خاص العهد
السلطة الفلسطينية تتجاوز حدود التنسيق الأمني .. اندماج وتواطؤ مباشر مع العدو
حسين كوراني
أثار توقيف أفراد خلية كانت ترصد تحركات القيادي في "سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا قبل اغتيال الاحتلال له في 12 تشرين ثاني/نوفمبر المنصرم، ردود فعل داخل البيت الفلسطيني، خصوصًا بسبب تواطؤ السلطة الفلسطينية في الجريمة وممارستها الدور الخياني بشكل علني.
داخلية غزة أصدرت بيانًا أمس أوضحت فيه أن ضباطًا في جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية في رام الله تم تكليفهم بمهمة رصد ومتابعة الشهيد أبو العطا بشكل رسمي عبر العميد شعبان عبد الله الغرباوي، مدير جهاز المخابرات العامة في المحافظات الجنوبية، الذي كان ينقل المعلومات المتعلقة بالشهيد أبو العطا مباشرة لأجهزة مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أوضح الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني شرحبيل الغريب في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن "العملية كانت نتيجة عمل أمني مكثف ومركز على مدى شهور، وتم اعتقال عدد من المشتبه بهم والتحقيق معهم، حيث اعترفوا أمام جهاز الأمن الداخلي في غزة بالتواصل مع الغِرباوي الذي غادر غزة بعد أحداث الانقسام عام 2007 بعام واحد ويقيم الآن في رام الله".
السلطة تتنصل من تورط الخلية
واعتبر الغريب أن "الغرباوي يمارس عمله تحت غطاء أمني من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله، وهو يتفاخر بعمله الأمني ولا يعتبره عمالة أو خيانة، باعتبار أن السلطة هي من تنسق مع الاحتلال في الضفة الغربية"، مضيفًا ان "محاكم غزة أصدرت حكمًا قضائيًا بحقه وصل إلى السجن المؤبد، وقد يصل الى الإعدام بتهمة التخابر مع العدو والدور الخياني الذي لعبه في العملية".
ولفت الغريب إلى أن "التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة الفلسطينية مع الاحتلال بلغ مستوى عاليًا، خصوصًا بعد ان عمدت السلطة إلى قطع صلتها بالفصائل الموجودة في غزة والضفة الغربية، واختارت التنسيق مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) مباشرة، لحماية العدو ومواجهة المقاومة"، مضيفًا أن "هذا التنسيق أصبح في الآونة الأخيرة اندماجًا أمنيًا، خاصة ان الاتصال الذي تم الكشف عنه أمس يؤكد أن الغرباوي اتصل بالضابط الصهيوني مباشرة".
ورأى الغريب أن "واقع الضفة اليوم أصبح مريرًا جدًا لناحية ملاحقة المقاومين والأسرى المحررين والناشطين، وكل من يرفع شعارات وطنية، من قبل الاحتلال من جهة وقوات السلطة الفلسطينية من جهة اخرى"، معتبرًا أن "كل من يتم اعتقله ويطلق سراحه من قبل السلطة الفلسطينية، تعتقله قوات العدو بعد يومين، اي أن هناك عملية توزيع أدوار بين الطرفين".
ليست هذه العملية الأولى التي تتورط فيها السلطة
كما قال الغريب إن "التسيق الأمني مع الاحتلال تعتبره السلطة من مهامها الوظيفية للحفاظ على ما تبقى لها من قوى في الضفة، باعتبارها باتت عبئًا على الحركات المقاومة للاحتلال هناك"، مضيفًا أن "هناك حالة تململ ورفض في الشارع الفلسطيني خاصة لجهة تتسيق السلطة الأمني مع الاحتلال، إذ إن جهاز الأمن الوقائي التابع لها حكم الضفة بقبضته الحديدية، وهذا ما اعتبره حكمًا على الشعب الفلسطيني بالسجن المتواصل".
الغريب قال لـ"العهد" إن "السلطة الفلسطينية سبق ان تورطت بعمليات اغتيال حصلت في وقت سابق، إذ أقدم عناصرها على إغتيال القيادي محمود الخواجا أحد أكبر رموز حركة الجهاد الإسلامي وأحد مؤسسي الجناح العسكري لديها في مخيم الشاطئ بمدينة غزة بشهر رمضان المبارك في 22 آيار/يونيو 1995، من خلال قيام مجموعة من المسلحين إطلاق الرصاص عليه بواسطة مسدسات كاتمة للصوت، بالإضافة الى إغتيال المقاوم اشرف نحال وغيرهم، أثناء سيطرتها على قطاع غزة، مضيفًا ان الأهم من كل ذلك، فأن السلطة عجزت عن منع الاستيطان "الذي يتغلل في الضفة ويقضي على حياة شعبنا".