نقاط على الحروف
المنتدى الافريقي الروسي في يومه الأول: أفريقيا تنتصر على الغطرسة الغربية
بطرسبورغ - د. زكريا حمودان
هنا في بطرسبرغ حيث ينعقد المنتدى الأفريقي الروسي، تشعر بأن قارة أفريقيا باتت شبه متحررة من الهيمنة الغربية، وأنها برمّتها حضرت لتواكب هذه التطورات الجيو-اقتصادية الضخمة بين القطبين الروسي والافريقي.
الجميع مُنتصر في بطرسبرغ
المنتدى الأفريقي-الروسي، جميع زوايا المكان تتبادل التعاون بُمختلف أشكاله انطلاقًا من المأكولات، والمشروبات، مرورًا بالنشاط الأكاديمي بمختلف أشكاله وأنواعه، دون أن ننسى الرياضة، الطاقة، الصناعة، السياحة، التجارة، بالاضافة الى المعدات الصناعية والزراعية وبعض المعدات العسكرية واللوجستية، وغيرها وصولًا الى مشاريع الطاقة الضخمة.
عند القيام بجولة في المكان تجد أنَّ الجميع يتحدث بلُغة التعاون، كما أن الانتفاضة التحضيرية والتنظيمية التي أجرتها روسيا تحضيرًا للحدث المُنتظر كانت كفيلة بتثبيت نجاح المؤتمر.
الجلسات الثنائية والجماعية تراها في كل مكان، في مختلف القاعات وفي مختلف القطاعات. هنا حيث الجميع مُنتصر لمكسبٍ ما سيتحقق، نرى العالم الجديد، العالم المتعدد الاقطاب يُبصر النور دون أن يتجرأ أحد على قول ذلك، فالأميركي والاوروبي ما زالا هناك حيث الهاجس الاستعماري يتربص بالقارة الأفريقية، وحيث يعتبران ان ما يحصل اليوم من تعاون أفريقي روسي، وأفريقي ايراني، وافريقي صيني، جميعها لا يصب في مصلحة الهيمنة الأميركية ولا لمصلحة اليد الغليظة الغربية المُسلطة على أفريقيا.
هل تنتقل التكنولوجيا الروسية والشرقية الى أفريقيا؟
حيثما تسير في المنتدى تجد التكنولوجيا حاضرة في المكان، من الطاقة النووية لانتاج الكهرباء إلى النقل البحري، دون أن ننسى التركيز الكبير والواضح على الشق الزراعي الذي من المؤكد أن الانفتاح الشرقي على افريقيا سيجعله قطاعًا حيويًا بامتياز.
يقول بعض من استطلعناهم في المنتدى وتحديدًا من الدول العربية في شمال افريقيا إن المنتدى يتميز بأنه أتى بعد نجاح المنتدى الأول على مستوى النتائج، وإن تطور العلاقات بين روسيا ودول شمال افريقيا سمح بارتفاع نسب التبادل التجاري بشكل كبير مثل تونس والجزائر ومصر.
لكن بحسب ما هو ملاحظ من الحضور الواسع للتكنولوجيا والشركات الصناعية الكبرى فإنَّ الأهداف هي أبعد من المنتدى الافريقي الروسي بنسخته الثانية، وأن الأشهر والسنوات المقبلة ستحمل تبدلًا كبيرًا على المستوى الافريقي الروسي، ومن المؤكد أن الغطرسة الغربية على القارة الافريقية ستنتهي بعد الانفتاح الواضح والواسع على الشرق انطلاقًا من روسيا والصين وايران.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024