خاص العهد
الحكومة.. الرئيس بري يستأنف مبادرته بزخم أكبر: فهل يؤلّف الحريري؟
فاطمة سلامة
في 22 تشرين الأول 2020، كُلّف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة. أكثر من سبعة أشهر والحال الحكومي لا يزال مكانك راوح. "سفرات" بالجملة حملت الرئيس المكلّف من بلد الى بلد، بينما الأوضاع الاقتصادية وصلت الى الدرك الأسفل. تقاذف مسؤوليات لا تسمن ولا تغني ولا تحل أزمة حكومية، بينما البلد لا يحتمل ترف الوقت. الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله رسم في خطابه الأخير -بكل وضوح- خارطة طريق "بسيطة" وهادفة لتشكيل الحكومة. أولاً، أن يجلس الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقتًا طويلًا الى حين الوصول الى نتيجة، وثانيًا اللجوء الى رئيس مجلس النواب نبيه بري الصديق الوحيد القادر على المبادرة وتقديم المساعدة في الواقع السياسي اللبناني. هذا الطريقان لا ثالث لهما، قال السيد نصر الله.
مبادرة الرئيس بري تُستأنف بزخم أكبر
دعوة الأمين العام لحزب الله وجدت صداها في عين التينة التي حاولت مرارًا وتكرارًا التوفيق بين المعنيين بتشكيل الحكومة. التجارب تُثبت على الدوام "الحنكة" التي يتعامل بها الرئيس بري مع مختلف الملفات. لطالما أخرج "أرانب الحل" من جيبه وإن كانت هذه المرة الأمور معقّدة كثيراً. مصادر مطّلعة على أجواء الرئاسة الثانية تؤكّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ مبادرة الرئيس بري ترتكز على نتائج جلسة مجلس النواب وقرار المجلس الذي اتخذه والذي جدّد فيه الثقة بالتكليف والسعي لتشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. كما ترتكز على لقاء الرئيس بري بالرئيس المكلف، ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل عقب الجلسة وإن كان كلاً على حدة. وهنا تنوّه المصادر الى أنّ المبادرة ترتكز أيضاً على خطاب التحرير الذي ألقاه الرئيس بري، والذي جدّد فيه عناوين مبادرته. تلك المبادرة قائمة -بحسب المصادر- على حكومة اختصاصيين من 24 وزيراً لا ثلث معطّلاً فيها. وتشير المصادر الى أنّ كلمة الأمين العام لحزب الله التي أكّدت المؤكّد الدائم بالثقة بالرئيس بري وجهوده المبذولة شكّلت مرتكزًا يضاف الى مجموعة المرتكزات آنفة الذكر.
ما الفارق بين مبادرة الرئيس بري اليوم وفي السابق؟ تسأل المصادر وتجيب على نفسها بالقول: " تختلف بتجديد السعي بزخم أكبر". وحول ما اذا كانت الأجواء إيجابية، تُفضّل المصادر عدم الحديث عن أي إيجابية قبل اتضاح النوايا الحالية.
بعبدا..الرسالة حقّقت أهدافها.. والملف ينتظر عودة الحريري من الخارج
الحديث مع مصادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تُبيّن مستوى الرضى الذي يسود بعبدا اليوم بعدما تبيّن لأكثر من جهة أنّ الرئاسة الأولى ليست المعرقلة لمسيرة التأليف. تعتبر المصادر في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ الرسالة التي وجّهها الرئيس عون الى مجلس النواب حقّقت أهدافها. الأخير تحمل مسؤوليته وطلب من الرئيس المكلف تأليف الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية. وهذا ما سعينا اليه -تقول المصادر- لأن الرئيس المكلف بقي على مدى أشهر مقتنعاً بأنه هو من يشكّل الحكومة بمفرده ورئيس الجمهورية يوقعها وينشرها فقط.
وتشدّد المصادر على أنّ رئيس الجمهورية لم يطلب تنحية الرئيس المكلّف، ولا إقالته بل وضع النواب بصورة الواقع طالبًا منهم تحمل مسؤولياتهم. تعول المصادر على مبادرة يقوم بها الرئيس بري بعدما بات طرفاً أساسيًا في هذه القضية خصوصًا بعد رسالة مجلس النواب وحثّ الرئيس المكلّف على الإسراع بتشكيل الحكومة. لكن بالتأكيد الأمر يتطلب عودة الرئيس المكلّف من الخارج -تضيف المصادر- بعدما تبيّن أن المشكلة مع رئيس الحكومة المكلّف وليست مع رئيس الجمهورية بدليل أن المجلس دعاه الى التأليف بالاتفاق مع الرئيس عون، والأمر ذاته عبّر عنه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، لكن الحريري سافر للأسف، فكيف سنجري اتصالات ومتابعات والمعني المباشر غير موجود في لبنان؟ تسأل المصادر التي تشدّد على أن بعبدا منفتحة لكل خطوة تساعد بتشكيل الحكومة لأن الهدف الأساسي من الرسالة يكمن في تحريك الملف الذي جمّده الحريري.
مصادر الراعي.. لا مبادرة "بطريركية" جديدة
مصادر مقرّبة من البطريرك الماروني تنفي لموقع "العهد" ما سوّق خلال الأيام الماضية عن مبادرة "بطريركية" جديدة. الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة على تواصل مع البطريرك والأخير يسعى للاتفاق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين من 18 أو 24 وزيراً على الأرجح. هذه الحكومة تؤلّف على أساس الدستور ولا يكون فيها ثلث معطّل.