نقاط على الحروف
وعد صادق يتجدّد: مؤسسة القرض الحسن تواجه آليات الحصار
ليلى عماشا
يشتدّ الحصار، والنظام المصرفيّ الذي استخدمه الأميركيّ حبلًا يلتف على عنق الناس لبّى أوامر اليد التي تحرّكه وأوصل الناس الى حدّ الاختناق. طوابير من الموظفين والمودعين تصطف لتستجدي ولو نسبة ضئيلة من الرواتب الموطنة في المصارف أو من الودائع التي بمعظمها "شقا عمر" مَن ائتمن المصارف على كلّ ما ادّخره.
ماكينات السحب الآلي (ATM) على أبواب المصارف وفي مراكز التسوّق تشهد على دموع الكثيرين وخيبتهم وأحيانا انهيارهم أمام عجزهم عن سحب ما يحتاجونه من مالهم الذي أسره النظام المصرفي اللبنانيّ. هي لغة الحصار التي اعتمدها الأميركي لقتلنا.
هي حرب اقتصادية، والحديد بالحديد يُضرب، فكان مشروع (ATM) مؤسسة القرض الحسن الخطوة الأولى في آلية تحرير أعناق النّاس من حبل النظام المصرفي الذي تتحكم به الولايات المتحدة الأميركية. ففي حين يُحرم المودعون في المصارف من سحب أموالهم بالدولار إلا ضمن سقف يحدّده المصرف، وسعر "دولار المصرف" يقل عن نصف السعر المتداول في سوق الدولار أحيانا (الدولار الواحد يعادل ٣٨٠٠ ليرة لبنانية في المصرف فيما يتخطى سعره في السوق اليومي ال ٧٠٠٠ ليرة أحيانًا)، خرجت مؤسسة القرض الحسن لتقول للمودعين فيها هذه أموالكم المودعة أو الموطّنة في مؤسستنا، بإمكانكم سحب المبالغ التي تريدونها منها، وعبر نظام السحب الآلي الذي يوفر عليكم الوقت ويجنّبكم الاكتظاظ في مكاتب المؤسسة مراعاةً لظروف انتشار وباء كورونا. هذه الخطوة هي خطوة أولى في مسار اقتصادي يهدف إلى تحرير البيئة بالكامل ومَن يريد من خارجها من الحاجة إلى النظام المصرفي وبالتالي من الخضوع لقوانين مالية أعدّها الأميركيون وأدواتهم المحليون لتضييق الخناق على بيئة المقاومة والضغط عليها عبر خنق كل البيئات في لبنان ودفعها باتجاه تحميل مسؤولية اختناقها إلى منظومة المقاومة ككل.
هنا يمكن وضع هذه المشاريع المنظمة والمدروسة جيّدًا في إطار آليات مواجهة الحصار عبر تفكيك أدواته في الداخل وتحرير الناس منها. وتصبح هذه الآليات أكثر وضوحًا حين نتحدث عن "مشروع التيسير" والذي يجري العمل عليه بالتنسيق مع مؤسسة "جهاد البناء" والذي يؤمن قروضًا بالليرة اللبنانية (تصل إلى حدّ ٨٠ مليون ليرة) لصالح مشاريع الاستثمار الزراعي والصناعي بشكل خاص.
في هذه المرحلة، ربما نحن نشهد انطلاق سكة التحرّر الاقتصادي لمن شاء أن يكون حرًّا. وماكينات (ATM) القرض الحسن والتي دخلت السوق المالية المنفصلة تماما عن الدورة المصرفية اللبنانية قد تتخطى دورها كآلات لسحب الأموال وتتحوّل إلى وسيلة تأتي بالشرق وأسواقه إلينا، إذا أصرّ المرتهنون في البلد على منع التوجّه شرقًا.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024