خاص العهد
رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام لـ"العهد": الشذوذ خطيئة ومن الكبائر
خطر قادم من الغرب يمس أسس المجتمعات وصلب بنائها: "الأسرة". هذه المرّة تتمثل الهجمة الثقافية ــ الاجتماعية بدعم وتشجيع الانحراف السلوكي المتمثل بالشذوذ، لتعميمه وتقديمه بصورة "ملوّنة" بعيدة عن حقيقته المشحونة بالظُّلمة. وفي لبنان، يتلقّف حفنة من نوّاب الأمّة المنشغلين عن معالجة الهموم المعيشية والاقتصادية للمواطنين، كرة النار هذه، جاهدين في تبرير الشذوذ والترويج له، مقدّمين له كل ما يسهّله ومن ضمنه اقتراح قانون لتعديل المادة 534 خدمة لهذا المشروع، مدعومين من جوقة جمعيات ممولة خارجيًا، تعزف ألحانها الضالة في فضاء الاعلام. وفي الميدان الثقافي، يبرز تصدي وزير الثقافة محمد بسام المرتضى لهذا الخطر مؤكدًا أن "من يريد أن يفرض توجهاته "الحرة" على اللبنانيين كافة انطلاقًا من قناعاته أو ارضاء لأجندات خارجية مشبوهة، عليه أن يأخذ بعين الاعتبار أن مثل هذا الاقتراح لا يمر إلاّ بعد تغيير إيماننا مسلمين ومسيحيين، وتبديل دستورنا اللبناني على نحو يجعله في حل من احترام القيم الايمانية".
* الشذوذ خطيئة
ولاستطلاع رأي الكنيسة حول هذه القضية، التقى موقع "العهد" الإخباري بمدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، الذي أكّد أن "الكنيسة الكاثوليكية تعتبر المثلية الجنسية أو اللواط أو المجامعة خلاف الطبيعة بين جنسين متشابهين خطايا من الكبائر، وبالتالي تعتبر أن الزواج الطبيعي يكون بين الرجل والمرأة كما أمر الله وليس بين شخصين مثليين، وأي علاقة شاذة تعتبرها الكنيسة خطيئة كبيرة ومن الكبائر ولا جدال في هذا الموضوع".
* البابا لا يشرّع ضد تعاليم الكنيسة
ماذا إذًا حول الإشكالية المطروحة عن نظرة البابا للشاذين والتلطي خلفها في تبرير هذه الأفعال؟ يجيب الأب أبو كسم: "للأسف كلام قداسة البابا فرانسيس لم يفهم على ما قصده، قداسة البابا قال إنه إذا كان هناك من مثليين في العائلة لا يجب طردهم خارجًا، انما يجب التعامل معهم بطريقة انسانية وبالرحمة والمحبة وليس التشريع لهم. للأسف اعتُبر هذا الكلام كأنه تشريع. قداسة البابا لا يشرع ضد تعاليم الكنيسة، كان يقول إنهم أناس لهم كرامتهم البشرية ولديهم حالة يجب احترامها والتعامل معها بشكل انساني، لكنه لم يشرع ولم يدعُ الى تشريع المثلية الجنسية أو أي شيء شاذ عن الطبيعة. اليوم يتم التلطي خلف كلام قداسة البابا للقول إنه يشرع هذا الأمر. إطلاقًا هو لم يشرع هذا الموضوع بل دعانا للتعاطي معه بإنسانية ومحبة وإحاطتهم ومساعدتهم للخروج من الحالة التي هم فيها".
* ضد أي تعديل للمادة 534 بما يسهل أو يشرع المثلية الجنسية
وفي ما يرتبط بالاقتراح المقدم من مجموعة من النواب لتعديل المادة 534 بما يدعم ويروّج للشذوذ، قال الأب أبو كسم: "هم أحرار ولهم الحق بتقديم اقتراحات القوانين، لكن موقفنا واضح أن أي تعديل لهذه المادة بما يسهل أو يشرع المثلية الجنسية نحن ضده، وبالتالي لسنا أبدًا مع هذا الموقف ونترك للمجلس النيابي اتخاذ القرار الحكيم والواعي في هذا الشأن".
* وزير الثقافة يقوم بواجبه ونحن الى جانبه في الدفاع عن القيم الانسانية والأخلاقية
وفي هذا السياق، لفت مدير المركز الكاثوليكي للإعلام إلى "ما يتعرض له معالي وزير الثقافة من هجوم ومضايقات حول دفاعه عن القيم الانسانية والأخلاقية"، مؤكّدًا أن الوزير "يقوم بواجبه مشكورًا ونحن الى جانبه في الدفاع عن القيم الانسانية والأخلاقية بما يحفظ المجتمع والشباب والعائلة اللبنانية".
* إذا حافظنا على العائلة نحافظ على لبنان
أمّا على الصعيد التربوي، فأوضح الأب أبو كسم "إننا قادمون على بداية عام دراسي ربما يكون شائكًا وصعبًا لناحية أهالي التلاميذ أو إدارات المدارس لأن الضائقة المالية والاقتصادية تضيق الخناق على الجميع، المدرسة تسعى لأن تؤمن العلم للتلامذة وحقوق المعلمين، والأهالي يكافحون لتأمين العلم لأولادهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، والمطلوب هو أن يكون هناك تعاون صادق بين المدرسة والأهل لإطلاق هذا العام الدراسي وتسيير الأمور بما هو أهون على الطرفين، ويجب أن يكون التعاون ثلاثيًّا بين المدرسة الخاصة والأهل ووزارة التربية، وبالتالي على وزارة التربية تأمين التعليم الرسمي اللازم لكل الأولاد اللبنانيين، ونحن لسنا في صدد حجب التعليم عن غير اللبنانيين إنما يجب أن نحفظ لهم خصوصيتهم ولا نساهم في دمجهم في مدارسنا اللبنانية، إنما نؤمن لهم العلم الذي يجب أن يتوفر لهم".
وأشار الى "هبات تصل الى وزارة التربية والقطاع التربوي مشروطة وعلى وزارة التربية قبول هذه الهبات لكن من دون شروط، وأن تقف الى جانب الأهل والمعلمين والطلاب".
وفيما يرتبط بما تقدمه بعض الجمعيات للمدارس تحت عنوان المساعدات وهو يحتوي على مضمون يروّج للشذوذ، أشار الى أن "هذه مسؤولية وزارة التربية وقد ناقشنا هذا الموضوع مع المعنيين في وزارة التربية وتم سحب كل المواد التي تشجع على قبول مفهوم المثلية الجنسية ووزارة التربية تقوم بما يجب أن تقوم به، وهذا الموضوع اليوم هو تحت العناية المشددة".
وتوجّه رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام في ختام مقابلته مع موقع "العهد" الاخباري إلى كل اللبنانيين بدعوتهم "للعمل سويًا للمحافظة على القيم الأخلاقية والانسانية والدينية لأننا اذا حافظنا على هذه القيم نحافظ على العائلة وإذا حافظنا على العائلة نحافظ على لبنان وصورة لبنان الرسالة".
المسيحيونالثقافة الغربيةالشذوذ