معركة أولي البأس

خاص العهد

العجلة التعليمية في اللبنانية كيف ستنطلق؟
01/11/2022

العجلة التعليمية في اللبنانية كيف ستنطلق؟

لطيفة الحسيني

هل ينطلق العام الدراسي في الجامعة اللبنانية هذا الشهر؟ المُعطيات تفيد أن إمكانية تحقّق ذلك متوفّرة، لكنّ التمسّك بقرار الإضراب المفتوح قد يُعيقها.

أستاذ مخضرم في الجامعة اللبنانية يتحدّث لموقع "العهد" الإخباري عن أبرز الملفات الشائكة التي من شأنها أن تُفشل العام الدراسي اليوم، وكيف السبيل للضغط على الجهات المعنية للخروج بحلّ منصف لقضية الأساتذة المتفرّغين.

التعليم الحضوري ضرورة

يقول الأستاذ إن "الدراسات التربوية أفادت أن التعليم عن بُعد لم يكن مفيدًا ولا يعطي ثمرةً فعلية، وبالتالي لا بدّ من التعليم الحضوري الذي يُساعد حكمًا على استعادة مستوى الجامعة ويُحقّق الفائدة العلمية الحقيقية".

المصدر يُعدّد المشاكل التي كانت تواجه التعليم الحضوري، إذ تتقدّم التجهيزات اللوجستية من تأمين إنارة وصيانة   مصاعد وتنظيف كليات بشكل دائم لائحة المعضلات، ثمّ تأتي قضية الأساتذة المسافرين وبعدها كلفة التنقّل للطالب والأستاذة. وهنا يوضح أن "إذن السفر يُمنح للمتعاقدين حصرًا بشرط أن يكون خارج وقت التعليم، أمّا المتفرّغون فلا يحقّ لهم السفر، وقد يكون أحيانًا مؤقتًا ولفترة محدودة أي خارج أوقات التعليم الرسمي، ما يعني أن هؤلاء ملزمون بالعودة الى التعليم الحضوري".

الحلول لم تنعدم

صحيح أن هذه العوائق حالت دون إقلاع العجلة التعليمية، غير أن الأمر اختلف بعد الجهد الكبير الذي بذله نواب كتلة الوفاء للمقاومة في جلسات مناقشة الموازنة وعند إقرارها، إذ تمّ تأمين 500 مليار ليرة مُخصّصة للجامعة اللبنانية، ما من شأنه أن يسهّل انطلاق العام الدراسي 2022-2023 في ظلّ تيسير الإدارات العامة في الجامعة العمل.

وبحسب الأستاذ المخضرم، يمكن القول إن هذه الموازنة تُعين وتدعم الجامعة وعملها لـ 5 أو 6 أشهر، ما يعني أن الحدّ الأدنى موجود، لكن بالطبع لا يكفي، وعليه يُمكن الجزم بأن هناك إمكانية لانطلاق عام دراسي حضوري 100% من خلال الـ500 مليار ليرة.

النقل وكلفته العالية اليوم بالنسبة للطلاب والأساتذة الذي يسكنون في مناطق بعيدة عن الكليات، برأي المصدر نفسه يجب أن تتحمّله المجتمعات المحلية أو البلديات، والجمعيات الأهلية، المتمولّون في المنطقة، الذين يستطيعون تأمين نقل بكلفة معقولة، وهذا الموضوع يتطلّب جهدًا.

يؤكد المصدر أن التعبئة التربوية في حزب الله في بعض المناطق تحاول توفير تسهيلات مع بعض آليات النقل وأصحاب الفانات مع العلم أن هذا لا يكفي، لأنّ المساعدة يجب أن تُقدّم من مختلف الأطراف.

على مستوى الأساتذة، يشير المصدر الى أن إدارة الجامعة أبدت استعداداتها لتضغط أيام الدراسة حتى لا تمتدّ لخمسة، واختصارها بثلاثة أيام، وهذا إجراء داخلي طُلب من الفروع، لكن هناك بعض الكليات التي تضمّ مختبرات قد لا تنجح في تطبيق هذا النظام بسبب غياب الكهرباء والتجهيزات.

وبالنسبة للمتعاقدين الذين سافروا، يوضح المصدر أن إدارة الجامعة اللبنانية تنظر في وضعهم اذا كانت هناك ضرورة، وما اذا كان بالإمكان إعطاؤهم ساعات مُعيّنة خلال أسبوعيْن أو ثلاثة، بهدف تسهيل أمرهم ووضع جدول مُيسّر ليكملوا بعد ذلك سفرهم، وهذا الموضوع خاضع لكلّ إدارة في الفروع كافة.   

كارثة الإضراب المفتوح

أكثر القضايا التي تعتبر حاجزًا جوهريًا أمام انطلاق العام الدراسي هو الإضراب المفتوح. بتقدير الأستاذ المُخضرم، لم يوصل الإضراب الى أيّة نتيجة إيجابية، بل ضرب مستوى الجامعة وعقّد الأزمة وأوصل الصرح التعليمي الى طريق مسدود، كما جعل الطلاب رهائن يشعرون بنقمة تجاه أساتذتهم.

ويلفت الى أن تداعيات الإضراب المفتوح لا تتوقّف عند هذا الحدّ، فهو ساهم بنزوح الطلاب من الجامعة اللبنانية الى الجامعات الخاصة، ما انعكس تراجعًا كبيرًا على مستوى عدد الطلاب المسجّلين هذا العام.

وإذ يُبيّن أن راتب الأستاذ تضاعف 3 مرات في الموازنة العامة التي أقرّت مؤخرًا بعد جهد كتلة الوفاء للمقاومة، يشدّد على أن مصلحة الطلاب والجامعة تفرض إعادة النظر في آليات العمل والاحتجاج وعدم اللجوء مجددًا الى الاضراب المفتوح للانتقال الى أشكال التعبير الفعّالة على السلطة وليس على الطلاب وأهاليهم، كالاحتجاج أمام المصرف المركزي أو وزارة التربية أو منزل رئيس الحكومة أو المقرات الرئاسية.

على الرغم من ذلك، تبدو نسبة الالتزام بالاضراب منخفضة في بعض الكليات التطبيقية والطبية، فيما لا تزال كليات الآداب والعلوم ومعهد العلوم الاجتماعية والحقوق وإدارة الأعمال الأكثر تأثّرًا بالأزمة. بالموازاة تعمل بعض الجهات الحزبية في الجنوب والبقاع على مساعدة الجامعة من خلال تأمين طاقة شمسية لبعض الفروع حتى تستطيع أجهزتها الانطلاق دون عراقيل. بينما تتواصل الامتحانات وأعمال التصحيح في معظم الكليات تقريبًا.

لخطة نقابية فعّالة

وليس بعيدًا، يعكس مسؤول الملفّ الشبابي والجامعي في التعبئة التربوية في حزب الله الدكتور علي الحاج حسن عبر "العهد" حجم الإحباط الذي يعيشه طلاب الجامعة اللبنانية اليوم، وهم يدخلون السنة الثالثة من تعطيل الدراسة بفعل الأزمة الراهنة.

الحاج حسن يصف ما يحصل في الجامعة بـ"الكارثة الوطنية"، ويُرجع ذلك الى تبعات الحصار الأمريكي اللا إنساني على لبنان، ويرى أن الأمريكيين وحلفاءهم من المجتمعات المدنية لو أرادوا مصلحة الجامعة والمدارس الرسمية لكانوا قد بادروا قبل سنوات وقدّموا الدعم لتقف هذه المؤسسات على أرجلها، إلّا أن القرار المتخذ من قبلهم هو منع دعم الجامعة والمطلوب تدميرها وقتل جيل كامل.

كذلك يرى أن سياسة التعاطي غير المسؤول أوصلت الوضع في الجامعة الى ما هو عليه اليوم، ويُشير الى أن لا حلول جدية تلوح في الأفق بمعزل عن التقديمات والتسهيلات الواضحة من قبل بعض الجهات.

وفق الحاج حسن، يجب العودة للجامعة بأسرع وقت ممكن للتعليم حضوريًا، فهي لا تمتلك إمكانية التدريس عن بعد ولا يمكن القبول بالبقاء على هذا الوضع، ولا مبرّر حتى للتعليم "أونلاين"، لا سيّما أن الجامعات الخاصة والمدارس الرسمية عادت للتعليم الحضوري بانتظام، في حين تغرق الكليات في امتحانات الدورة الثانية والسبب سياسة الإضرابات المفتوحة ونحن اليوم في شهر تشرين الثاني.

ويعتبر الحاج حسن "أننا يجب أن نسعى للحلّ جميعًا فالإضراب سياسة فاشلة وغير مُجدية وليست مدروسة، ولا تحقّق سوى تعطيل العملية التعليمية"، ويسأل هنا "هل انعدمت التحركات النقابية ذات التأثير العالي؟".

الإيجابية اذًا في هذه القضية حاضرة، صعوبات التنقل قابلة للحلّ وضغط كتلة الوفاء للمقاومة لتأمين حقّقت 500 مليار ليرة للجامعة إنجاز مهمّ جدًا يساعد كثيرًا لعودة التعليم الحضوري في الكليات، على ما يقول الحاج حسن لـ"العهد".

ويخلص الى أن باب الحلّ يكمن في وضع خطة نقابية فعّالة بمشاركة القوى الطلابية والمكاتب التربوية وموظّفي الجامعة، فهذا أساس وأصل، مع رفدها ببرنامج تحركات واعتصامات وتظاهرات وجمعيات عمومية في الكليات مع طرحها إعلاميًا بشكل يومي ومؤثّر على المستويات كافة سياسيًا وقانونيًا وتربويًا ونقابيًا، وهكذا يتلاقى الطالب مع الأستاذ لتحقيق حقوق الجامعة.

الجامعة اللبنانية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل