خاص العهد
نزوح من "فيسبوك" الى "تويتر" عام 2019: ما هي الأسباب؟
فاطمة حيدر
يأفل عام 2019 وفي ذاكرة اللبنانيين الكثير من التحديات والتمنيات التي وجدت طريقها إلى وسائل التواصل الإجتماعي. لكن الأكيد أن طائر ""تويتر" الأزرق حلق عاليًا في سماء اللبنانيين الذين غردوا بفرح أو غضب على ما شهده الوطن. "تويتر" عام 2019 تحول الى ميدان للحروب الاعلامية والسياسية وحتى الى ساحة للحملات الانسانية والاجتماعية.
يعيد الناشط "التويتري" عامر حلال (أكثر من 9 آلاف متابع) نزوح جمهور المقاومة من "فايسبوك" نحو "تويتر" إلى القيود التي فرضها "فايسبوك" لناحية نشر صور سماحة الأمين العام لحزب الله أو لناحية استخدام عبارات المقاومة وحزب الله والشهداء: "القيود الكثيرة دفعت بناشطي المقاومة إلى النزوح إلى منصة تويتر الذي بدأ مؤخرا بفرض قيود مشابهة"، يقول حلال لموقع "العهد" الاخباري.
تشارك الناشطة زينة كرم ( أكثر من 16 ألف متابع) رؤية حلال وتسهب بالحديث عن كيفية تحول "فايسبوك" إلى منصة عداء للمقاومة وكل ما يرتبط بمحورها.
تفاجئك الناشطة كرم بحديثها عن السيد "القائد" والمجاهدين وكيف منع "فيسبوك" أشرف الناس من إبداء محبتهم للمقاومة وسيدها. لذا كان من الطبيعي بالنسبة لها أن ينتقل جمهور المقاومة إلى "تويتر" حيث مساحة التعبير أكبر. وفي هذا السياق، تعيدك الفتاة إلى الاجتماع الذي عقده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع مؤسس "فايسبوك" مارك زوكربرغ قبل اعوام.
مع ذلك، حلال يتوقع أن يشهد بداية عام 2020 تشددًا أكبر في سياسات "تويتر". إلا أنه يفصّل أن "الكثيرين اختاروا تويتر كونه منصة جدلية تسمح بالنقاش وابداء الآراء وتبيان الأفكار لا سيما لناحية النقاش السياسي فرجال السياسة نزلوا إلى ميدان تويتر ما سمح للنشطاء والمتابعين برصدهم والتعليق على منشوراتهم وهو أمر محدود في غيره من وسائل التواصل".
"للأسف لقد تحول تويتر اليوم وبفعل الحسابات الزائفة إلى "سوق" للتنمر والسباب والشتائم" يضيف حلال، فيما توضح كرم أن أسوأ الحملات كان ما شهده "تويتر" من سب وشتائم بحق المقاومة أو رئيس الجمهورية لا سيما بعد استغلال موجة الحراك الشعبي في لبنان.
تشير كرم إلى اللحظات الأجمل في نشاطها الـ"تويتري": "هي عندما يظهر سماحة العشق المفدى" أو عندما نقوم بحملات مع "إيران الحبيبة والعراق الجريح واليمن المظلوم فضلا عن الحملات الداعمة لجبل بعبدا الرئيس ميشال عون. أفرح بشدة عندما أجد تويتراتي الداعمة لدول محور المقاومة والسيد القائد الخامنئي تتصدر حركة التفاعل ونشرات رصد تويتر".
يشاطر حلال الزميلة كرم في تفاعلها مع حملات المقاومة. فبالنسبة اليه اللحظة الأجمل هي عند ظهور الأمين العام لحزب الله خطيبا: "عندها تجد التايم لاين "ولعان" والتراندات مليئة "بحب السيد"".
بحماسة العاشق، يستذكر يوم ظهر السيد بعد غياب طويل كيف تحول وسم "نصر الله يكسر الصمت" إلى نقطة جذب وجدل وحجب من قبل "الإعلام الخليجي والإسرائيلي". يومها كان "تويتر" ساحة جمعت سلاح الحب وأحرف الحرب.
يتحدث الناشط عن مبادرات إنسانية أيضًا تحول معها "تويتر" في العام 2019 إلى ملتقى اجتماعي. المبادرة الأولى كانت للشاب "محمد عوطة الذي نجح "تويتر" بجمع مبلغ 80000 يورو لإجراء عملية له. لكن المبادرة الإنسانية لم تمر بسلام فالسعودي وليد البخاري الذي تبرع بمبلغ للشاب المريض لم يلق ترحيبا من صاحب المبادرة عامر حلال: "يومها كتبت له أنني سأحول المبلغ إلى أهالي شهداء اليمن، فثار جنون التويتر الخليجي وعمدوا إلى إغلاق حسابي الذي لم أعد أحصي كم من المرات قد أغلقه تويتر".
من جهتها تفصل كرم كيف تحول تويتر في 17 تشرين إلى منصة صارخة للمطالبة بحقوق اللبنانيين التي يجب أن تدق مسامع كل المسؤولين الذين يملكون كما غيرهم حسابات تتحفنا باستقبالاتهم وانجازاتهم "العظيمة"! وكواحدة من المسيحيين المتفاعلين مع محور المقاومة تؤكد على ازدياد أعدادهم وهم يكسرون حاجزالخوف بشكل يومي: "من أروع لحظات حياتي هي تلك التي نتبادل فيها التفاعل كمسيحيين وشيعة لا سيما في الدفاع عن رئيس جمهوريتنا".
الناشط أسامة نور الدين (أكثر من 34 ألف متابع) يتحدث بدوره للعهد عن أهمية "تويتر"، فيشير الى أنه يضمن خاصية "التفاعل بشكل أكبر من الفيسبوك، والفكرة تصل أسرع، والأكشن موجود بنسبة أكبر"، موضحًا أنه "بعد الاحداث الاخيرة في لبنان تبين للناس أن كل الأخبار تبدأ بالانتشار انطلاقًا من تويتر ثم تنتقل الى وسائل الاعلام، وهذا ما شجع الناشطين على الالتحاق به".
بحسب الناشط نور الدين، فإن الأحداث في العام 2019 تركزت في الأشهر الأخيرة من السنة، وأهم الحملات استمرت طيلة الثلاثة أشهر الأخيرة وبقيت "تراند" حتى اليوم وهي "لبنان ينتفض، ويسقط حكم المصرف".
في أجمل لحظات التضامن على "تويتر" هذا العام يستذكر نور الدين حالات التضامن بين الناشطين والناس خلال مصيبة الحرائق وكيف ان يتم تقديم المساعدات وتنظيم الحملات. أما في الشق السلبي، فيشير الى آفة التنمر التي بدأت تطغى على "تويتر" في الآونة الأخيرة، حيث "التهجم على أيّ كان وسهولة الاستهزاء والتعرض للكرامات الشخصية".