خاص العهد
أين الحريري من عاصفة الأزمات؟
هبة العنان
في وقت يعيش اللبنانيون فيه أزمات متتالية تطال قدرتهم على توفير قوت يومهم، بدءًا بقيود النقد والمصارف مرورا بالارتفاع الجنوني لأسعار السلع وصولا الى أزمة المحروقات الأخيرة، يعتكف رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في قصره، غير آبهٍ بأيّ مواطن جائع أو سائق عمومي توقف عمله بسبب عصابات البنزين. الحريري أدار أذنه الصماء، واختار المراوغة واللعب بالأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة المقبلة، دون ان يولي حاجة الناس أقلّ اهتمام يتوجب عليه.
كل ما يجري في الشارع اللبناني لا يستفزّ الحريري حتى الآن، فإهانة الناس وإذلالهم من أجل الحصول على لقمة عيشهم لا يعنيه، وغيابه عن الاجتماع المالي أمس لا يعني سوى استخفافه بالشأن المالي والأزمات المعيشية خاصةً في الأيام الأخيرة.
وفي هذا السياق، تعتبر عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر رندلى جبور في حديث لموقع "العهد" ان "ما يمارسه الحريري خلال الآونة الأخيرة، هو أكثر من مجرد استخفاف، فهو تخلٍّ عن مسؤولياته، للظهور بصورة "البطل"، وتضيف أن هذا التنصل يدين الحريري، لأن استقالته لا تنفي وجوب دعوته إلى جلسات حكومية مكثفة لإنقاذ الوضع.
وتشير جبور الى أن "علامات استفهام كثيرة يمكن طرحها حول سلوك الحريري في الآونة الأخيرة، فقد قرر التخلي عن مسؤولياته منذ ان طرح الورقة الإصلاحية، حينها امتلك الفرصة، لكنه تهاون بالأزمة، وقرر انها لا تعنيه، راميا الكرة في ملعب الفريق الآخر منزها نفسه عن كل ما يجري".
وتؤكد جبور لـ"العهد" ان الحريري يعيش حالة انكار تامّة لما يجري، رافضا الاعتراف بتحمله مسؤولية الأزمات، مشددة على أنه "شريك بصناعة هذه الأزمة، وليس مستفيدًا منها فقط، فكل ما يفعله هو تحميل الفريق المقابل له مسؤوليتها، على الرغم من انه أول من عليه إيجاد حل جذري باعتباره رئيس حكومة تصريف الأعمال أولا، وممثل كتلة ذات حجم هام في البرلمان".
جبور ترى أن الحريري شارك إلى جانب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بإغراق البلد في دوامة الأزمات، وبالتالي عليهما إيجاد حل لإخراجه". وتلفت إلى ان الحريري يحاول تنفيذ اجندة خاصة تتداخل بها الضغوط الخارجية من أجل تمرير الوقت وإحراق اسماء مرشحة لرئاسة الحكومة، دون ان يولي أيّ اهتمام لمعاناة الناس أو ان يقترح حلا مؤقتا يخرجهم من أزمات صنعها.
وتخلص عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر الى أن "الحريري يعيش ازدواجية حقيقية ويتعاطى بخبث تجاه الأزمة، وهذا ما تظهره تصريحاته وبياناته الأخيرة، فما يهمّه الآن كيفية تنفيذ الأجندة أو المشروع الذي لا نستبعد ان يكون للخارج يد فيه.