معركة أولي البأس

خاص العهد

بطلة تونس في القراءة تلقن حكام التطبيع درسًا في العروبة: التاريخ لا ينسى
19/08/2020

بطلة تونس في القراءة تلقن حكام التطبيع درسًا في العروبة: التاريخ لا ينسى

 تونس: روعة قاسم

أماني بن علي هي كاتبة شابة تونسية أصيلة من منطقة الكاف، وهي من الجيل الشاب التونسي الواعد والمثقف والمؤمن بقضيته الأم فلسطين. شاركت في مسابقة تحدي القراءة العربي في نسخته الثالثة في دولة الامارات العربية المتحدة ووصلت الى النهائيات. ولكن مع اعلان الامارات عن اتفاق العار التطبيعي مع الصهاينة، سارعت الشابة التي تبلغ 18 عاما وحصلت مؤخرا على شهادة البكالوريا بتفوق، الى التعبير عن موقفها الرافض لهذا الاتفاق من خلال انسحابها من هذه المسابقة ورفضها المنحة التي تخصص للمتفوقين بها وذلك انسجامًا مع مبادئها الأصيلة كأصالة شعب تونس وصمود جبال الكاف العالية. وقد كان لـ "العهد" الاخباري هذا الحديث الخاص معها:

* لو تحدثيننا عن موقفك من اتفاق التطبيع الاماراتي - الإسرائيلي

انا ضد التطبيع مهما كانت الأثمان. هدفنا الأول الآن هو أن نسترجع أراضينا في فلسطين وهناك أراض أخرى مهددة بأن يقتلعوها منا أيضا  وبصدد الضياع، سواء في سوريا أو العراق وليبيا وغيرها. والأجدر بنا كدول تزعم أنها عربية أن تهتم باستعادة أراضينا، فلو اجتمعنا وتعاونا لفعلنا أكثر بكثير مما تفعله كل دولة بمفردها أو كل حاكم بمفرده. ولو وضعنا المنافع الشخصية للحكام أو الدول جانبا لعادت علينا منفعة أكبر بكثير. لأن الامارات حتى لو استفادت الآن من هذا الاتفاق فهي لن تستفيد عبره طويلًا ومساوئه وأثره السلبي أكثر بكثير من أثره الإيجابي .

بطلة تونس في القراءة تلقن حكام التطبيع درسًا في العروبة: التاريخ لا ينسى
أماني بن علي

* ما هي ظروف انسحابك من تحدي القراءة العربي؟

شاركت في تحدي القراءة العربي في نسخته الثالثة وكنت بطلة تونس في المسابقة ومثلت تونس. وبعد الاتفاق التطبيعي بين الامارات و"إسرائيل" طلبت من أصدقائي ومن كل المتابعين أن يعيدوا النظر في فكرة المشاركة في هذه المسابقة لأننا لا نستطيع أن نغضّ النظر عن الاتفاقية التي تمّ توقيعها. وهناك منحة جامعية دراسية في الجامعة الأمريكية في أبو ظبي تخصص لأبطال تحدي القراءة العربي وكنت أنا من ضمنهم لأني حصلت في هذه السنة على البكالوريا فبعد اعلاني عن فكرة الانسحاب التي اقترحتها أيضًا على زملائي، تمت مراسلتي بخصوص المنحة ورفضتها لأن واجبنا الوطني تجاه فلسطين أهم بكثير.

ولو أن المثقفين والأدباء والشعراء والرياضيين والصحفيين لم يقفوا في وجه هذه الممارسات فمن سيقف ومن سيواجهها خاصة انه بالنسبة للحكام العرب فانهم لا يرون الا مصالحهم الشخصية.

وأنا مقتنعة بقراري هذا وهو ينطلق من واجبنا تجاه فلسطين ولا يمكن أن نساوم على مبادئنا بأية منحة مهما كانت قيمتها المالية، ففلسطين لا تباع بأي ثمن.

وحتى لو كانت المنحة على أية رقعة جغرافية على الأرض ومهما بلغت قيمتها لن أسمح بأن أساوم على أرض وطننا العربي بمنحة، والأمر أساسًا يثير السخرية والاشمئزاز، لأني أكتب لفلسطين والوطن العربي وأقرأ الكتب من أجل الوطن العربي فلا يمكن ان يصدر عني موقف لا ينسجم مع مبادئي.

هناك من يقول إنه لا يجب أن ندخل المسابقات الثقافية في الأمور السياسية ولكن إجابتي كانت واضحة فأصابع اليد الواحدة - ولو لون كل منها بلون مختلف - فهي تتبع يدا واحدة.  فالتطبيع هو نفسه سواء كان تعليميا او ثقافيا او اقتصاديا. فكرة عدم الخلط بين السياسي والثقافي اخترعوها فقط لكي يسوقوا للتطبيع بشكل تدريجي في الوعي الشعبي العام.

 للأسف أصبحت الثقافة طريقًا للتطبيع، والتعليم أيضًا بحجة أن العلم نأخذه من أي كان حتى أصبحنا نطبّع دون أن نعلم بذلك أساسًا، وبتنا نستخدم ربما أجهزة الكترونية صنعت بأيادٍ صهيونية والى غير ذلك دون أن ندري، بسبب التطبيع التجاري والالكتروني.
 
وللأسف عندما تواجه البعض بخطورة هذا الشكل من التطبيع وحتمية وواجب مقاطعة الشركات الصهيونية فانهم يتهمونك بالتطرف. لست أقول بأننا سنرفع السلاح بل نواجه التطبيع كل من موقعه ونعطي لكل ذي حق حقه. فالأرض أرضنا ولكن الصهاينة جاؤوا واغتصبوا أراضينا في فلسطين فلا يمكن لنا التطبيع معهم وإقامة علاقات طبيعية معهم في كنف السلام فالأمر لا يستقيم.

حكام العرب كانوا يرفضون فكرة التطبيع ثم بدأ الخط يتقدم شيئا فشيئا وبدأنا نفرّط مترًا مترًا من تلك الأرض، ولو تابعنا هذا المسار الخاطئ وتخلينا عنها سواء خوفا او سلاما فإننا سنضيع كل أوطاننا. ولا يمكن ان نتحدث عن السلام أمام عدو يحمل بوجهي سلاحا وأحمل بوجهه حجرا.

* ما الكلمة التي توجهينها للحكام العرب الذين يهرولون للتطبيع مع الكيان الصهيوني ؟

أقول للحكام العرب إن التاريخ لا ينسى وفلسطين ستعود حتما إن لم يكن لنا فلأبنائنا وأحفادنا وليست فقط فلسطين بل فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا وكل أراضينا والسودان المنقسم سوف يعود الينا حتما يوما ما. ولكن التاريخ لا ينسى ويسجل أسماء الحكام وأفعالهم فآمل ان ينتبهوا وأن يلقوا نظرة الى الوراء.

أين هم حكام الأمس؟ نحن لا نملك عنهم شيئا سوى ما فعلوا، فآمل ان يتعظ حكام العرب الآن بأن المواقف والقضايا الحق هي التي تدوم لأن قضايا الباطل والمنافع الشخصية لا تدوم وستمضي حتمًا وسيرحلون ويدفنون ومعهم بترولهم وأموالهم وأسلحتهم ووثائقهم التي توقع تحت وفوق الطاولة فإنها لن تدوم.

* ماذا تقولين للجيل الشاب اليوم وكيف يمكن تثبيت ثقافة المقاومة لكي لا يتورط شباب اليوم في هذه الموجة من التطبيع؟

اما بالنسبة للجيل القادم فأوجه رسالة مهمة للغاية وأقول لهم رجاء ابحثوا في تاريخكم واطلعوا عليه واسألوا انفسكم "من انا ...ولماذا انا هنا ...ولماذا أتكلم العربية ولماذا أرض فلسطين تعنيني وأرض الوطن العربي تعنيني؟"، اسألوا أنفسكم هذه الأسئلة وابحثوا عن أجوبتها من مصادر لا تصطاد بالماء العكر لأنكم قد تجدون أجوبة تجعل منكم جواسيس على دولكم دون ان تعلموا بذلك.

* ما هي كلمتك للمقاومة في لبنان وفي فلسطين ؟

كلمتي للمقاومة بأننا معكم ولو غفلنا قليلًا ولو ضعنا قليلًا في خضم حياتنا الشخصية أو الاجتماعية، لكننا معكم بقلوبنا وكتاباتنا وأغانينا وشعرنا ومواقفنا معكم دائمًا وأبدًا. وسوف نسعى لأن لا يبقى شخص في الوطن العربي الا ويدعم المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي كل شبر من أراضينا العربية.

الإمارات العربية المتحدة

إقرأ المزيد في: خاص العهد