خاص العهد
حلب تكرّم الشهيد القائد سليماني
محمد عيد
أقيم في مشهد الإمام الحسين(ع) في مدينة حلب حفل تأبيني وفاءً للشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. الكلمات التي ألقاها عدد من الشخصيات البارزة في المدينة ممن حضروا حفل التأبين هذا أكدت على قيم العرفان التي يحملها السوريون وخصوصاً أهالي حلب لروح الشهيد قاسم سليماني الذي قاتل التكفيريين داخل حلب وعلى تخومها وكان له الفضل الكبير في حمايتها وصون أمنها من كل شرور هؤلاء.
سيبقى ذكر سليماني خالدًا في ضمير الشعب السوري، هذا ما أكده رواد المجلس التأبيني الذي أقيم في مدينة حلب السورية بحضور رسمي وشعبي وشخصيات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده مع رفاقه وهم الذين قدموا كل ما يمكن تقديمه صونا لكرامة وكبرياء هذه المدينة العريقة.
الكلمات أكدت أهمية السير على نهج الشهداء من أبطال الجيش العربي السوري وحلفائه لأنه يمثل طريق العزة والنصر. وأشارت إلى أن هذا النهج المقاوم الذي مثله الحاج قاسم سليماني هو السبيل لعودة جميع المقدسات وتحرير كامل التراب السوري.
إمام مسجد الإمام الحسين(ع): حمى المدينة وحرر المواقع المقدسة
الشيخ محمد جظة إمام مسجد الإمام الحسين(ع) في حلب أكد في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أن أهالي حلب عرفوا الشهيد سليماني قائدًا مغوارًا وبطلًا شجاعًا أبيًا يحامي عن الدين والمستضعفين ويحامي عن المبادئ والقيم في كل بقاع هذه الأرض بعدما وقف أمام الاستكبار العالمي وقفة يشهد له بها العالم والعدو قبل الصديق.
وأضاف "عرفنا الحاج قاسم سليماني في أرض الميدان في أرض سوريا العزيزة، ولا سيما في مدينة حلب التي حاصرها الإرهابيون ودخلوا إليها من محاور متعددة واستطاعوا في بدايات الأزمة السورية أن يحتلوا القسم الأكبر من المدينة وريفها واستضعفوا الناس واسترهبوهم وضيقوا على المؤمنين وفجروا المقامات ومنها مقامات تابعة لأهل البيت عليهم السلام كمشهد الإمام الحسين عليه السلام في مدينة حلب، فقدم الحاج قاسم سليماني ووطئت قدماه أرض حلب وكانت له جولات مع هؤلاء الإرهابيين واستطاع في نهايتها أن يطرد الإرهابيين من حلب وأن يحرر المدينة وأهلها. ومن الأماكن التي حررها الحاج قاسم سليماني مشهد الإمام الحسين(ع) ومقام السبط محسن ابن الإمام الحسين(ع)، مشيراً إلى أنه وفاء من أهالي حلب "أقمنا احتفالاً كبيرا في مشهد الإمام الحسين تعبيراً منا عن الوفاء الذي نعاهد عليه دماء الحاج قاسم سليماني أننا سوف ندافع عن هذا الخط وسوف نبقى في هذه المسيرة حتى تحرير كل أراضي الإسلام والمسلمين والدفاع عن المستضعفين في كل مكان".
وشدد إمام مسجد الإمام الحسين (ع) على أن أهل حلب ما زالوا وسيبقون أوفياء للجهود والدماء التي بذلها الحاج قاسم سليماني من رفع الظلم والجور عنهم وستبقى هذه المشاهد المشيدة في مدينة حلب هي رمز عظيم يشهد للحاج على جهاده وصبره وتحمله ورجولته "فسلام الله على الحاج قاسم سليماني يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًا".
عضو مجلس الشعب السوري عدنان شعبان: نبراس لكل المقاومين الشرفاء
عضو مجلس الشعب السوري عدنان شعبان وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار إلى أنه "لا يمكن من خلال دقائق معدودة لشخص أو لحفل تأبين أن يفي حق هذا الرجل العظيم"، معتبرًا أن "الحاج قاسم امتلك شخصية فريدة قلّ نظيرها بعدما حيّر من خلال أدائه ومهارته وطيبته وتديّنه وتواضعه المحبين له قبل الأعداء، وقد جعل من اسمه رعباً أكيدا يقع في قلوب أعدائه، فبمجرد أن يعلم الأعداء أن الحاج قاسم موجود في ارض المعركة ويتولى قيادتها فسرعان ما ينقلب ميزان المعركة رأسًا على عقب".
ولفت شعبان إلى أن "هناك شواهد عديدة في هذا السياق لا مجال لذكرها فهو الرجل الذي لم يخسر معركة قط وكان له الدور البارز في تحرير العديد من المناطق على كامل الجغرافيا السورية والعراقية بعدما كسر ظهر "داعش" و"النصرة" وعزز قوة المحور بحنكته وبراعته وإخلاصه وكانت حلب وريفها وخاصة بلدتي نبل والزهراء تدين بالعرفان والجميل لهذا الرجل المقدام الذي كان له الدور البارز في التحرير".
وختم عضو مجلس الشعب السوري أن "الحاج قاسم سليماني سيبقى نبراسًا ومثلًا أعلى لكل المقاومين الشرفاء واعتقد الأعداء أنهم بقتله سيثبطون من عزائم المجاهدين ولكن دماءه ستبقى المحفز والقدوة للأجيال القادمة".