خاص العهد
مراسل الإخبارية السورية المعتقل لدى "قسد" بدأ إضرابا عن الطعام.. وتضامن واسع
دمشق ـ محمد عيد
بدأ الزميل محمد الصغير مراسل قناة "الإخبارية" السورية المختطف لدى ميليشيا "قسد" إضرابا مفتوحا عن الطعام على الرغم من تدهور حالته الصحية جراء ما يرتكب بحقه من تعذيب جسدي ونفسي.
التهم التي تسوقها "قسد" لتبرير اعتقاله لا ترقى إلى مستوى المنطق سيما وأنه لم يزد على امتشاق سلاح الكلمة ليكشف حقيقة ويفضح تدليسا، لكن الحقيقة الراسخة أنه قد تجاوز المحظور في عرف "قسد" حين غطى حرق المحاصيل الزراعية في الحسكة كاشفاً الغاية المريبة من وراء ذلك.
العائلة ترفع الصوت
الزميل بشار محمد الصغير مراسل قناة "الإخبارية" السورية في مدينة القامشلي أكد في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري بأن والده الزميل محمد الصغير المختطف لدى ميليشيا "قسد" منذ 3 حزيران/ يونيو عام 2019 بدأ منذ يوم الإثنين الماضي إضرابه المفتوح عن الطعام.
وأشار الصغير إلى أنه واثناء زيارته الأخيرة لوالده بصحبة العائلة إلى سجون الميليشيا في حي غويران بمدينة الحسكة لاحظ بأن حالته الصحية بدات بالتدهور نتيجة المعاملة القاسية له من قبل الميليشيا لافتا إلى أن والده مريض قلب وقد تعرض خلال فترة اعتقاله إلى ثلاث جلطات وانه لا بوجد هناك اي رعاية صحية له ولو بحدودها الدنيا.
وأكد الصغير أن ميليشيا "قسد" تقوم باعتقال والده مع ارهابيي مسلحي "داعش" الذين احتجزتهم في سجن غويران الغربي.
جهود حكومية لإطلاق سراحه
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد يونس خلف أمين السر العام لاتحاد الصحفيين في سورية أن اتحاد الصحفيين يتابع المأساة التي يعيشها الزميل محمد الصغير منذ البداية ولا يزال يتابع كل ما يتعلق به، وقد قام بوضع كل المنظمات والمؤسسات الدولية وحتى الدول المعنية في صورة اعتقاله حيث تم التواصل مع الاتحاد الدولي للصحفيين. كما اصدر بيانا طلب فيه من النقابات والاتحادات الصحفية الضغط على الدول للتدخل والافراج عن الصحفي محمد الصغير.
وأشار امين السر العام لاتحاد الصحفيين في سورية إلى أن ما يجري مع الزميل محمد الصغير مناسبة للتأكيد على أن اتحاد الصحفيين السوريين يؤكد دائما تضامنه مع المعتقلين والذين يواجهون الانتهاكات للنيل من كلمتهم وصوتهم ومنعهم من ممارسة عملهم وأداء رسالتهم في فضح الحروب الممنهجة والجرائم التي تستهدف الأوطان والإنسان كما إن اتحاد الصحفيين في سورية يؤكد على أهمية حرية الصحافة وحماية الصحفيين و سيواصل الدفاع عن الحريات الإعلامية.
وأضاف خلف في حديثه لموقعنا إلى أنه اليوم ومع بدء الزميل محمد الصغير إضرابه المفتوح عن الطعام ومع تدهور حالته الصحية" يجدد الاتحاد تضامنه مع الزميل الصحفي محمد الصغير المعتقل لدى ميليشيا قسد المرتهنة للمحتل الأميركي ويطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بضرورة الضغط من أجل الإفراج عنه".
واستعرض أمين سر اتحاد الصحفيين في سورية في حديثه لموقعنا بعض الجوانب من سلوكيات "قسد" سواء على الصحفيين أو غيرهم من قبيل ممارسة الضغوط على فعاليات اجتماعية وثقافية وإعلامية في " ظل غياب المجتمع الدولي النائم والمؤسسات الدولية المخطوفة من الدول الاستعمارية التي تتزعمها أميركا ".
وتساءل خلف: "كيف يمكن أن يتجنب الصحفي نقل الواقع على حقيقته عندما تقوم ميليشيات "قسد" بخنق مركز مدينة الحسكة وإغلاق جميع المداخل المؤدية إليه ومنع إدخال الطحين إلى المخبز الرئيسي في المدينة بقصد شله عن العمل وحرمان آلاف الأسر من رغيف الخبز".
