معركة أولي البأس

خاص العهد

أين أصبحت عملية حفر البئر الاستكشافية الأولى في البلوك رقم 4؟
18/03/2020

أين أصبحت عملية حفر البئر الاستكشافية الأولى في البلوك رقم 4؟

فاطمة سلامة

في الخامس والعشرين من شباط/ فبراير المنصرم، وصلت سفينة الحفر Tungsten Explorer الى المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان. المهمة تكمن في البدء بالتنقيب والاستكشاف عن النفط والغاز في البئر الاستكشافية الأولى بالبلوك رقم 4. لم يمر الحدث آنذاك بشكل عادي، فمن يعرف مصلحة لبنان يعرف جيداً أنّ هذه الخطوة منتظرة منذ عقود، فنحن أمام أول بئر استكشافية في لبنان منذ عام 1965. ولهذا الحدث في حال اكتملت الأمور على خير تداعيات إيجابية جمة، لا نقول معها إن لبنان سينتقل الى العصر الذهبي. في ذلك مبالغة طبعاً، ولكن أقله سيكون لهذه الخطوة انعكاسات مهمة على الاقتصاد الوطني في حال قُدّر للبنان العثور على كميات واعدة.

وفيما خطفت أزمة مواجهة فيروس "كورونا" الأضواء عن الكثير من الملفات في لبنان، ومن ضمنها عملية الاستكشاف عن النفط والغاز، يعقد مجلس الوزراء جلسة له يوم غد الخميس (19-3-2020) وعلى رأس جدول أعمالها عرض وزارة الطاقة والمياه تَقدّم سير عملية حفر البئر الاستكشافية الاولى في الرقعة رقم 4. فأين أصبحت تلك العملية؟ وهل أثّر الوباء المستجد على وتيرة سيرها؟.

مصادر مطّلعة على سير العملية الاستكشافية تشدّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري على أنّ عملية الحفر تسير على قدم وساق وقد وصلت الى عمق 800 متر تحت قعر البحر، أي حوالى 2200 م اذا ما أخذنا المياه بعين الاعتبار. ولا تنكر المصادر أنه قد يحدث أحياناً بعض التأخيرات التقنية البسيطة جداً، لكنّ فريق العمل القيم على برنامج الحفر يحترمه بدقة وهناك تقدم وفقاً للخطة المرسومة. وهنا تُشدّد المصادر على أنّ أزمة "كورونا" لم تؤثر حتى اللحظة قيد أنملة على سير عملية الاستكشاف.

ووفق المصادر، من المبكر الحديث عن أي نتائج ايجابية حتى الساعة. الشيء الايجابي أنّ عمليات الحفر لم تتأثر مطلقاً بالأزمة الحاصلة والتي حوّلت مختلف الجهود لمواجهة وباء "كورونا" المستجد الذي خرج عن سيطرة الكثير من البلدان حول العالم. برأي المصادر، من المفيد التعامل مع هذا الملف الحيوي بشكل منفصل عن الخارج مع اتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة. وتكشف المصادر أنّنا نحتاج من أسبوعين الى ثلاثة أسابيع للوصول الى الطبقة التي نبحث عنها وتهمنا والتي تسمى بالطبقة الرملية، أي طبقة الصخر الرملي.
 
أما الانتهاء من الحفر فمن المتوقع أن يكون آخر نيسان/ابريل أو قد يمتد الى أول أسبوع من أيار/ مايو، اللهم الا اذا حصلت  حوادث تقنية عادية أخّرت العملية قليلاً. وفي حال كانت سرعة الحفر قوية قد ننتهي قبل هذا التاريخ. الأمور ـ وفق المصادر ـ رهن العمل على الأرض وبقاء عمليات الحفر بمنأى عن تأثيرات "كورونا".

وتوضح المصادر المطلعة على سير العملية الاستكشافية أنه وبعد الانتهاء من عمليات الحفر سيصار الى تحليل المعلومات عبر فحص العينات التي نستخرجها، بانتظار النتائج التي قد تبشّرنا بكميات واعدة، أو لا تبشّرنا ما يدفعنا الى البدء بحفر بئر استكشافية أخرى.

وتكشف المصادر أنّ فريق عمل ضخماً يعمل لإنجاز عملية الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز يُقدّر عددهم بنحو 400 شخص، 200 منهم من 60 جنسية يعملون على الباخرة، و200 آخرون يعملون على البر. وتشدد على أنّ جميعهم يمتلكون شهادات عالية وخبرة مهمة في هذا المجال لا تقل عن 20 سنة .

إقرأ المزيد في: خاص العهد