خاص العهد
بعد كلام السفيرة الفتنة..حقوقيون بصدد تشكيل جبهة لمواجهة الأصوات الفتنوية
فاطمة سلامة
تُكمل السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا نهج زملائها الذين سبقوها في عوكر. لكن هذه المرة، وإن تشابهت الأدوار اللادبلوماسية بين المندوبين السامين، إلا أنّ عهد الأخيرة هو عهد العدوان الأميركي المباشر على اللبنانيين. وعليه، لا حرج من الذهاب بعيداً في التحريض والفتن. وان كانت سمة "صناع الفتن" في لبنان هي السمة الأبرز لساكني عوكر، إلا أنّ صناعة الفتن في هذه المرحلة بالذات لها ما لها من أبعاد بعدما وصلت الأوضاع الى الدرك الأسفل. منذ بدء مهامها في شباط، أتت دوروثي شيا لتكمل دور السفيرة السلف اليزابيث ريتشارد، ولكن بحدة أكبر وشراسة أكثر بعد أن بات اللعب على المكشوف في أمن الساحة اللبنانية. وتصريحها الأخير الذي هاجمت به حزب الله لم يكن سوى بند على جدول أعمال طويل هدفه الرئيسي صب الزيت على النار اللبنانية المشتعلة.
بصدد تشكيل جبهة معادية لأي صوت فتنوي
هذا التمادي اللامسؤول من قبل السفيرة الأميركية يستدعي تشكيل جبهة معادية لأي صوت فتنوي في لبنان، بهذه الكلمات تستهل المحامية بشرى الخليل حديثها لموقع "العهد" الإخباري لدى تعليقها على تصريح السفيرة الفتنة. وتؤكّد إننا بصدد تشكيل فريق من رجال القانون وتوسعته باتجاه سياسيين وإعلاميين، للتصدي فوراً في حال تعرّض لبنان من أي دبلوماسي أو شخصية لكلام من النوع الذي تفوهت به شيا. هذه اللجنة شبه منجزة -بحسب الخليل- وفيها من كافة الفئات والأحزاب على اعتبار أنهم مواطنيون حريصون على سيادة بلدهم ووطنهم وهؤلاء لن يرضوا بأي خرق من أي جهة مهما كانت، بحيث لن نسمح بعد أن يأتي من يصنع لنا الفتن في الداخل.
نحن مع الحصانة التي أعطتها بندقية حزب الله للبنان
وتضيف الخليل "بغض النظر عن نهج حزب الله، وما اذا كنا نتفق معه في السياسة أم لا، نحن اليوم كجبهة مع الحصانة التي أعطتها بندقية حزب الله للبنان والتي حافظت على سيادتنا. كان لدينا سيادة تنتهك في كل لحظة. "اسرائيل" كانت تملك الجرأة للدخول الى لبنان، كانت تستطيع أخذ رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري من قلب بيت الوسط. دخلت الى بيروت في عز قوة الدولة اللبنانية وعز الأمم المتحدة والتوازن الدولي وقتلت فلسطينيين. حرقت طائراتنا في مطارنا. عندما احتلت عاصمتنا بيروت كانت أول عاصمة عربية تحتل، دخلوا الى القصر الجمهوري وانتهكوا حصانة رئيس الجمهورية. اليوم، ما الذي يمنع "اسرائيل" ويردعها عن هذا التمادي؟ وحدها بندقية حزب الله، تقول الخليل التي تشدد على أنني كمواطنة لبنانية ومثلي كثر من كافة الطوائف جميعهم يؤمنون بأن حزب الله حافظ على سيادتنا وكرامتنا الوطنية بهذه البندقية.
شيا دبلوماسية فاشلة
وتُشدّد الخليل على أنّ تصريح شيا الأخير أصعب من كل ما قالته سابقاً، وهو مخالف لاتفاقية "فيينا" التي تمنع منعاً قاطعاً التدخل في الشؤون الداخلية للبلد المضيف. تصف الخليل شيا بالسفيرة الفاشلة، فهي تخرق القوانين وتدخّلها كسفيرة لدولة عظمى من المفترض أن يكون عكس ذلك. لو أنها دبلوماسية ناحجة لكانت عملت على فتح قنوات اتصال مع كافة الأحزاب وعملت على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين لا توسيع دائرة الشرخ وإحداث فتنة. إنها سفيرة فاشلة مئة بالمئة ولا تملك صفة الدبلوماسي مطلقاً، هي تقاتل عن "اسرائيل" وهذا دليل فشلها.
