خاص العهد
السفير الإيراني في دمشق لـ"العهد": نرفض وجود الاحتلال والإرهاب في سوريا
محمد عيد
تحدث السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني عن آفاق العلاقات الإقتصادية بين دمشق وطهران، مؤكدًا في مقابلة مع موقع "العهد" الاخباري أهمية تغيير "الذهنية" السائدة حول الأوضاع الأمنية في سوريا، مشددًا على رفض الوجود غير الشرعي لكل القوى المحتلة والإرهابية في هذا البلد.
قال سبحاني في مقابلته مع "العهد" إن "التعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران وسوريا والمشاركة الإيرانية في إعادة الإعمار في سوريا أمر مهم ومرحلة حساسة يعيشها البلدان وهما يمران بحرب اقتصادية وضغوط بسبب العقوبات الكبيرة، لذلك نركّز على الجانب الاقتصادي والتجاري وفي هذا الإطار كخطوة أولى يجب تحديد الأولويات ثم تذليل العقبات التي تعيق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
أما الموضوع الثاني الذي يحظى بأهمية كبيرة بحسب سبحاني فهو تمويل مشاريع إعادة الإعمار وترسيخ الاستقرار في سوريا بما يشجع المستثمرين على التوجه اليها، فالعدو يروج دائمًا لفكرة أن سوريا تفتقر للأمن بهدف الحيلولة دون تطوير التعاون الاقتصادي والاستثمار.
وفي ما خص التجارة، أكد سبحاني وجود ركيزتين أساسيتين للتجارة: "الأولى هي الجانب اللوجستي والثانية هي إمكانية التحويلات المالية أو العمل المصرفي"، وتابع "من الناحيه اللوجستية ونظرًا لعدم وجود حدود مشتركة بين إيران وسوريا فإن المسافة بين البلدين بعيدة إلى حد ما ونعمل حاليًا على إيجاد طرق تربط إيران بسوريا وتقلل من الفترة الزمنية المطلوبة لنقل البضائع بين البلدين، أما الموضوع الثاني فيتعلق بالمصارف وإمكانية التحويلات المالية للتجار والعمل يتم حاليًا على إيجاد طرق مختلفة لإنجاز عمليات التحويلات المالية على اعتبار أن سوريا تواجه اليوم بعض المشاكل نتيجة العقوبات".
السفير الإيراني في دمشق أشار إلى أنه خلال الأشهر الماضية أقيمت عدد من المعارض في سوريا شاركت فيها حوالي ١٢٠ شركة إيرانية، وسعت طهران من خلال المشاركة إلى عدة أهداف وهي:
- إظهار أن سوريا تتمتع بالأمن والاستقرار وتمهيد الأرضية ليأتي رجال الأعمال ويروا بأعينهم أن الأوضاع آمنة في سوريا.
- التأكيد على توفير فرصة للشركات لتتعرف على حاجات السوق السورية وحاجتها للإستثمار فيها.
- تمكين الشركات الإيرانية من إبرام عقود مع نظيراتها السورية وعقد لقاءات بين مسؤولي الشركات الإيرانية ومسؤولين سوريين في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والصناعية، وقد تحققت الخطوة الأولى بالنسبة لنا وتمثلت في إقامة معرض السلع الإيرانية في دمشق الذي حضره وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني وأشرف شخصيًا على مراقبة وتوجيه المشاركة الإيرانية في مختلف المجالات.
السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني لفت في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن طهران تدين وتستنكر بشدة احتلال سوريا من قبل أية دولة أو أي قوة سواء كان هذا الاحتلال في الجولان أو في الشمال الغربي أو الشمال الشرقي، وقال "نحن نستنكر أي وجود لأي دولة غير أجنبية أو أي قوى إرهابية".
وبالنسبة للتواجد الأمريكي في سوريا أعرب سبحاني عن قناعته بأن تلك القوات ستضطر للانسحاب من الأراضي السورية "ولا يمكننا تحديد موعد لذلك ولكن هذا سيحصل ويجب أن يحصل".
ولفت سبحاني إلى أنه في مرحلة الحرب الباردة فإن القوى العظمى تحدد مصير الأمور أما اليوم فهناك قوى جديدة تتحكم بها بحيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على تحديد مصير المنطقة بل هناك قوى جديدة وإحدى هذه القوى هي محور المقاومة: "اليوم تغيرت أرضية اللعبة والملعب ونوع اللعبة".
نرحب بالانفتاح على دمشق
السفير الإيراني في دمشق رحب بالانفتاح في العلاقات الخارجية السورية، وقال "نرحب بأي انفتاح يحقق مصلحة سوريا حكومة وشعبًا، وهدفنا كان ولا يزال يتمثل في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا وتحقيق الأمن والتنمية في هذا البلد".
وأمل سبحاني أن يساهم هذا الانفتاح في العلاقات الخارجية في تعزيز الاستقرار والتقدم والأمن والتنمية الاقتصادية في سوريا.
السفير الإيراني لدى دمشق أكد وجوب أن يفهم أعداء سوريا أن سياساتهم باءت بالفشل تجاه هذا البلد وأنها لم تجلب سوى الأضرار والخسارة بالنسبة لشعوب المنطقة.