معركة أولي البأس

خاص العهد

الأغوار الفلسطينية.. تهجير بحجة التدريبات الاسرائيلية
11/02/2019

الأغوار الفلسطينية.. تهجير بحجة التدريبات الاسرائيلية

رام الله - العهد

تبدو منطقة الأغوار الشمالية على الحدود مع الأردن ساحة حرب. أرتال من الدبابات والمجنزرات، ومئات من جنود الاحتلال الاسرائيلي يأخذون مواقعهم في محيط مساكن العائلات البدوية، ويشرعون بإطلاق النار والقذائف على مجسمات تحاكي القرى والبلدات خلال تدريبات عسكرية شبه دورية في المنطقة.

الفلسطينيون يرون في التدريبات العسكرية الإسرائيلية محاولة للضغط على سكان الأغوار لإخلائها باعتبارها منطقة حيوية واستراتيجية على المستوى الاقتصادي والعسكري للاحتلال الإسرائيلي.

وأنذرت قوات الاحتلال عشرات العائلات الفلسطينية من قرى "المالح، الميِّتة، البرج، الرأس الأحمر" بضرورة إخلاء مساكنها بفعل التدريبات العسكرية.

وبحسب سكان المنطقة فإن جيش الاحتلال يستخدم قطاعات واسعة من فرقه خلال تلك التدريبات حيث شوهدت ناقلات جند ومدرعات وطائرات مروحية خلال التدريبات.

مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات يقول "إن قوات الاحتلال أخطرت 18 عائلة تضم 93 فردا، من الرأس الأحمر، جنوب شرق طوباس، بضرورة إخلاء منازلهم حتى الثاني عشر من الشهر الحالي وبشكل يومي، من العاشرة صباحا، حتى الخامسة مساء بهدف التدريبات".

ويضيف بشارات "أن قوات الاحتلال أخطرت أيضا 32 عائلة تضم 218 فردا، تسكن مناطق " خربة البرج" و"الميتة" و"حمامات المالح" بهدف التدريبات العسكرية بنفس الإنذارات.

ويوضح رئيس المجلس القروي في المالح مهدي دراغمة أن عشرات العائلات أخلت مساكنها الى مسافة تبلغ 5 كيلو من المنطقة التي تجري فيها التدريبات الاسرائيلية خوفا على سلامتهم.

ويقول "هذه العائلات ستمضى في العراء والأجواء الباردة"، لافتا إلى أن هذه التدريبات تخلف أضرارا كبيرة في المزروعات، حيث تجوب آليات عسكرية الأراضي الزراعية، وتشق طرقا وسطها.

ويلفت دراغمة الى الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على سكان الأغوار التي تهدف إلى طردهم من أرضهم، موضحاً أن الفلسطينيين يعتمدون على الأغوار بالزراعة والثروة الحيوانية كونها أراض واسعة ورعوية إضافة الى أنهم يعتمدون على الزراعة البعلية.

ويتابع دراغمة "أما الاحتلال فيعتمد على منطقة الأغوار في البؤر الاستيطانية والمشاريع والتدريبات العسكرية"، مشددا على أنه رغم كل ما يعانيه السكان من مضايقات واعتداءات فهم صامدون ومتشبثون في أرضهم.

بدورها، تقول المسنة الفلسطينية مهدية دراغمة التي اصطحبت عائلتها معها "خرجنا من الصباح الباكر خوفا على سلامة الأطفال والنساء والكبار الى العراء في البرد القارس"، وتضيف " لا يوجد مكان آخر لنا لكننا مضطرون للخروج".

وتشير المسنة التي تقطن في المنطقة منذ 26 عاما الى إصابة أحد أفراد عائلتها برصاصة طائشة خلال تدريبات الاحتلال في السنوات الماضية.

وتشكل مساحة الأغوار الفلسطينية حوالي 28 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، بينما يبلغ عدد السكان الأغوار الفلسطينيين، بما فيها مدينة أريحا، حوالي 55000 نسمة ويشكلون نحو 2 بالمائة فقط من عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية.

بينما سكن في الأغوار حتى عام 1967 حوالي 320000 نسمة، وبعد الاحتلال أعلن الكيان الغاصب عن مساحة 400000 دونم من المناطق المحاذية للحدود الأردنية كمناطق عسكرية يُمنع دخول الفلسطينيين إليها، وأقام عليها 90 موقعا عسكريا.

كما أقام الكيان 35 مستعمرة زراعية يسكن فيها نحو 7500 مستعمر وصادر لهذا الهدف 28000 دونما من الأراضي الزراعية الخصبة، بينما بقي الفلسطينيون يملكون حوالي 50000 دونم من الأراضي الزراعية.

وينظر الاحتلال إلى المنطقة بوصفها محمية أمنية واقتصادية، ويقول إنه يريد أن يحتفظ بـ"الوجود الأمني" فيها ضمن أي "حل" مع الفلسطينيين.

إقرأ المزيد في: خاص العهد