خاص العهد
حظر شامل لـ"قسد" في مركزي الحسكة والقامشلي.. وخسائر كارثية للمواطنين
محمد عيد
تواصل ميليشيا" قسد" المرتبطة بالاحتلال الأمريكي تعذيب المواطنين السوريين في منطقة الجزيرة السورية، فما أن يتخلص هؤلاء من قرار جائر يحمل في طياته أغراضًا سياسية مشبوهة حتى يلحقه قرار جائر آخر يهدف للضغط أكثر عليهم حتى يؤدوا فروض الطاعة لعملاء المحتل ويقطعوا صلتهم بشكل نهائي مع دمشق التي تحاول جهدها مدهم بأسباب الصمود.
حظر على الحياة
على نحو غير منطقي ولا موضوعي، واصلت ميليشيا قسد وللأسبوع الثاني على التوالي فرض حظر شامل على حركة المواطنين والبضائع من أرياف القامشلي والحسكة إلى داخل المربعات الأمنية فيها. الحظر الذي لا يحمل أية مسوغات قانونية ولا حتى طبية جاء بدعوى مكافحة وباء كوفيد 19، لكن المسؤولين السوريين والأهالي أحالوا في حديث لموقع "العهد" الإخباري الخطوة إلى غاية أخرى تتفق وطبع "الانتهازية والتسلط" الذي تمارسه الميليشيا مذ أصبحت حاكمة شبه مطلقة في الجزيرة بأمر المحتل الأمريكي.
معاون مدير التربية في الحسكة الأستاذ أحمد علي أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن الحظر الشامل المفروض تسبب بتداعيات كارثية على الطلاب الذين حرموا من التعليم نتيجة حصار "قسد" بدعوى الحظر على حركتهم من ريف الحسكة والقامشلي إلى المدارس الواقعة في المربعات الأمنية هناك وإغلاق المعابر. ورغم ذلك أصر الطلاب على الحضور ولو سيرًا على الأقدام وتراوحت نسبة الدوام في الأسبوع الأول من الحظر ما بين أربعين إلى خمسين في المائة قبل أن تشدد "قسد" حصارها في الأسبوع الثاني للحظر ليصبح الدوام شبه معدوم.
علي أكد أن المنع لم يشمل الطلاب فقط بل شمل كذلك الكوادر التعليمية التي جهدت للوصول إلى المدارس لإكمال تعليم من يمكن أن يصل إلى هناك من الطلاب.
ارتفاع باهظ في الأسعار
عضو المكتب التنفيذي في محافظة الحسكة محمد الكاين أشار في حديث لموقع "العهد" الإخباري إلى أن "الحظر المفروض على دخول الأشخاص والسلع إلى المربعات الأمنية داخل الحسكة والقامشلي تسبب في ارتفاع هائل في أسعار المواد الغذائية والتموينية وأسعار اللحوم والخضراوات والفواكة بسبب ارتفاع أجور نقلها وشحنها نتيجة الحظر، الأمر الذي أثقل كاهل المواطن وتسبب في حرمانه من متطلبات الحياة اليومية.
سلوك "قسد" لم يقف عند هذا الحد، بل عمدت إلى تضييق الحصار ومنع دخول المشتقات النفطية إلى داخل المربعات الأمنية ليقفز سعر ليتر المازوت ستة أضعاف، وتقفز معه أسعار أجور المولدات بشكل كبير.
المواطن محمد المحيميد تساءل في حديثه لموقع "العهد" الإخباري عن معنى أن يكون سعر ليتر المازوت سبعين ليرة خارج المربعات الأمنية فيما قفز سعره داخلها نتيجة الحظر إلى 425 ليرة ما اضطر أصحاب المولدات إلى إيقافها أو الطلب من المواطنين دفع قيمة خمسة عشر ألف ليرة ثمن الأمبير.
يتاجرون بآلامنا
رئيس فرع جامعة "الفرات" في الحسكة جمال عبد الله أشار في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى الضرر الفادح الذي لحق بالتعليم نتيجة هذا الحظر.
وفيما لفت عبد الله الأنظار إلى عدم وجود جدوى من هذا الحظر بسبب التعايش الطبيعي والوقائي للمواطنين مع الفيروس وبقائه ضمن النسب الطبيعية التي لا تستلزم شل الحركة التعليمية والاقتصادية، أرجع رئيس فرع جامعة الفرات في الحسكة السبب إلى رغبة "قسد" في قبض الأموال وأخذ المساعدات من المنظمات الصحية والإنسانية بدعوى ملاحظة "جهودها" في مكافحة الوباء، في الوقت الذي يبقى فيه السبب الأساسي من وراء الحظر ممارسة التضييق على المواطنين السوريين حتى يصلوا إلى فكرة التعامل مع "قسد" كأمر واقع لا بديل عنه وقطع العلاقة نهائياً مع دمشق التي لا تزال عينها على مواطنيها القابعين تحت جور الاحتلال الأمريكي وعملائه.