معركة أولي البأس

خاص العهد

الربط الكهربائي بين ايران والعراق.. هل ينال لبنان نصيبًا من النور؟
02/11/2019

الربط الكهربائي بين ايران والعراق.. هل ينال لبنان نصيبًا من النور؟

مختار حداد

في إطار التعاون بين طهران وبغداد تم رسميًا ربط شبكتي الكهرباء الإيرانية والعراقية، لكن الأهم، هو الاعلان عن التخطيط لربطها مع سوريا.

وزير الطاقة في الجمهورية الاسلامية رضا أردكانيان الذي أعلن عن مزامنة تشغيل شبكتي الكهرباء في إيران والعراق اعتباراً من يوم الجمعة الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، من خلال ربط هاتين الشبكتين، قال على هامش مراسم أقيمت بهذه المناسبة بحضور نافع عبد السادة وكيل وزارة الطاقة العراقية في مقر شركة إدارة شبكة الطاقة الكهربائية في إيران إن "الحد من إتلاف الطاقة في الشبكة الكهربائية بالعراق وتحديث وإصلاح المعدات التالفة، وتدريب الكوادر العراقية تعد من الإجراءات الأخرى التي تم الاتفاق على تنفيذها على مدى 3 سنوات".

الربط الكهربائي بين ايران والعراق.. هل ينال لبنان نصيبًا من النور؟

وفي انعكاس إيجابي واضح على العراق، أكد أردكانيان ان جودة التيار الكهربائي في العراق ستتحسن من خلال ربط شبكتي الكهرباء للبلدين وأن نقل تجارب الخبراء الإيرانيين الى العراق حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال صناعة الكهرباء في هذا البلد وضع على سلم أولويات التعاون الثنائي، مشيرًا إلى التخطيط لربط شبكات الكهرباء في إيران والعراق وسوريا.

* مزايا تزامنية (دمج) شبكة الطاقة الكهربائية بين ايران والعراق

لقد ارتبطت شبكتا الطاقة الكهربائية بين ايران والعراق منذ عدة سنوات، حيث قامت ايران ضمن الاتفاقيات المبرمة بين البلدين بتصدير الكهرباء إلى البلد الجار العراق، وما زال هذا الأمر مستمرًا وجاريًا حتى يومنا الحاضر ومن دون انقطاع.

وقد سجل العام 2019 أعلى مستوى في تزويد الطاقة الكهربائية إلى هذا البلد خلال السنوات الأخيرة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ارتفاع مستوى تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين.

ومن أجل توسيع رقعة ومستوى تصدير الطاقة من ايران إلى العراق وذلك بسبب حجم الطلب المتزايد في العراق لهذا المنتج القيّم وقدرة ايران العالية في صناعة الكهرباء، فقد تم اقتراح وتنفيذ مشـروع تزامنية (دمج) شبكات الطاقة الكهربائية بين البلدين الجارين ووضع هذا المشـروع ضمن أولويات عمل وزارة الطاقة الايرانية ووزارة الكهرباء العراقية.

مقدمة لتوصيل شبكات الطاقة الكهربائية لبقية البلدان الجارة بشبكتي الطاقة العراقية ـ الايرانية

إن عملية تزامنيَّة شبكات الطاقة الكهربائية تعتبر نقطة هامة في مسألة تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين وهذا يعني أنه سوف تكون هناك فرص مشتركة في الانتاج، ونقل واستهلاك الطاقة الكهربائية للبلدين الجارين، وبالنتيجة امكانية توسيع وتطوير البلاد ورفع مستوى الرفاه الاجتماعي من خلال التمتع بخدمات البنى التحتية الكهربائية.

ومما يجدر الاشارة إليه أن الاستفادة من موضوع تزامنية شبكات الطاقة الكهربائية التي تعتبر مترادفة مع العمليات المشتركة والمتناسقة في شبكات الطاقة الكهربائية في البلدان تعطي استقلالية في عمليات التزويد في كلا الجانبين. وفي يومنا الحاضر يتم استخدام هذه التقنية في عدد من البلدان المتقدمة كما يحصل في بلدان الاتحاد الاوروبي.

لذا، فإن هذه النقلة التقنية المعقدة تعتبر نقطة عطف للبلدين الجارين العراق وايران ومنطلقًا لرفع مستوى التطور في هندسة الطاقة، وتحدث طفرة مشهودة في التبادلات الفنية والهندسية على المستوى العالمي لكلا البلدين.

من الضروري الاشارة إلى أن توفير المتطلبات اللازمة للوصول إلى هذا الأمر تعتبر من المباحث المعقدة في صناعة الطاقة الكهربائية عالمياً والتي تتم بتقنيات وامكانيات محلية في كلا البلدين بشكل كامل.

ونظراً للفوائد العديدة لمشروع تزامنية شبكات الطاقة الكهربائية فالنجاح سيرافق التجربة القيّمة، لتكون مقدمة لتوصيل شبكات الطاقة الكهربائية لبقية البلدان الجارة والمنطقة عمومًا بشبكتي الطاقة العراقية ـ الايرانية، وتحويل ايران إلى مركز لتبادلات الطاقة الكهربائية في المنطقة.

وبذلك ستصل المنطقة إلى خدمات الطاقة الكهربائية الثابتة والمستقرة افضل وأكثر من السابق وبشكل مستمر والتي تعتبر من ضمن البنى التحتية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لشعوب المنطقة، ومن خلال توسيع رقعة التعاون الفني وتبادل العلوم والمعرفة في مجال الطاقة الكهربائية، سوف تتحقق الأرضية المناسبة لتحقيق ارضية توسيع سبل التعاون الثنائي والجمعي في المستقبل.

*هل تكون هذه الخطوة تمهيدًا لربط لبنان بعد سوريا بالكهرباء من إيران؟

وفيما أعلن وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان أن بلاده تعمل في الوقت الحاضر على إعادة تأهيل قطاع الكهرباء في منطقة اللاذقية الساحلية بشمال غربي سوريا، أكّد أن إيران تقوم حاليا بإعادة تأهيل معدات شبكة الكهرباء السورية في منطقة اللاذقية، وقال "نسعى في الوقت الحاضر لتنمية التعاون مع سوريا عبر مسار العراق .. التعاون في صناعة الكهرباء الإقليمية يدعم التنمية المستديمة، وبناء عليه فإننا نقوم حاليا بإنشاء محطات كهرباء في سوريا بطاقة إجمالية تبلغ 526 ميغاواط".

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: بما أن العراق استطاع أن يحقق استفادته القصوى من الدعم الايراني له بالكهرباء، وحقق بذلك أرباحًا وفوائد كبيرة، كما تستفيد سوريا تباعًا من هذا الدعم وتسعى الى تطويره، هل سيتمكن لبنان من استغلال فرصة ربط شبكتي الكهرباء بين ايران والعراق والعودة إلى خطة الربط الرباعي والتي كانت أوصلت في السابق نصف ميغاوات إلى لبنان عبر معمل دير عمار من الشبكة السورية؟ وهل يستفيد هذا البلد العالق في أزمة مستدامة في الكهرباء تستنزف ماليته على مدى سنوات طوال، من هذه الشبكة، أم أن المناكفات السياسية والتدخلات الخارجية، ستحول مجددًا دون الاستفادة مما يُعرض على الدولة اللبنانية؟

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل