معركة أولي البأس

خاص العهد

65 عاما على "مؤتمر المغرب العربي" بطنجة: ماذا تبقى من البناء المغاربي؟
01/05/2023

65 عاما على "مؤتمر المغرب العربي" بطنجة: ماذا تبقى من البناء المغاربي؟

تونس – عبير قاسم

ظلت الوحدة المغاربية حلمًا يراود أجيالًا بكاملها في المنطقة المغاربية، فقد ضحت قيادات وطنية ودفعت أثمانًا غالية من أجل التحرر الوطني والاجتماعي والسياسي والتنمية المندمجة، وسعت هذه القيادات لتحقيق "الحلم ببناء منطقة مغاربية موحدة ومندمجة"، بدءًا من قادة مكاتب المغرب العربي في القاهرة ودمشق وعدة عواصم عالمية. وقد تكللت الجهود بانعقاد مؤتمر بطنجة ما بين 27 الى 30 نيسان / ابريل من عام 1958 وضعوا خلالها نواة العمل المشترك، وأسس "الاتحاد المغاربي" بناء على المشاريع التي سبق أن نوقشت من قبل القادة الوطنيين في المنفى.

ومن أبرز القيادات، أعضاء "لجنة تحرير المغرب العربي في القاهرة" وقيادات الأحزاب الثلاثة التي شاركت في المؤتمر: حزب الاستقلال المغربي وحزب جبهة التحرير الجزائري والحزب الحر الدستوري التونسي.

ونظم في الذكرى 65 لهذا الحدث مجموعة من الناشطين والمنظمات المغاربية مكونة من مثقفين وأكاديميين على غرار مؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية العربية والإفريقية، والتكتل الجمعوي بطنجة الكبرى ومركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية  في الرباط-المغرب، ندوة افتراضية بتاريخ 29 أبريل 2023، تحت عنوان: 65 عاما عن "مؤتمر المغرب العربي" بطنجة: أي مستقبل للحلم المغاربي؟ دعي إليها الأمين العام لاتحاد المغرب العربي ونخبة من المثقفين والشخصيات الاعتبارية.

ويؤكد الصحفي والكاتب ورئيس مركز ابن رشد للدراسات كمال بن يونس لـ" العهد" الاخباري أن أهم ما توصل اليه المؤتمر هو ضرورة تفعيل المشروع المغاربي خدمة لمصالح المواطنين ورجال الأعمال ودول المنطقة، وبهدف الاستفادة من ترفيع نسب النمو في البلدان الخمسة وفرص تكريس شعارات تحرير تنقل المسافرين ورؤوس الأموال والسلع. وأضاف أن مجمل الكلمات أكدت على أهمية التركيز على استشراف المستقبل والانطلاق من رمزية ذكرى مؤتمر الهيئات الشعبية والأحزاب الوطنية المنعقد في عام 1958 بطنجة، يتوجه المشاركون بنداء إلى صناع القرار في المنطقة من أجل إطلاق حوار معمق مع العديد، من الجهات الفاعلة من أجل بلورة "رؤية استراتيجية جديدة" تساهم في تحقيق أحلام الزعماء الوطنيين ورواد الدولة الحديثة في إنجاز "المغرب الكبير".

وأوصى المشاركون بأن تأخذ "الرؤية الجديدة" بعين الاعتبار التحديات المتزايدة على المستويين الإقليمي والدولي، أساسًا في مجالات المناخ وتطور المعرفة والتقنيات ولا سيما الرقمنة.

وأكد المشاركون في الندوة على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني والعلمي في إعادة الحياة إلى حلم الأجيال والفكرة المغاربية، والتي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى. ودعوا إلى التركيز على فرص إحياء المشروع المغاربي والتوعية بفوائده والتعريف بمزاياه لدى الأجيال الصاعدة، في مواجهة الانتكاسات والخيبات والتراجعات المسجلة على امتداد عقود من الزمن.

من جهته اعتبر الصحفي والكاتب ناجي بن جنات لـ" العهد" الاخباري أن تعثر البناء المغاربي يعود في جذوره وجوهره إلى تداعيات سياسية قديمة متجددة بسبب ما يعتري العلاقات في المنطقة من أزمات خاصة تلك الماثلة بين الجزائر والمغرب. وأضاف "لا شك أن المتغيرات التي شهدتها المنطقة بفعل ما يعرف بالربيع العربي ساهمت في تغييب البناء المغاربي كأولوية مقابل الحاجة إلى التعاطي مع آثار هذه المتغيرات واحتواء تداعياتها الخطيرة".

وأضاف "الواضح أن عدم الاستقرار السياسي في المنطقة ساهم في تراجع الفكرة المغاربية. وتبقى مشكلة الصحراء الغربية هي العثرة الأساسية التي تعيق هذا البناء".
ويرى البعض أن دخول الكيان الصهيوني على خط الأحداث بعد تطبيع المغرب ساهم في تعميق الهوة بين الدول التي ترفض التطبيع والدول المؤيدة له. وزاد من كم الانقسامات والتراكمات التي تعاني منها المنطقة. فدخول الكيان الصهيوني الى المنطقة من بوابة المغرب يمثل اليوم تهديدًا إضافيًا للوحدة المغاربية التي لا تزال حلمًا يراود الأجيال.

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل