معركة أولي البأس

خاص العهد

حملة الحد من مصادر النيران مستمرة جنوباً
07/07/2023

حملة الحد من مصادر النيران مستمرة جنوباً

سامر الحاج علي

بعد أن نجحت لجنة إدارة الأزمة التي شكلها حزب الله في الجنوب لمتابعة مختلف القضايا الخدماتية والانمائية والاجتماعية، في تخفيض عدد الحرائق التي اندلعت على امتداد أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون خلال الصيف الماضي، تعيد دوائر اللجنة هذا الصيف تطبيق الخطة نفسها مع إضافات متعلقة بمجموعة من التوصيات التي خرجت بها مع تقييم الخطة التي كانت تتعاطى بالأصل مع القضية من بوابة معالجة جذورها، أي وضع الحلول الممكنة لمحاصرة أسباب اندلاع الحرائق والقضاء عليها قدر المستطاع.

مكبات النفايات مثلاً والتي انتشرت بشكل مهول في قضاء صور بسبب غياب سياسات المعالجة الفعّالة خلال السنوات الأخيرة كانت تشكل المسبب الرئيسي لمجموعة من الحرائق التي وُصفت بالكبرى خلال العام 2021، فحركت مديرية العمل البلدي في المنطقة بالتعاون مع بلدياتها مجدداً الآليات والجرافات لعزل هذه البؤر الملوّثة عن محيطها لا سيما الكروم والاحراج، إضافة إلى رفع سواتر ترابية على أطرافها وتنفيذ عمليات جرف في محيطها وشق طرقات زراعية تسمح بوصول آليات الإطفاء إليها حال اندلاع النيران فيها، فيما انطلقت حملات تعشيب محيط الطرقات العامة والرئيسية، والتوغل إلى داخل المحميات والبقع الخضراء لتشحيلها وتنظيفها من فضلات رحلات الاستجمام ووضع الإعلانات الإرشادية التي تحمل بين سطورها محاولة لرفع الحس البيئي لدى المواطنين، وتحمل المسؤولية من قبلهم تجاه بيئتهم ومناطقهم.

وفي هذا السياق يشير مدير مديرية العمل البلدي في المنطقة الحاج علي الزين في حديث لموقع "العهد" الإخباري إلى أن الخطة التي تطبق هذا العام، نجحت هي نفسها العام الماضي في تقليص عدد الحرائق إلى قرابة المائتين وخمسين حريقاً بعد أن كانت قد تخطت الستماية وخمسين حريقاً في العام 2021، ذلك انها تنطلق من معايير دقيقة ومحددة، تراعي الحاجات والإمكانيات المتاحة لمواجهة المخاطر المُحتملة.

ولفت الزين، إلى أن هذه الإجراءات عادت ونفذت هذا العام، فعملنا بشكل أساسي على تعزيز الوقاية، وأطلقنا عمليات التعشيب في خمس وسبعين بلدة جنوبية، وعملنا على تأمين التجهيزات المطلوبة للفرق المتطوعة للتصدي لعمليات الإطفاء من مرشات وآليات وتجهيزات مع كميات كبيرة من الوقود اللازم لذلك، فضلاً عن زرع وتجهيز مآخذ مياه مخصصة للإطفائيات، التي باتت متصلة بشكل مباشر بنظام رصد ومتابعة للحرائق يقوم على أفراد منتشرين على امتداد المنطقة.

إجراءات اللجنة التي لم تهمل دور البلديات والجمعيات الكشفية والشبابية في التوعية والتوجيه، لحظت إرسال نشرات توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمواطنين حتى يتسنى لهم معرفة الأوقات الواجب فيها اتباع أعلى درجات الحذر والوقاية، فيما خصصت للدفاع المدني في الهيئة الصحية مجموعة من الإجراءات التي تأتي في سياق التدخل حال اندلاع الحرائق، من خلال تعزيز انتشار فرقه وآلياته والبقاء على جهوزية تامة للتدخل في أية لحظة وفق ما يشير مدير مديرية الدفاع المدني في منطقة جبل عامل الأولى عبد الله نور الدين الذي يكشف أيضاً عن وجود ألفي عنصر متطوع في أكثر من ستين مركزاً يتبع للمديرية، جرى تجهيزهم وتدريبهم ورفدهم بما أمكن من آليات مجهزة ومسلتزمات خاصة لإخماد النيران والتعامل مع تمددها.

ويقول نور الدين إن الدفاع المدني استنفر كافة فرقه العاملة منذ مطلع شهر أيار الماضي، بعد أن كان قد أطلق موسمه التدريبي والتأهيلي لأفراده وللمتطوعين في مختلف اختصاصاته وعلى رأسها الإطفاء، والورشة الدورية لتجهيز الآليات وترميمها كي تكون حاضرة للتدخل في العمليات الموكلة إليها، داعياً المواطنين في كل القرى إلى المبادرة والتواصل مع غرفة عمليات الدفاع المدني في حال تسجيل أي حريق، خاصة وأن الظروف المناخية المتوقعة خلال الأسابيع المقبلة قد تشكل عاملاً مساعداً لاندلاعها وانتشارها.

الخطوات هذه تتعزز أيضاً مع الدور الذي تؤديه الهيئات الرسمية والجمعيات الرديفة التي تعمل في المنطقة وتملك آليات وتجهيزات تخولها التدخل حال اندلاع الحرائق، فيما يأتي تحقيق مطلب تثبيت متطوعي الدفاع المدني اللبناني مطلع الصيف الحالي ليزيد من عوامل الأمان، الذي يتحقق بتظافر جهود الجميع وبتكاملهم.

الحرائق

إقرأ المزيد في: خاص العهد