معركة أولي البأس

 

خاص العهد

تقدير موقف | اليوم 62: هجوم اوكراني محتمل على منطقة كولباسنا في جمهورية ترانسنيستريا (مولدوفيا) 
26/04/2022

تقدير موقف | اليوم 62: هجوم اوكراني محتمل على منطقة كولباسنا في جمهورية ترانسنيستريا (مولدوفيا) 

عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية 

مواضيع العرض | هجوم اوكراني محتمل على منطقة كولباسنا في جمهورية ترانسنيستريا (مولدوفيا) 

يوماً بعد يوم تتصاعد عمليات الإستهداف الروسية لمستودعات الأسلحة الأوكرانية بهدف الوصول الى مرحلة التجفيف، او بالحد الأدنى إيصال الجيش الأوكراني الى مرحلة التقنين القصوى في استخدام الذخائر،  وهو أمر يُعتبر من أولويات الجيش الروسي، ويتوازى مع عمليات استهداف واسعة بدأت منذ أسبوع لخطوط نقل ومحطات تجميع الأسلحة الغربية المُرسلة الى أوكرانيا وآخرها كان في مقاطعة اوديسا.

آخر عمليات الإستهداف الروسية كانت في مقاطعة خاركوف حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية استيلاء الجيش الروسي على ترسانة ضخمة تزن آلاف الأطنان من الذخائر والأسلحة السوفيتية والغربية تركتها القوات الأوكرانية قبل انسحابها من مناطق خاركوف.

وجاء في بيان صحفي للوزارة: "سيطرت قوات الهندسة الروسية بعملية خاصة على مخازن ضخمة للقوات الأوكرانية ممتدة على مئات الهكتارات وتضم آلاف الأطنان من الذخيرة في خاركوف".

وأضاف البيان: "تركت القوات الأوكرانية ترسانة كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ وأسلحة الدفاع الجوي المحمولة، وكذلك وذخائرة عنقودية، أطلق العسكريون الأوكرانيون منها النار على المناطق السكنية في البلدات والمدن، مما عرض حياة المدنيين للخطر باستمرار".
وأوضح البيان أن "المخازن تقع على مساحة كبيرة وفي حظائر الطائرات وتزن آلاف الأطنان".
وشدد على أنه "بالإضافة إلى الذخيرة سوفيتية الصنع، عثرت القوات الروسية على ألغام وقذائف غربية الصنع".

سابقاً سيطرت الوحدات الروسية على اكثر من قاعدة عسكرية اوكرانية تضم مستودعات كبيرة للأسلحة والمركبات والذخائر، من بينها قاعدة في مقاطعة خيرسون جنوب أوكرانيا، إضافة الى عشرات مواقع تصنيع وتصليح المركبات والأسلحة في أماكن مختلفة من أوكرانيا.

لهذه الأسباب يتم تداول معلومات عن نيّة الجيش الأوكراني إختراق حدود جمهورية ترانسنيستريا في مولدوفيا والتي عانت في تسعينيات القرن الماضي من صراع اسفر في النهاية عن تفاهمات برعاية أوروبية.

تقدير موقف | اليوم 62: هجوم اوكراني محتمل على منطقة كولباسنا في جمهورية ترانسنيستريا (مولدوفيا) 

قصة ترانسنيستريا

بعد حل الاتحاد السوفياتي، تصاعدت التوترات بين مولدوفيا وأراضي ترانسنيستريا الانفصالية إلى صراع عسكري بدأ في آذار/ مارس 1992 وانتهى بوقف إطلاق النار في تموز/ يوليو من نفس العام. وكجزء من وقف اطلاق النار ذلك تم الاتفاق على ان تشرف لجنة مراقبة مشتركة ثلاثية الأطراف (روسيا ومولدوفيا وترانسنيستريا) على الترتيبات الأمنية في المناطق منزوعة السلاح، والتي تضم عشرين منطقة على جانبي النهر (دنيستر). على الرغم من استمرار وقف إطلاق النار، لا يزال الوضع السياسي للإقليم دون حل.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، ترك الجيش الرابع عشر الروسي 40,000 طن من الأسلحة والذخيرة في ترانسنيستريا. في السنوات اللاحقة، كانت هناك مخاوف من أن سلطات ترانسنيستريا ستحاول بيعها في السوق الدولي للسلاح، وقد تم ممارسة ضغط شديد لإزالتها من قبل الاتحاد الروسي.

في عامي 2000 و2001 سحب الاتحاد الروسي عن طريق السكك الحديدية 141 قطعة مدفعية ذاتية الدفع ومركبات مدرعة أخرى ودمر محليًا، 108 دبابات تي-64 و 139 قطعة أخرى من المعدات العسكرية بعملية محدودة بموجب معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا. 

خلال عامي 2002 و2003  دمر المسؤولون العسكريون الروس 51 مركبة مدرعة أخرى، وبينها أنواع لم تشر اليه معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا. كما قامت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمراقبة والتحقق من سحب 48 قطارًا بمعدات وذخائر عسكرية في عام 2003. ومع ذلك، لم يتم إجراء أي أنشطة سحب أسلحة أخرى منذ آذار/ مارس 2004 وما زال هناك 20000 طن من الذخيرة، بالإضافة إلى بعض المعدات العسكرية المتبقية.

كولباسنا.. شرارة لتوسيع الشرخ الروسي ـ الغربي

توجد مستودعات ما تبقى من هذه الاسلحة في منطقة كولباسنا على بعد 2 كلم من الحدود مع أوكرانيا، وتحرسها وحدات روسية وأخرى من جمهورية ترانسنيستريا، لكنها وحدات صغيرة غير مؤهلة لخوض معارك طويلة الأمد، خصوصاً ان المسافة مع الحدود الأوكرانية تسمح بأن يتم من خلالها عملية هجوم على المستودعات بشكل خاطف من اجل الحصول على ما فيها، وهو ما سيؤدي الى تعقيدات كبيرة ستدفع الجيش الروسي الى قصف القوات الأوكرانية خارج حدود أوكرانيا.

وعلى الرغم من ان الجيش الروسي سيكون بحالة الدفاع اذا ما أقدمت أوكرانيا على تنفيذ العملية لتعويض خسائرها من الذخائر الاّ ان اميركا والإتحاد الأوروبي سيعتبرون التدخل الروسي شكلاً من اشكال الإعتداء والتدخل رغم ان مولدوفيا ليست عضواً في الناتو كحلف عسكري.

حتى اللحظة تبقى المسألة مجرد معلومات يتم تداولها وهي ليست بالبساطة التي يعتقدها قادة أوكرانيا حيث يمكن ان تشكل العملية المحتملة شرارة لتوسيع الشرخ الروسي ـ الغربي ولمساحة الإشتباك.

كييفمولدوفيا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل