خاص العهد
قطاع السياحة على وشك الانهيار.. كيدانيان لـ"العهد": الأحوال تتحسّن مع استقرار الأوضاع الأمنية
هبة العنان
منذ أيام انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمطار بيروت الدولي خاليا تماما من أيّ سائح أو مغترب لبناني قادم، في مشهد ينذر بكارثة حقيقية تُصيب قطاعًا له المساهمة الكبرى في نهوض اقتصاد لبنان، وهو قطاع السياحة.
لبنان الذي لطالما عول على السياحة، خصوصا في موسم الأعياد في كانون الأول/ديسمبر، وما يستتبعه من حجوزات في الفنادق وإشغال غرفها، وتنظيم مكاتب السفر لها وللبرامج السياحية والترفيهية، يبدو أنه خسر بأزمته السياسية والمالية إنتاج القطاع كله.
وفي هذا السياق، تحدث وزير السياحة أواديس كيدانيان لموقع "العهد الإخباري" عن الواقع المزري الذي يمر به القطاع في كل فروعه، موضحًا أن هذه الأزمة بدأت في آخر أسبوع من شهر تشرين الأول/أكتوبر أي بعد اندلاع الاحتجاجات في لبنان، حيث ألغيت حجوزات الفنادق وتذاكر سفر السائحين القادمين، نظرا للأوضاع الأمنية والسياسية غير المستقرة في البلاد.
واعتبر كيدانيان أن "حساسية هذا القطاع وتأثره السريع بأيّ خلل أمني أو سياسي يمر به لبنان، أدى إلى تراجع الحركة السياحية بشكل ملحوظ، مقارنة بالأشهر السابقة"، مضيفًا أن "أيّ أجنبي يفكر في زيارة لبنان سيشعر بحذر شديد نتيجة ما يجري من إغلاق طرقات وأحداث أمنية مفاجئة، فضلا عن الوضع المالي المتردي".
كيدانيان وصف وضع الفنادق الحالي بـ"الجامد"، موضحًا أن "نسب الإشغال فيها لا تتعدى الـ 4% إلى 5 %، اي من أصل 200 غرفة هناك فقط 10 غرف مشغولة، وهذا الواقع بدأ منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر".
وأضاف كيدانيان لـ"العهد" أن "الفنادق العالمية التي تمتلك أكثر من فرع حول العالم، لجأت إلى إرسال موظفيها إلى فروعها خارج لبنان، لتوقف أعمالها هنا، فيما تعاني الفنادق المحلية بشكل كبير لتوقف الحجوزات، في موسم كانت تعوّل كثيرًا على أرباحه". وتابع أن العام الحالي كان عاما جيدا بالنسبة للقطاع، وإن مررنا بأحداث أمنية أثرت قليلا كحادثة قبرشمون، لكن ما نمر به منذ حوالي شهرين سيئ جدا".
واقع المطاعم لا يختلف كثيرا عن الفنادق، إذ يقول وزير السياحة إن "هناك 200 إلى 265 مطعمًا أقفلت ابوابها، بسبب توقف أعمالها نتيجة للوضع الأمني والمالي المتردي"، مشيرا إلى أن "200 مطعم على شفير الإغلاق في حال لم يتحسن الوضع حتى نهاية العام". وقال ان "المطاعم والفنادق تعاني من أزمة غلاء المواد الغذائية، فالموزعون يطلبون الدفع نقدا وبالدولار، وهذا ما تعجز عنه المؤسسات في الوقت الحالي"، مضيفا أن هذا الواقع ينذر بانهيار تام للقطاع وحالات اقفال كثيرة.
أما شركات السفر والسياحة فأزمتها مشابهة للفنادق والمطاعم، إذ إن عملها "انخفض بنسبة 80 %"، ويوضح كيدانيان أن الأزمة مرتبطة بشكل مباشر بالقيود النقدية والمالية التي تفرضها المصارف، خصوصا لجهة بيع التذاكر بالدولار وتحويل أموال بالدولار، خصوصا ان تعامل هذه الشركات مع الخارج أو زبائنها اللبنانيين يكون عبر التحويلات المالية المتوقفة حاليا".
كيدانيان يقول إن "تحسن الاوضاع الأمنية والسياسية وحده، قادر على إعادة النشاط إلى القطاع السياحي"، مضيفًا إن "الوزارة غير قادرة في هذه الأوضاع المعقدة على تقديم عروضات للشركات الأجنبية لتشجيع السائح على زيارة لبنان، كما لا يمكننا تحمل مسؤولية هذا السائح في بلد المفاجآت".
ويُطمئن في الختام الى أن "الوزارة تتابع أوضاع المؤسسات السياحية لمساعدتها على تأمين استمراريتها، وحل اي مشاكل داخلية تواجهها".