وتعريض حياة الأسرى الصهاينة للخطر مرة أخرى.. كما يخشى معارضو حكومة نتنياهو أن يحصل نتنياهو خلال زيارته لواشنطن على ضمانات باستئناف الحرب، وأن تبدأ الحرب من جديد. هذا القلق يأتي؛ لأن العديد من الشخصيات السياسية في النظام الصهيوني تعتقد أن رئيس الوزراء ووزراءه المتحالفين معه لجأوا إلى التحريض على الحرب وإطالة أمدها فقط من أجل بقائهم السياسي، وهم يعلمون جيدًا أنه بعد انتهاء الحرب ووقف إطلاق النار الطويل بسبب العجز في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، سيُحاكمون أيضًا بتهمة الفساد والانتهاكات السياسية، وستنتهي حياتهم السياسية، وخاصة بنيامين نتنياهو. ... وبالتزامن مع زيارته إلى الولايات المتحدة واحتمال حصوله على دعم ترامب لخرق وقف إطلاق النار، تزايدت الضغوط الداخلية أيضًا عليه مطالبة باستئناف الحرب على غزّة".
عمّا يبحث الجولاني في الرياض؟
كتبت صحيفة رسالت: " تأتي زيارة أحمد الشرع إلى الرياض بعد أسبوع من إعلان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال أول زيارة له إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد، في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري، أن الرياض تحاول مساعدة السلطات السورية الجديدة في رفع العقوبات الدولية. ... وبالنظر إلى التبادلات التي جرت، يمكن ملاحظة أنه على الرغم من أن الداعمين الرئيسيين للجولاني و"هيئة تحرير الشام" هي دول مثل تركيا وقطر، إلا أنه يحاول تأدية دور محوري بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية. وفي ضوء هذه العملية، زيارة الجولاني إلى السعودية قد يكون لها عدة أهداف: أولًا، تشعر السعودية، مثل العديد من الدول العربية، بالقلق إزاء طبيعة الأفكار السياسية لـ"هيئة تحرير الشام"، على الرغم من أن قادة هذه الحركة يحاولون جاهدين إظهار طبيعتهم الأيديولوجية المعدلة من خلال تغيير ملابسهم ودعايتهم. وإذا أخذنا بالحسبان حاجة حكام دمشق الجدد إلى الدعم السعودي، فيمكن القول إن اختيار السعودية وجهةً أولى في رحلة الجولاني هو خطوة نحو بناء الثقة وتخفيف المخاوف الأيديولوجية السعودية.
ثانيًا، يعرف الجولاني أن الاستمرار في حكم سورية والحفاظ على سلطته يتطلب الدعم السياسي والمالي من الدول العربية. وبالإضافة إلى الدعم المباشر، يمكن للسعودية أن تكون عاملًا مهمًا في توجه الدول العربية الأخرى وحتّى الإسلامية إلى دمشق، لذلك جذب الدعم المالي والسياسي من الرياض يشكّل إحدى أولويات الجولاني. وثالثًا، وكما أكدت السلطات في دمشق مرارًا وتكرارًا، إن رفع العقوبات المفروضة على سورية هو أحد أهم مطالبها، خاصة وأن الظروف الأمنية الفوضوية وانعدام الشرعية الشعبية جعلت الأمور صعبة عليها. ومن بين العوامل المهمّة في سقوط نظام الأسد كانت قضية العقوبات والمشكلات الاقتصادية، والتي قد تصبح أيضًا بمثابة نقطة ضعف بالنسبة إلى الحكام الحاليين في دمشق. وبناءً على ذلك، فإن أولوية مشاورات دمشق ودعايتها وتحركاتها الدبلوماسية هي رفع العقوبات الغربية. ومن أبعاد هذه التحركات إعطاء الأولوية للقاءات مع مسؤولين أوروبيين، وتقديم صورة معدلة عن "هيئة تحرير الشام" وهي ما تزال على قائمة الجماعات الإرهابية في الغرب.