و كيف يمكن للصحفي أن يكبح جماح قلمه عندما تقوم ميليشيا قسد بنشر مجموعات مسلحة عند المداخل المؤدية إلى مركز مدينة الحسكة وتمنع حركة السير للمدنيين والسيارات من وإلى مركز المدينة الأمر الذي يتسبب بأزمة غذائية وأزمة محروقات خانقة؟
وحرص امين سر اتحاد الصحفيين في سورية في حديثه لموقعنا على أن الحديث عن "قسد" لا يعني تناول مكون سوري بعينه مرتهن لقوات الاحتلال الأمريكية، وإنما هي خليط من مختلف الأطياف والشرائح والمكونات، ولا علاقة للمكون الكردي بهذه المليشيات وعمالتها للأجنبي وممارساتها،" وهي عبارة عن أصوات انعزالية مرتهنة لا تستطيع أن تخلع عباءة التبعية ولذلك اليوم الجزيرة السورية وأهلها وخيراتها وثرواتها النفطية والزراعية يدفعون ثمن إرتماء هذه المجموعات في حضن الأجنبي.
تضامن من الإعلاميين
الزميل فاضل حماد رئيس المركز الإذاعي والتلفزيوني في الحسكة أكد في تصريح خاص بموقع" العهد " الإخباري أن اختطاف الزميل محمد الصغير من قبل مجموعات "قسد" المدعومة أمريكياً بتاريخ 3/6/2019 تم بحجج واهية أثناء توثيقه لحرق المحاصيل الزراعية على طريق الحسكة - القامشلي. مشيراً إلى أن الحكومة السورية ممثلة بوزارة الإعلام ووزارة الخارجية والأجهزة المختصة… لم توفر جهداً لإطلاق سراحه لكن كل هذه المحاولة لم تصل حتى الآن إلى النتيجة المرجوة.
وحمل حماد "ميليشيا قسد المرتهنة للاحتلال الأمريكي" مسؤولية أي ضرر يلحق بالزميل الصغير الموجود في سجن غويران في مدينة الحسكة رفقة إرهابيي "داعش" سيما وأنه يعاني من ظروف صحية سيئة بعدما بدأ الإثنين إضراباً عن الطعام بات يتهدد حياته.
واعتبر رئيس المركز الإذاعي والتلفزيوني في الحسكة أن اختطاف الصحفيين والتضييق عليهم في محافظة الحسكة من قبل "قسد" جريمة حرب وهي خارج القوانين والأعراف الدولية وانتهاك لحقوق الانسان، والمطلوب هو " الافراج الفوري عن الزميل محمد الصغير وإعادته لعائلته التي ساهم غيابه القهري في جعلها تعيش أزمات نفسية واقتصادية كبيرة ".
الزميل اسماعيل مطر مراسل صحيفة" البعث " في الحسكة أكد في تصريح خاص بموقع" العهد " الإخباري أن الزميل محمد الصغير لم يحمل سلاحاً ولم يصدر خطاب كراهية ولم يؤذ أحدا وكل ما فعله أنه آثر أن يقول الحقيقة في زمن كم الأفواه خصوصاً وأن الموضوع يتعلق بمسألة خطيرة تتصل بالأمن الغذائي لسكان الجزيرة وللسوريين عموماً من خلال العمل الممنهج على إحراق المحاصيل الزراعية لأغراض سياسية ترتبط بسياسة بمعادلة التجويع من أجل كسر المواقف المقاومة.
نوف الضمن مراسلة وكالة الأخبار السورية في مدينة القامشلي وصفت في تصريح خاص بموقع" العهد" الإخباري إعتقال الزميل مراسل الإخبارية محمد الصغير بأنه "عمل جبان وسافر والهدف منه إسكات صوت الحقيقة ويرقى إلى جريمة الاختطاف"، مشيرة إلى أن ميليشيا "قسد" العميلة تسعى إلى ترهيب كل من يعارضها أو يخالفها الرأي ويسعى لفضح ارتكاباتها الشنيعة على كل المستويات الوطنية والسياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية .
ودعت الضمن إلى ضرورة تشكيل موقف حازم يضغط على قسد من أجل إجبارها على إطلاق سراح الزميل محمد الصغير واعادته سالما معافى إلى أهله ومحبيه في وطنه الحبيب سورية.