قرار مازح قانوني مئة بالمئة
ورغم أنها لا تؤيّد استقالة قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح، إلا أنّها تؤكّد أنّ الحكم الذي أصدره قانوني مئة بالمئة. القاضي لم يقترب من حرية التعبير، بل شدّد على عدم نقل كلام السفيرة عندما يكون هناك تصريحات تحتوي على خطاب الكراهية والفتنة. يحق للقاضي -وفق الخليل- إصدار هكذا قرار لدرء الخطر. وهنا تسأل الخليل: هل تجرؤ الوسيلة الاعلامية المعترضة على قرار مازح عرض شتائم بحق السفيرة؟ بالطبع لا، لأنها تصبح كوسيلة إعلامية تحت المساءلة. هذا ما طلبه القاضي مازح أنه عندما يأتي أي كان ويريد الاساءة للدولة والمقاومة ويبث التحريضات والفتنة، من المفترض أن لا يجري نقل تصريحاته. البعض اعتبر قراره حداً من حرية الاعلام. فهل حرية الاعلام أن يتم شتم الناس؟!. هذه ليست حرية إعلام. وتلفت الخليل الى أن هناك اجتهاداً لمحكمة التمييز يقول إنه ولدرء خطر ما يحق لقاضي العجلة أن يتخذ قراراً له صفة العجلة سواء في يوم العطلة أو العيد أو بالليل أو النهار وفي أي ساعة كانت.
ندرس رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية
وفي سياق متّصل، أوضحت الخليل أنها ومجموعة من المحامين بصدد دراسة رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية ضد السفيرة الأميركية. وفق حساباتها، فإنّ قوانين محكمة الجنايات الجزائية تملك الصلاحيات لإحالة بعض القضايا على المحاكمة، ومنها خطاب الكراهية الذي يؤدي الى إحداث مجازر أو إخلال بالسلم الأهلي، وكلام السفيرة -بحسب الخليل- يدخل في هذا الإطار. وتسأل المتحدثة: كيف لسفيرة دولة عظمى أن تتحدث بهذه الطريقة وبشكل سافر عن مكون أساسي يشكل أكثر من نصف الشعب اللبناني وفي بلد منقسم وفي عز الأزمة الاقتصادية الخانقة بعد أن تبخّرت ودائع الناس في المصارف؟. ماذا تريد شيا أن تقول للناس؟. باختصار هي أرادت -وفق الخليل- أن تقول للناس التي لم تعد قادرة على شراء أكثر من لقمة الخبز أن حزب الله "جوّعكم". هذا الكلام ليس له ترجمة سوى التحريض وإثارة الفتنة عبر خطاب الكراهية الذي يؤدي الى العنف في المجتمعات. شيا لم تقل الحقيقة أن دولتها هي سبب أزمتنا الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار.
وتشير الخليل الى أننا وعدد من رجال القانون ندرس الحيثيات لإقامة الدعوى، لافتةً الى أنّه وفي محكمة الجنايات لا توجد حصانات والدليل اتخاذ القرار ضد رئيس السودان. هل هناك ثقة بالمحكمة الجنائية؟ تجيب الخليل عن هذا السؤال بالقول:" كل شيء مسيس ولكن علينا أن نحرجهم. عندما نذهب الى محكمة الجزاء التي تدّعي الحيادية والاستقلالية نكون قد وضعنا تقريراً في وجه سفيرة أميركية، نحرج به أميركا". لكن وفي كل الأحوال وسواء توصلنا الى نتيجة بإمكانية إقامة الدعوى من عدمها، أم تراجعنا عنها في حال التزمت شيا حدودها، نحن اليوم نصر على انجاز اللجنة التي ذكرتها سابقاً للاتحاد في وجه أي صوت فتنوي.