تابعت الصحيفة: "... ونظرًا إلى العلاقات الواسعة التي تربط السعودية بالدول الغربية، يمكن القول إن أحد أهداف الجولاني في زيارته إلى الرياض هو الإفادة من قدرات السعودية في العلاقات مع الغرب. واللافت أن الجولاني، والذي يدعي أنه يسعى إلى بناء البنى التحتية وإعادة بناء أنقاض سورية، إلا أن صمته إزاء تدمير البنى التحتية على يد النظام الصهيوني وسيطرة أميركا على موارد النفط السورية، أثار الكثير من الشكوك حول صدق هذا الادّعاء. إن زيارة الجولاني إلى الرياض ليست نهجًا للثقة والتفاعل، بل هي في إطار الأهداف القصيرة الأمد التي يسعى إليها كلّ طرف، وإلا فإن اختلاف وجهات النظر، وخاصة البنية الفكرية التي تحكم "هيئة تحرير الشام" وقربها من قطر وتركيا، سوف يمنع عمليًا هذه العلاقات من التحول إلى تقارب إستراتيجي".
اللغة الصامتة في السياسة العالمية
كتبت صحيفة إيران: "لقد أجبرت عودة دونالد ترامب إلى موقع رئيسي في السياسة الدولية الدول على إعادة التفكير في إستراتيجياتها المتعلّقة بالسياسة الخارجية. وفي إيران، وبخلاف الثنائية بين التفاوض وعدم التفاوض، يتكرّر باستمرار أيضًا التحذير من إرسال إشارة ضعف. إن هذه التحذيرات تبسيطية وتتجاهل التفاعلات المعقّدة، إن الصورة الدولية للدول لا تعتمد على إرسال إشارات القوّة أو الضعف. إن محور الاهتمام الوطني ينصب على الجمع الذكي بين موارد الاقتدار والإشارات. وفي عالم الدبلوماسية المعقّد ومتعدد الأوجه، تؤدي الإشارات، كونها واحدة من أهم أدوات الاتّصال والإستراتيجية، بالاشتراك مع القوّة، دورًا رئيسيًا في تشكيل العلاقات الدولية. تشير الإشارة إلى النقل المتعمد للمعلومات أو النوايا أو الرسائل؛ عملية تهدف إلى التأثير على تصورات وقرارات وسلوكيات الأطراف الأخرى في ساحة السياسة العالمية. هذه اللغة الصامتة هي مؤسس التحالفات، والرادع للأعداء، وحتّى الطريق لحل الصراعات. لكن السؤال الأساسي هو: ما الذي يجعل الإشارة فعالة؟ وكيف تشكّل القوّة أساس هذه الفعالية؟
تكمل الصحيفة:" إن القوّة، سواء كانت عسكرية أم اقتصادية أم ناعمة، هي أساس مصداقية الإشارة. إن الدولة التي لا تستطيع الوفاء بوعودها لن تؤخذ على محمل الجد من الآخرين، حتّى إشاراتها الأكثر جرأة. ... فالتاريخ مليء بأمثلة الإشارات غير الفعالة التي فشلت إما بسبب الغموض أو سوء التقدير. ...وفي إيران، تتمتع الإشارات أيضًا بمكانة مهمّة كأداة دبلوماسية. ولكن تجدر الإشارة إلى أن مصادر القوّة الوطنية تحدد بشكل أساسي مدى صحة الإشارات. إن المصادر الملموسة للقوة لدى البلدان، بما في ذلك الاقتصاد والقوّة العسكرية، مرئية للجهات الفاعلة العالمية؛ على سبيل المثال، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإرسال إشارات التعاون الاقتصادي، تحظى إيران باهتمام أقل بسبب العقوبات والبنى الاقتصادية الضعيفة. وعلى النقيض من ذلك، الإشارات التي ترسلها إيران بشأن قدراتها النووية تؤخذ على محمل الجد. إن النقاش حول إرسال إشارة من عدمه ليس في حد ذاته ذا أهمية كبيرة، ولكن ما يهم هو مصادر القوّة التي تدعم مثل هذه الإشارات".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
04/02/2025