خاص العهد
ما حقيقة التطبيع الرياضي بين العدو ولبنانيين في اليونان؟
إيمان مصطفى
تداول ناشطون لبنانيون الخميس أخبارًا حول مشاركة لاعبين لبنانيين في بطولة للفئات العمرية بكرة المضرب في اليونان بحضور لاعبين من الكيان الصهيوني. المباراة المذكورة تجر لبنان إلى تطبيع واضح مع العدو من بوّابة الرياضة، وتشكل خرقًا فاضحًا للقوانين والأعراف الوطنية، وسط مطالبات بمحاسبة المسؤولين عن الأمر.
الاتحاد اللبناني للتنس أصدر بيانًا أشار فيه الى عدم مسؤوليته عمّا حصل، نافيًا أن يكون قد أرسل بعثة للمشاركة في الدورة المذكورة، وقال "إنه يكرّر موقفه المعروف والذي سبق له أن أعلنه في السابق مرارًا وتكرارًا من رفض تام لخوض لاعبين ولاعبات لبنانيين مع لاعبين ولاعبات من الكيان الإسرائيلي"، مضيفًا أنّ "هذا الأمر تلتزم به التزامًا تامًا كل بعثات منتخبات لبنان للفئات العمرية كافة والتي تشارك في البطولات والمسابقات الخارجية".
من جهتها، وزارة الشباب والرياضة أكدت أن "تشكيل البعثات لأي من المشاركات الخارجية ليس من صلاحيتها بل من صلاحية الاتحادات المختصة حصرًا ولا تتدخل الوزارة مطلقًا بذلك، مشيرةً إلى أنها تواصلت مع رئيس الاتحاد اللبناني للتنس أوليفر فيصل الذي جزم بأن لا علاقة للاتحاد بهذه المشاركة وأنها ذات طابع فردي يعني أصحابه وحدهم"، وقالت إنها "تركت للجهات المعنية اتخاذ ما تراه مناسبًا في هذا المجال".
رئيس "الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع" وعضو "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" الدكتور عبد الملك سكرية يقول في حديث لموقع "العهد" الإخباري "انشغلنا أمس بالخبر المذكور فأجرينا بحثًا وتحقيقًا واستعلمنا أكثر عن القضية، فتبين أن مشاركة اللاعبين جاءت بصورة فردية في مباريات ودية"، وأكد أن "المباراة لم تكن رسمية، ولم تجرِ عبر وزارة الشباب الرياضة ولا عبر الاتحاد اللبناني للتنس".
واذ نوه سكرية ببيان الاتحاد اللبناني للتنس الذي أوضح فيه عدم مسؤوليته عمّا حصل، اعتبر أن هناك قطبة مخفية، سائلًا: "كيف للفريق أن يشارك دون علم الاتحاد ولو وديًا؟".
سكرية شدد على أن هؤلاء اللاعبين اليافعين ارتكبوا خطأً فادحًا، فمجرد المشاركة في مثل مباريات كهذه تُعد مخالفة واضحة للقانون اللبناني، ويُعطي العدو الصهيوني فرصة لتلميع صورته وتبييض صفحته لتقديم نفسه على أنه "دولة طبيعية" في العالم.
ولفت إلى أن اللاعبين ربما لا يملكون الوعي الكافي لإدراك حجم الخطأ، ولكن يتحمل أهلهم المسؤولية الكاملة، داعيًا لمساءلة الأهل قانونيًا، ولضرورة أخذ الموقف الحازم ولو على "شكل تنبيه" حتى لا تتكرر الحادثة مع آخرين.
وأشار إلى أن "الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع" تتابع مع الجهات المعنية ومنها مكتب المقاطعة والأجهزة المختصة الموضوع للمحاسبة والمساءلة.
سكرية: لضرورة نشر الوعي
ووفقًا لسكرية، فإن المباراة التي خاضها اللاعبون في اليونان تؤكد ضرورة العمل على نشر الوعي بأن "إسرائيل" هي عدو وجودي يشكل خطرًا على لبنان وأهمية تطبيق القانون اللبناني الذي يجرم التعامل مع العدو.
وأسف لأن بعض وسائل الإعلام اللبنانية تعمل على الترويج للعدو بشكل مخفٍّ، بالإضافة إلى بعض السياسين والنافذين الذين يبثون السموم، والتحريض على من يدافع عن كرامة لبنان وسيادته وثرواته.
واعتبر سكرية أن هذا يخلق في اللّاوعي عند البعض أن "إسرائيل" ليست عدوًا وجوديًا، مما يحمّل وسائل الإعلام مسؤولية التذكير دومًا بجرائم العدو ومواصلة الدعوة لمقاطعته بكل الميادين لكي لا يعطيه أحد شرعية.
سكرية أكد أننا أصحاب حق وصوتنا كدولة ومجتمع يجب أن يكون أعلى وأقوى حول مخاطر الكيان الصهيوني، داعيًا وزارة الشباب والرياضة لتذكّر دائمًا بعدم خوض أي مباراة مع أي لاعب صهيوني مسبقًا، وتحذر اللاعبين من المسؤولية القانونية عن مثل هكذا عمل، لنقطع الطريق على الكيان الصهيوني في محاولته لأخذ الشرعية الدولية.