معركة أولي البأس

خاص العهد

سر قنبلة عطان ذات ابريل في اليمن: آثار الكارثة مستمرة
14/04/2020

سر قنبلة عطان ذات ابريل في اليمن: آثار الكارثة مستمرة

اليمن ـ سراء الشهاري

في العشرين من ابريل عام 2015، وبعد أقل من شهر على بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، ألقت طائرة مقاتلة على جبل عطان بالعاصمة صنعاء قنبلة فراغية شديدة الانفجار، لتُحدِث هذه القنبلة دمارًا هائلاً وصل إلى مسافة 7 كيلو مترات من موقع انفجارها.
تلك الفاجعة أدت إلى سقوط أكثر من 600 مواطن يمني بين شهيد وجريح غالبيتهم نساء وأطفال.

نزح أكثر من 30 ألفًا من أهالي أحياء عطان وما جاورها، واضطر البعض لافتراش مجاري السيول مأوىً وسكنًا، بعد أن حطمت القنبلة منازلهم، حيث بلغ عدد المباني التي دمرتها القنبلة تدميرًا كليًا وجزئياً 7000 منشأة ما بين منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس وغيرها.

عند الساعة 10:35 صباحًا من ذلك الصباح سقطت القنبلة على عطان. وقبل صوت دوي الانفجار، وتصاعد الأدخنة، أحدثت القنبلة ضغطًا كبيرًا شبهه المواطنون بالزلزال، فقد كانت المباني تهتز وتتحرك لشدة الضغط، وقد تحركت موجة الضغط من جنوب العاصمة إلى شمالها، لتتصاعد بعد ذلك نيران الانفجار ودخانه، بشكل عمودي بلغ ارتفاعه واحد كيلو متر، ووصل قطره إلى 500 متر.

القنبلة النيترونية غير التقليدية وصفها الموقع الإسرائيلي (إسرابوندت Israpundit) بالقنبلة الجديدة الخارقة للتحصينات، وهي قنبلة صممت لضرب التحصينات والمنشآت تحت الأرض. وأوضح المحلل الأمريكي (توماس ويكتر) في ذات الموقع بأن الإسرائيليين أو من أسماهم المحلل بـ"حلفائهم السعوديين" تمكنوا من التوصل إلى بديل مماثل لما يسمى بـ "أم جميع القنابل MOAB" الأمريكية والتي تحوي رأسًا بوزن 5300 رطل (2404 كلغ)، وأنهم تمكنوا من تحويل طائرة بوينغ 707 الناقلة إلى منصة مسلحة لإلقاء مثل هذه القنابل.

لقد تفاخر الكيان الصهيوني وبكل قبح بتحويل الأحياء السكنية اليمنية إلى ساحة لتجريب قنابله المحرمة والمجرمة دوليًا. ادعى العدوان أنه استهدف مخزنًا للأسلحة، لكن الأهداف الحقيقية التي أصابتها القنبلة بدقة كانت أطفالًا ونساءً ومدنيين تحطمت منازلهم فوق رؤوسهم.

السلاح المستخدم ولّد طاقة حرارية هائلة تجاوزت درجة انصهار المعادن المكونة لجبل عطان، وأدت إلى تفتت الجبل وتحوله إلى تراب وأحجار بأحجام مختلفة، منها ما وصل إلى حجم سيارة. وتطايرت الأحجار فوق رؤوس المواطنين، وكأنها قنابل تدمر وتقتل أين ما حطت.

المستشار القانوني لوزارة حقوق الانسان وعضو لجنة توثيق جرائم العدوان الأستاذ حميد يحيى الرفيق أكد في تصريح لموقع "العهد" الاخباري أن القنبلة نتج عنها اشعاعات بدرجة عالية جدًا حيث قال: "عند نزولنا للجبل في اليوم التالي من الضربة برفقة المختصين من مركز الاشعاع كانت أجهزة القياس لديهم تصل إلى مؤشرات عالية، وكانت ترتفع كلما اقتربنا من مكان الضربة، وهو ما يدل على انبعاث اشعاعات خطيرة أضرّت بحياة الناس".

الرفيق أوضح لـ"العهد" أنه "وُجدت حالات تشوه للأجنة من سكان تلك الأحياء، بل حتى من المواشي والحيوانات في المنطقة، ووجدت أغنام ولدت أجنة مشوهة بعد هذه الحادثة"، مضيفًا "هذه الاشعاعات النيترونية التي انبعثت من القنبلة خلفت آثارًا آنية ومستقبلية ستؤثر على صنعاء والقرى المحيطة بها عامة".

لم تكن هذه القنبلة الاشعاعية الوحيدة التي استهدفت العاصمة، بل قُصفت صنعاء بأخرى لا تقل وحشية وخطورة حطت على جبل نقم المحيط بأحياء سكنية، وخلفت شهداء وجرحى وأضرارًا كبرى لم تقل عن أضرار عطان.

الرفيق شدد على أن مثل هذه القنابل لم تستخدم في صنعاء وحسب بل في محافظات أخرى منها صعدة وحجة، منوهاً أن "العدوان استخدم القنابل التي ينبعث منها الدخان الأبيض والدخان الأزرق، أي التي تحوي مواد نيترونية وفسفورية، ظهرت إثرها حالات تشوه خلقية، بل إن ضحايا هذه القنابل سُلخت جلودهم وذابت أجسامهم حتى وصلت إلى العظم، وقد أثبتت ذلك تقارير منظمة حقوق الانسان، ومنظمة العفو الدولية".

لقد سجل العدوان الأمريكي السعودي جرائم ومجازر كبرى بحق اليمن أرضًا وانسانًا، وما يزال اليمني رغم كل ذلك صامدًا لا يهزم.

إقرأ المزيد في: خاص العهد