معركة أولي البأس

خاص العهد

رفع الدعم الكلي عن المحروقات.. الغلاء سيطال كل شيء
08/09/2021

رفع الدعم الكلي عن المحروقات.. الغلاء سيطال كل شيء

 باتت خطوة رفع الدعم الكلي عن المحروقات مسألة أيام، الأمر الذي من المفترض أن يرتّب تبعات كبيرة تفوق قدرة الكثير من المواطنين على التحمل. الخطوة ستطال بانعكاساتها كل ما هو حيوي وضروري بدءاً من "لقمة" الخبز، وسط توقعات بأن لا تتمكّن مؤسسات كثيرة من الصمود.

رمال: الكلفة ستزيد بشكل فوري ما بين 8 الى 10 بالمئة والغلاء سيلحق كل شيء 

عضو المجلس الاقتصادي الاجتماعي عدنان رمال يوضح في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ الدعم رفع منذ فترة عن السلة الغذائية وعن الكثير من الأدوية ليبقى الدعم على المحروقات بنسبة 50 بالمئة. وفق رمال، فإنّ كل البواخر المحمّلة بالمحروقات والتي دخلت في الفترة الأخيرة أنجزت وفقًا لسعر صرف منصة "صيرفة" أي 16 ألف ليرة ما يعني فعليًا أنّ الدعم مرفوع. 

رفع الدعم الكلي عن المحروقات.. الغلاء سيطال كل شيء

ويشدّد رمال على أننا في مرحلة صعبة وذاهبون نحو أزمة اجتماعية، وأزمة نقل في كافة القطاعات الاقتصادية. القطاعان العام والخاص يعانيان من أزمات والدورة الاقتصادية لن تقوى على استيعابها، فيما قد يقوم الجيل الشبابي بهجرة جماعية لأنّ الراتب لا يكفي بدل النقل. 

يغوض رمال أكثر في الارتفاع الذي سيلحق بالأكلاف التشغيلية للمؤسسات، فيوضح أنّ الكلفة ستزيد على المؤسسات بشكل فوري ما بين 8 الى 10 بالمئة بالحد الأدنى وذلك بدل تشغيل مولدات الكهرباء وأكلاف النقل. هذه النسبة مرهونة بأرقام مبيعات مشابهة لأرقام عام 2020 وذلك في حال كان سعر صرف الدولار 18 ألف ليرة. وبحسب رمال قد تحصل لاحقا ارتفاعات جديدة غير مباشرة لتزداد الكلفة ما بين 15 الى 20 بالمئة، ما سينعكس ارتفاعًا في الأسعار في كل شيء. الغلاء سيلحق كل شيء بما فيها قطاعات الاتصالات، النقل، مولدات الكهرباء، الخدمات والصيانة.

مؤسسات كثيرة قد تقفل فروعا لها 

يؤكّد رمال أننا أمام وضع صعب جدًا ما سيرتب أعباء على المؤسسات. مؤسسات كثيرة قد تجد نفسها مضطرة لإقفال فروع لها بسبب المصاريف التشغيلة التي لن تعود مقبولة مع رفع الدعم، خاصةً أن وتيرة العمل انخفضت 80 بالمئة، فيما المصاريف ستُحتسب على السعر غير المدعوم. كل هذا في حال لم يتم رفع الدولار الجمركي والضرائب والرسوم، فعندها سنتحدّث عن أرقام عالية جدًا. 

ويكرّر رمال: "نحن أمام مشكلة، فرفع الدعم سيؤثر على المؤسسات والموظفين والعائلات، وكلما ذهبنا الى إجراءت تصعيدية ستكون الكلفة عالية". وهنا يشير رمال الى أنه بعد رفع الدعم ستعمل المؤسسات على تقليص الفروق لتخفيف الخسائر ولتتمكّن المؤسسات من الصمود لأطول فترة ممكنة. كل القطاعات التجارية، الاقتصادية، الصناعية والزراعية في حالة صمود لعدم الإقفال -يقول رمال- الذي يلفت الى أن ثمّة 50 بالمئة من المحلات مقفلة اليوم بسبب رفع الدعم والغلاء الحاصل. 

شمس الدين: سعر صفيحة البنزين سيرتفع الى 284 ألفا والمازوت 230 ألفا

الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين يلفت في حديث لموقعنا الى أنّ تأثيرات رفع الدعم وانعكاساته تتوقّف على السعر الذي سيكون عليه الدولار. وفق شمس الدين، بالتأكيد سيكون هناك ارتفاع بنسب كبيرة جدًا، لكن في حال كان سعر صرف الدولار 19 ألفا وبرميل النفط 70 دولارا سيكون سعر صفيحة البنزين 284 ألفا، والمازوت 230 ألفا، أما اذا كان سعر الصرف أعلى، فسيكون سعر المحروقات أعلى.

رفع الدعم الكلي عن المحروقات.. الغلاء سيطال كل شيء


  
البطاقة التمويلية لن تحل المشكلة

ويرجّح شمس الدين أن يكفي المبلغ الموجود حاليًا للدعم حتى منتصف الشهر ليحصل بعدها رفع الدعم الكلي، لافتًا الى أنّ البطاقة التمويلية لن تحل المشكلة لأنّ من حصل عليها استفاد منها، ومن لم يحصل عليها سيصبح بحاجة الى بطاقة مع تآكل القدرة الشرائية. 

الأسعار قد ترتفع بنسبة 25 بالمئة 

ويشدّد شمس الدين على أنّ ارتفاع الأسعار مرهون بمدى كلفة النقل، مرجحًا أن ترتفع الأسعار بنسبة 25 بالمئة بالحد الأدنى ليصبح رب الأسرة بحاجة الى نحو 7 ملايين لتأمين الحد الأدنى من مقومات العيش.
 

رفع الدعم

إقرأ المزيد في: خاص العهد