معركة أولي البأس

خاص العهد

مرتزقة تركيا في ليبيا: نهب وسلب فترحيل
18/04/2020

مرتزقة تركيا في ليبيا: نهب وسلب فترحيل

محمد عيد    

 

 بعدما كثرت شكاوى الليبيين من تجاوزاتهم وتصرفاتهم المنطوية على السرقة والنهب وابتزاز "من قدموا لنجدتهم" في وجه قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، وجدت أنقرة نفسها (وهي المخططة الأولى لقدوم المرتزقة السوريين إلى ليبيا) في وضع لا تحسد عليه، بعد أن أقدم حلفاؤها في حكومة الوفاق على ترحيل عدد كبيرمن هؤلاء على خلفية تجاوزاتهم. فلم يجد الأتراك بدًا من إغراء قادة المرتزقة بمكافآت مالية مقابل السفر إلى ليبيا لتدارك الموقف وضبط سلوك عناصرهم.

المال مقابل ضبط العناصر

فاحت رائحة سلوكيات المرتزقة السوريين في ليبيا إلى الدرجة التي علا فيها صراخ المواطنين هناك استنكارا لوجودهم، لتبادر حكومة الوفاق - الحليفة المفترضة لهم - إلى ترحيل بعضهم على خلفية هذه التجاوزات، الأمر الذي وضع أنقرة - مهندسة كل ما يجري هناك - في موقف محرج فكان التحرك التركي وفق مصادر إعلامية معارضة تقاطعت مع ما أكدته مصادر محلية في إدلب لموقع العهد الإخباري، بأن تركيا أبلغت خلال الساعات الأخيرة قادة الميليشيات الإرهابية التابعة لها "ميليشيا الجيش الوطني" وخاصة أولئك الذين لم يصلوا بعد إلى الأراضي الليبية بضرورة الإسراع في التواجد هناك من أجل ضبط العناصر التابعين لهم بعدما ازدادت شكاوى الليبيين منهم وتحولت إلى ردات فعل غير مضمونة العواقب.

وأكد المصادر أن تركيا وعدت القادة الذين يمضون في ليبيا مدة لا تقل عن ستة أشهر متواصلة بمبالغ تتراوح بين الخمسمائة ألف إلى مليون دولار.

ولفتت إلى أن دفعة جديدة مكونة من 275 عنصرًا انطلقت مساء الخميس الماضي من مواقعها في الشمال السوري إلى الأراضي الليبية فيما تتجه دفعة أخرى تضم حوالي 550 عنصرًا من فصائل السلطان مراد وسليمان شاه "العمشات" وفرقة الحمزة "الحمزات" ولواء "صقور الشمال" وجيش النخبة ممن قامت تركيا وأدواتها بتجنيد غالبيتهم من مخيمات النازحين في الشمال السوري بعد فتح المعابر مجددا بين إدلب ومناطق سيطرة فصائل المعارضة المدعومة تركيا بحيث يكون الانطلاق السبت 18 نيسان.

تركيا تحاول ترميم الخسائر

المصادر أكدت أن إرسال هذه الدفعات بنسختها الجديدة جاء بطلب مستعجل من تركيا إثر ترحيل دفعتين من المرتزقة السوريين المنتمين لفصائل المجموعات الإرهابية التابعة لتركيا قبل يومين من ليبيا إلى تركيا، ومنها إلى الأراضي السورية عبر معبر حوار كلس العسكري شمال حلب.

وأشارت المصادر إلى أن الدفعة الأولى التي تم ترحيلها يوم الأربعاء الماضي ضمت 125 جريحا وقتيلين من فصائل المعارضة لتتبعها دفعة ثانية ضمت نحو 110 عناصر تم ترحيلهم بشكل قسري من ليبيا بسبب الشكاوي الواردة من أهالي طرابلس بحقهم على خلفية ما ارتكبوه من ممارسات وانتهاكات تمحورت حول عمليات نهب البيوت وسلب الأموال والهواتف الخاصة بالمدنيين فضلا عن اضطلاعهم بدور كبير في تجارة الحشيش والمخدرات والتي ازدهرت بشكل ملحوظ ضمن المناطق التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الليبية الموالية لتركيا والتي يقودها فائز السراج منذ نهاية العام الماضي والذي شهد بدايات دخول فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا إلى الأراضي الليبية.

وكان المدعو "أبو وسيم" وهو أحد عناصر فصيل السلطان مراد الذين تم ترحيلهم يوم أمس قد صرّح لإحدى وكالات الأنباء المعارضة بما حرفيته "ما حدا من أهل ليبيا بيحبنا وصارت كل الناس بطرابلس بتكرهنا.. قبل ما نرجع على سوريا بيوم إجت 3 سيارات من قوات الردع الليبية جردونا من سلاحنا وأخدونا على المطار وحشرونا ونحنا حوالي 30 عنصر بغرفة صغيرة وصاروا يضربونا ويشتمونا وبعدها أجت الطيارة وطلعونا فيها وعلى اسطنبول".

وحين سئل المدعو "أبو وسيم" عن سبب هذا الإجراء من قبل قوات الردع الليبي التابعة للوفاق أجاب باقتضاب "المدنيين اشتكوا علينا لقوات الردع الليبية والأتراك".

المصادر ذاتها أكدت وصول حوالي 2000 عنصر من الفصائل الموالية لتركيا خلال الأسبوع الماضي إلى الأراضي الليبية لتعويض الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها هذه الفصائل خلال المواجهات مع قوات الكرامة التابعة لـ "خليفة حفتر" قائد الجيش الليبي على محاور عدة في العاصمة الليبية طرابلس حيث رصدت وسائل إعلامية معارضة سقوط مئات القتلى والجرحى والأسرى من هذه الفصائل نتيجة عوامل عديدة أبرزها القتال كمرتزقة لا يعنيهم غير المال بصرف النظر عن الدوافع الإيديولوجية التي يحاول البعض تسويقها، فضلًا عن جهلهم بطبيعة الجغرافيا الليبية ومبادرة المدنيين الليبيين إلى التبليغ عنهم بعدما ضاقوا ذرعًا بتصرفاتهم.

 

ليبيا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل