خاص العهد
المجالس العاشورائية تنطلق.. وحزب الله لن يتهاون مع "ظرف كورونا"
على مرّ الأعوام، اعتاد المسلمون إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع)، وهي عقيدة ثابتة لا انسلاخ عنها. السنة الماضية، حُرم محبّو سبط النبي (ص) المشاركة في المجالس العاشورائية وإحياء المراسم بسبب ظروف انتشار فيروس "كورونا" في لبنان، لكن هذا العام سيتقاطر المعزون على مختلف المساجد والحسينيات لإحياء ذكرى واقعة الطف، وسط اجراءات صحية صارمة.
المسؤول الإعلامي في منطقة بيروت في حزب الله أبو هادي كرّيم أكّد استكمال كافة الاستعدادات لإحياء مراسم عاشوراء والانتهاء من تشكيل فرق العمل اللازمة لمتابعة وتنفيذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الصحية، مشددًا على ضرورة الالتزام بجميع التوصيات وعدم التهاون فيها لما لها من أهمية قصوى في حفظ صحة وسلامة مرتادي المجالس وعوائلهم وجميع المواطنين.
ودعا في حديث لموقع "العهد" الإخباري لضرورة تعاون الحضور والمعزّين مع الفرق العاملة واللجان من أجل إحياء المناسبة وفق التدابير الاحترازية المعلنة، مشيرًا إلى أن الالتزام بالاحترازات الطبية واجب شرعي.
وعن التدابير، لفت كرّيم إلى أن اللجان لن تقبل بحضور من تظهر عليهم أية أعراض من سعال أو حرارة وغيرهما، وسيتم التأكد من ارتداء جميع الحضور الكمامات، إلى جانب استخدام المعقمات، والحفاظ على التباعد بين رواد المجالس، مشيرًا إلى أن فريقًا متكاملًا سيتابع تنفيذ هذه الإجراءات، بالإضافة إلى أنه قبل كل مجلس ستكون هناك نشرات توعوية تذكر الحاضرين بالإجراءات ضمانًا لسلامة وصحة الجميع.
كرّيم شدد على أن وعي الناس هو ضمانة نجاح الموسم العاشورائي، فالتوصيات صارمة وواضحة بضرورة إلغاء أي مجلس لا تُراعى فيه الإجراءات الصحية. ولفت إلى أن المنظمين سيطلبون من أي مخالف مغادرة المأتم بكل أخلاق، لأن لا مجال للتهاون.
ومع تعارض الكمامة مع مبدأ البكاء، لفت كرّيم إلى أنه يتوجب على الحاضرين ارتداء الكمامة طيلة الوقت مع تبديلها والبحث عن حلول مناسبة تفاديًا لانتشار العدوى.
المسؤول الإعلامي في منطقة بيروت لفت إلى أن حزب الله لن يمنع أحدًا من الحضور، والخطة تقتضي زيادة الأماكن مع مراعاة التباعد وتوسعة المجال ليتسنى للجميع المشاركة.
وعن المجلس المركزي، قال كريّم إن اللجان ستدقق في مراعاة المعزين الإجراءات، مع منع التجمهر خارج الباحة، وتنظيم الخروج بما يمنع التجمعات والاختلاط.
كرّيم أكد أن حزب الله يقوم بجهود جبارة لإرساء الأمن والسلامة للحاضرين، داعيًا موالي أهل البيت (ع) لتحمّل المسؤولية الوطنية والدينية وذلك من خلال اتباع كافة تعليمات وشروط السلامة بما يهدف إلى المحافظة على سلامة الجميع.
الهيئات النسائية
بدورها، أكدت مسؤولة الملف الاعلامي في الهيئات النسائية - منطقة بيروت هدى عيسى سلوم لموقع "العهد" "أننا سنتشدد بالإجراءات وفقًا لتوصيات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وبحسب تكليفنا"، موضحةً أن منظمي المجالس النسائية حرصوا على نشر الكراسي وتحديد أماكن الجلوس على قاعدة التّباعد الاجتماعي للحد من الاختلاط.
وتابعت: "لن نرد أحدًا حضر إلى مجلس الحسين (ع)، بل سنحاول تتظيم الجلوس بحيث يتسع المجلس للجميع مع مراعاة التباعد".
ووفقًا لسلوم، ستوزع الكمامات عند مداخل المساجد والحسينيات، إلى جانب المعقمات، وشددت هنا على أهمية ارتداء الكِمامة خلال المجلس الحسيني، لافتةً إلى أنه عند الخروج من المجلس سنسعى إلى تنظيم الصفوف، والخروج المنظم منعًا للتجمهر والتجمعات عند المداخل.
سلوم أكدت أن أيّ استهتار من قبل الحاضرات بالإجراءات سيُتابع فورًا عبر المنظمات للمجلس، داعيةً محبات أهل البيت للالتزام بالإجراءات الصحية لحماية أنفسهن والآخرين، وكي لا تضطر القيمات على إلغاء المجلس لأن التوصيات بهذا الخصوص صارمة لجهة التطبيق، فالسلامة المجتمعية من الفيروس هي الأساس.