معركة أولي البأس

خاص العهد

 طفرةٌ في حوادث السير القاتلة.. ما الأسباب؟ 
28/09/2023

 طفرةٌ في حوادث السير القاتلة.. ما الأسباب؟ 

زكريا حجازي

حوادث السير المروّعة وأعداد القتلى والجرحى الناتجة عنها، باتت خبرًا يوميًا في وسائل الإعلام. بالأمس حادث مروع على أوتوستراد صيدا - صور بين 3 سيارات، وقبلها حادث آخر عند مفترق بين عدة سيارات و3 دراجات نارية ذهب ضحيته عدة قتلى وعدد من الجرحى على الأوتوستراد نفسه.

يقول مصدر أمني لبناني لموقع "العهد" الإخباري إن "تزايد عدد حوادث السير وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية، لا يقتصر على منطقة دون أخرى، والأسباب متعددة".

أسباب طفرة الحوادث

من جانبه، يشرح رئيس اتحاد بلديات الزهراني علي مطر لـ"العهد" أسباب هذه الطفرة في حوادث السير، فيُشير الى 3 عوامل لها علاقة بالحوادث، أوّلها الطرقات والبنى التحتية والثاني الآلية والثالث السائق.

وإذ يُطمئن الى أن البنى التحتية على أوتوستراد الزهراني سليمة، يُرجّح أن تكون الآلية والسائق العاملين الأكثر تسبّبًا بالحوادث. 

يُلقي مطر كما المصدر الأمني اللوْم في تزايد الحوادث على عاتق السائقين بالدرجة الأولى والآلية بالدرجة الثانية. يقول: "معظم الحوادث ناتجة عن مخالفات قوانين السير: القيادة عكس الاتجاه، تجاوز حد السرعة المسموحة، عبور آليات في غير المسلك المخصّص لها (شاحنات ودراجات على أقصى اليسار).

يلفت مطر إلى مشكلة أساسية أيضًا لها دور في زيادة الحوادث وهي عدم إنارة الطرقات ليلًا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وتزايد عدد مستخدمي الدراجات النارية على الأوتوسترادات، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الحوادث التي وقعت على أوتوستراد صيدا – صور كان سببها السير بعكس الاتجاه، للوصول بوقت أسرع ومسافة أقصر. 

انعكاس الأزمة الاقتصادية على القطاع المروري

أمّا المصدر الأمني الذي طلب عدم ذكر اسمه فيُضيف عوامل أخرى من تداعيات الأزمة الاقتصادية إلى لائحة الأسباب، فيوضح أن: "القطاع المروري يتأثّر كغيره من القطاعات الأخرى، وعلى صعيد الآلية؛ تهالك السيارة أو الدراجة، عدم الصيانة، عدم إخضاع الآلية للمعاينة الميكانيكية بسبب إقفال مراكز المعاينة، غلاء أسعار قطع الغيار لا سيما الإطارات والفرامل والزيوت، عدم القدرة على إصلاح الأعطال، كلّ هذا يؤدي الى حوادث".

ويُضيف المصدر الأمني: "على صعيد السائق الأسباب هي عدم وجود رخصة سير، مخالفة قوانين السير، احتساء الكحول، الفقر وعدم القدرة على تجديد آلية النقل"، ويلفت إلى أسباب أخرى منها غياب تخطيط بعض الطرقات الرئيسية وخاصة الخط الأصفر على جانب الطريق، فهذه الخطوط تساعد السائق ليلًا في ظل عدم وجود الإنارة.

يلتقي رئيس اتحاد بلديات الزهراني مع المصدر الأمني في أسباب أخرى لزيادة عدد الحوادث، ومنها لجوء الكثير من المواطنين إلى استخدام الدراجات النارية بدلًا من السيارة للتوفير بسبب غلاء أسعار المحروقات، وكذلك زيادة عدد الركاب على الدراجة النارية الواحدة، حيث بتنا نشاهد عائلة كاملة على الدراجة (6 – 7 أشخاص) ما يؤدي إلى عدم قدرة السائق على التحكم بالدراجة.

يرى المصدر الأمني أن ارتفاع عدد حوادث السير في شهريْ تموز وآب من كل سنة ليس استثنائيًا، وذلك بسبب زيارة عدد كبير من المغتربين والسياح، وإقامة حفلات الأعراس والسهرات واحتساء المشروبات الكحولية. 

النازحون عاملٌ إضافي

ويؤكد المصدر أن ارتفاع عدد النازحين السوريين في لبنان هو عامل إضافي في زيادة عدد حوادث السير القاتلة، لافتًا إلى سقوط ضحايا ليس فقط من ركاب السيارات أو الدراجات النارية، بل أيضًا من المشاة الذين تجتاحهم الآليات على جانب الطرقات أو تصدمهم لدى عبورهم في أماكن غير مُخصّصة للمشاة.

ويُبيّن المصدر الأمني في الختام أن شهر آب المنصرم شهد 200 حادث سير، نتج عنها 44 قتيلًا و262 جريحًا، مقابل 147 حادثًا في شهر آب من العام الماضي نتج عنها 40 قتيلًا و170 جريحًا.

قانون السير

إقرأ المزيد في: خاص العهد