خاص العهد
"العهد" يلتقي جرحى الاعتداء على حافلات حقل التيم النفطي في سوريا
محمد عيد
استشهد قبل أيام اثنا عشر عاملًا في حقل التيم النفطي الواقع في محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا جراء اعتداء ارهابي استهدف الحافلات التي كانت تقلهم إلى مواقع عملهم في الصباح الباكر.
وإذا كانت الأداة المنفذة لهذا الاعتداء الآثم هي تنظيم "داعش" الإرهابي وفق المعطيات الأولية، فإن عقوبات واشنطن الجديدة على الحكومة السورية ليست بعيدة عن هذا الأمر وهي التي تحرك "داعش" كيفما تشاء لتحقيق أهدافها.
كان الوجوم باديًا على وجوه جرحى الاعتداء الإرهابي على حافلات تقل عاملين في حقل التيم النفطي في ريف دير الزور الغربي المتصل ببادية شاسعة وفرت ملجأ لمقاتلي تنظيم "داعش" الذين انكفؤوا إليها منذ أن سقطت خلافتهم المزعومة في آذار من العام ٢٠١٩ وفقدوا السيطرة على كل الأراضي التي احتلوها سابقا.
هجوم تحت جنح الضباب
يرقد خالد في مشفى الباسل في دير الزور بعدما أصيب بشظايا التفجير الذي سبب له كسورًا في جسمه ويديه. كان خالد من بين القوّة التي حضرت للمؤازرة حين تبلغت عن استهداف حافلات العمال والفنيين في حقل التيم النفطي.
وفي حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري أشار خالد إلى أن الهجوم قد بدأ حين باشر عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي تفجير عبوات ناسفة لدى مرور الحافلات قبل أن يستكملوا عدوانهم بإطلاق النار على هذه الحافلات الأمر الذي أدى إلى استشهاد ١٢ عاملاً وفنياً يعملون في الحقل.
محمد أحد الفنيين الجرحى في الاعتداء أكد في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي استغلوا حالة الطقس السيئة التي كانت في صباح ذلك اليوم واستغلوا التواجد الكثيف للضباب الذي "ساعدهم في الاعتداء علينا وشلّ حركة القوة التي اندفعت لمؤازرتنا ومع ذلك طاردت المعتدين وأجبرتهم على الفرار إلى أوكارهم في عمق البادية".
اعتداءات متكررة
وفي وقت لاحق قال وزير النفط والثروة المعدنية السورية المهندس بسام طعمة في تصريحات للتلفزيون السوري بأن إحدى الحافلات تعرضت لقذيفة صاروخية لافتًا إلى إصابة أربعة عمال بجراح.
وأشار الوزير طعمة إلى أن من نفذوا الهجوم الإرهابي على حافلات العمال استغلوا سوء الأحوال الجوية وحالة الضباب المنتشر في المنطقة صباحا.
وأشار وزير النفط والثروة المعدنية المهندس بسام طعمة إلى أن الشعب السوري يعاني من أزمة نفطية، والاحتلال الأمريكي عبر أدواته ومجموعاته الإرهابية يريد قطع الجزء النفطي المتوفر الذي يقوم بتوفير الحد الأدنى من احتياجات الشعب السوري، ولذلك قاموا بهذا الاعتداء السافر على سيارات تبديل ورديات العاملين في حقل التيم بشركة الفرات.
الإعلامي عدي حداوي العامل في دير الزور أشار في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن الاستهداف جرى في الوقت الذي قررت فيه امريكا تشديد الحصار على الشعب السوري من خلال تجفيف منابع الاستثمار السورية وهي تعطيل عمل المنشآت الحيوية النفطية وغيرها، إضافة إلى معلومات عن رغبة امريكا بالاشراف المباشر على المعابر البرية والنهرية في شرق الفرات لأنها أحد المصادر الحيوية للحكومة والشعب السوري من خلال النفط الخام وغيره من المواد التي يتم تبادلها على ضفتي النهر.
وأضاف حداوي في حديثه لموقعنا أن هذه ليست المرة الأولى التي يشن فيها تنظيم "داعش" الإرهابي هجومًا على مواقع نفطية ومواقع للجيش السوري بعد سقوط خلافته المزعومة في آذار من العام ٢٠١٨، موضحًا أن التنظيم شن في الثاني من كانون الأول من العام ٢٠٢١ هجوماً أدى إلى استشهاد عشرة من عمال الخراطة النفطي الواقع في ريف ديرالزور الجنوبي الغربي.
وشدد حداوي على أن التنظيم يشن وبشكل دوري هجمات تستهدف قواعد وآليات عسكرية على امتداد بادية شاسعة الأطراف تمتد من بين محافظتي حمص الواقعة في وسط البلاد ودير الزور المتاخمة للحدود مع العراق وهي المنطقة التي فر إليها مقاتلو التنظيم عقب إعلان سقوط خلافته المزعومة.
ولفت حداوي إلى أن الجيش السوري ومع تكرار اعتداءات تنظيم "داعش" الإرهابي انطلاقًا من هذه المنطقة كان يشن هجمات ويقوم باشتباكات مع عناصر هذا التنظيم بمساندة من سلاحي الجو السوري والروسي. وكان يوقع فيهم الكثير من القتلى بعد أن يستهدف مواقعهم في عمق البادية.
التنظيم يضرب "قسد" مجدداً
وكان تنظيم "داعش" قد شن يوم الاثنين الماضي هجومًا في مدينة الرقة التي كانت تعتبر أبرز مواقعه على مواقع أمنية واشتبك مع حامية سجن قريب يضم مئات من مقاتليه وفشل الهجوم في تحقيق أهدافه بإطلاق سراح هؤلاء لكنه كبد قوات سوريا الديمقراطية ستة قتلى من جنودها.
وعلى إثر ذلك أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن إطلاق عملية عسكرية ضد التنظيم واعتقلت ٥٢ عنصراً منه ومن الميسّرين لهجماته.
كما أعلنت الإدارة الذاتية الكردية على إثر الهجوم عن حالة الطوارئ وحظر للتجوال في المدينة.