نصر من الله

آراء وتحليلات

هكذا تتحقق تحديات العهد الرئاسي الجديد!
13/01/2025

هكذا تتحقق تحديات العهد الرئاسي الجديد!

يقدم العميد منير شحادة في مقاله لهذا الأسبوع قراءة في انتخابات رئاسة الجمهورية وخطاب القسم للرئيس الجديد جوزاف عون والعهود التي قطعها وما ينتظره من تحديات على صعيد تشكيل الحكومة والسعي لإجبار "إسرائيل" على الانسحاب ووقف الخروقات، والبدء بإعادة الإعمار ثم الانكباب على وضع إستراتيجية دفاعية للبنان. ويخلص العميد شحادة إلى دعوة الجميع للتكاتف لإعادة بناء البلد، ليكون عصرياً ومتعافياً لجميع أبنائه دون تمييز. وهنا نص المقال: 

دارت الأرض حول الشمس مرتين لننتخب رئيساً عتيداً للجمهورية اللبنانية. و لولا الضغط الخارجي لاستمرت في الدوران إلى ما شاء الله. 

بلدٌ مهترئٌ مخلخلُ الهيكلِ مقطَّعُ الأوصالِ، لم يبقَ فيه إلا أنيابٌ، يسعى بعض الموتورين إلى خلعها، لكن هيهات، هيهات. 

كان هؤلاء الموتورون يسعون إلى انتخاب رئيس بمعزلٍ عن فئة وازنة في هذا البلد، فإذا بهذه الفئة تثبت من الجولة الأولى أنْ لا انتخابات من دونها وأن القفز فوقها ليس ممكناً. 
إذاً أصبح للبنان رئيسٌ في مرحلة حرجة جداً عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وتجتماعياً. 

رئيسٌ كان خطاب قسمه بمنزلة خارطة طريقٍ واعدة، لبلدٍ مهترئٍ، عجلته متوقفة عن العمل، دوائره فارغة من رؤساء أصيلين، تدارُ بالوكالة. بلدٌ قضاؤه فاسدٌ لا يحاسِب ولا يُحاسَب. بلدٌ مفلِسٌ نُهِبت فيه أموال المودعين. بلدٌ يحتل جزءًا من جنوبه جيش جزارٌ يسعى هؤلاء الموتورون إلى السلامِ معه، كأنهم لم يروا مجازره ووحشيته على مدى ثلاثة عشر شهراً، طحن فيها جماجم وعظام أطفالٍ ونساءٍ وعجزةٍ، دمر فيها كل حجرٍ، لم يترك محرمات إلا واجرتكبها. 

خطابُ قسمٍ فيه الكثير من العهود التي قطعها الرئيس العتيد. أولها التصدي للعدو "الإسرائيلي" وللإرهاب، وثانيها محاربة الفساد والمخدرات، وثالثها إعادة أموال المودعين وليس آخرها قانون انتخاب حديث وعصري، والكثير غيرها. 

هذه العهود لا يمكنه أن يفي بها إلا بتعاون كل الفرقاء في هذا البلد ودون وضع العصي في دواليب عجلة الإصلاح.

زلازل ضربت المنطقة في الداخل وعلى حدودنا تجعل التحديات كبيرة وصعبة على العهد الجديد. لذلك يجب الإسراع في تشكيل حكومة فاعلة ومنتجة، أعضاؤها نظيفو الكف وأكْفَاء، لكي يستطيعوا إعادة عجلة المؤسسات إلى الدوران بعد أن أكلها الصدأ. 

حكومة تعمل كيَدٍ واحدةٍ مع الرئيس لتكون على قدر التحديات وتكون أولى أولوياتها السعي لإجبار "إسرائيل" على الانسحاب في الوقت المحدد ووقف الخروقات. فضلاً عن الشروع في إعادة الإعمار ثم الانكباب على وضع إستراتيجية دفاعية يرضى عنها كل الفرقاء. وهنا يجب أن نلفت عناية كل من يعتقد أن هناك نزعاً لسلاح المقاومة شمال الليطاني، إلى أن هذا موضوع خطير يؤسس لفتنة في البلد، لذلك على جميع الفرقاء أن يتحلوا بالوعي الكافي للاستفادة من قوة المقاومة، في إطار إستراتيجية دفاعية تكون رادعة للعدو "الإسرائيلي" أمام أطماعه التي أصبح واضحاً أنه يسعى لتحقيقها وصولاً إلى إقامة ما يسميها "إسرائيل الكبرى". المنطقة على كف عفريت والتضامن واجب وطني حتى لا نخسر وطننا ونصبح مشردين لا أرض ولا هوية. 

فلنحافظ على وطننا ولنتحد ولنستفد من قدرات هذا البلد على الصعد كافة ولنتكاتف جميعاً، رئيساً عتيداً وحكومةً وقوىً أمنيةً ومؤسسات وأحزاب ومقاومة، من أجل إعادة بناء بلدنا، ليكون عصرياً ومتعافياً لجميع أبنائه دون تمييز.

رئاسة الجمهورية اللبنانيةالحكومة اللبنانيةالمقاومة

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة