يوم القدس العالمي
فيصل المقداد لـ"العهد": يوم "القدس" سيبقى محركا للذاكرة من أجل نصرتها وتحريرها
دمشق ـ محمد عيد
أكد نائب وزير الخارجية السوريية الدكتور فيصل المقداد أن الإنسان لا يحتاج إلى أن يتحدث عن أهمية يوم القدس، فهو يوم تاريخي أسس له الإمام الخميني قدس سره الشريف وأصبح يحتفل به في كل أنحاء العالم، وهو يوم يتم فيه نصرة المستضعفين في الأرض.
وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري على هامش المحاضرة التي ألقاها في المستشارية الإسلامية الإيرانية بدمشق أشار المقداد إلى الظروف الصعبة التي يمر بها السوريون والتي افتعلها أعداء سوريا وأعداء فلسطين لافتا إلى أنه لا مبرر لهذه الحرب الإرهابية على سوريا لولا وقوف سوريا بشكل لا يمكن التشكيك فيه إلى جانب قضيتها الأساسية وهي القضية الفلسطينية.
"أقولها بكل صراحة لو لم تكن سوريا هي البلد الوحيد في هذه المنطقة الذي يقف إلى جانب القضية الفلسطينية لما شنت هذه الحرب عليها" متسائلا عن السبب الذي جعل الإرهابيين ومنذ بداية الأزمة يستهدفون كل القواعد الجوية على الأراضي السورية.
ورأى المقداد أن هذه الحرب من بدايتها وحتى الآن هي حرب "إسرائيل" ليست على سوريا فحسب بل على كل من يفكر في استعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني "هذه الحرب هي حرب تصفية القضية الفلسطينية وعلينا أن نتساءل لماذا لم يترك الإرهابيون مخيما فلسطينيا واحدا في كل أنحاء سوريا دون أن يستهدفوه بالقتل والتجويع والحصار".
المقداد أشار إلى أن سوريا المدعومة من حلفائها في حلف المقاومة اتخذت قرارها بالصمود وهي لن تنهار ولن تتراجع ولن تستسلم لإرادة "إسرائيل" في هذه المنطقة.
" نحن نشهد الآن فصولا جديدة تكتب في هذه الحرب التي كنا وما زلنا نخوضها ولكن الآن بدعم أوسع من قوى المقاومة ـ ايران ـ وحلفاء سوريا الآخرين بما في ذلك المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ومن وقفت معه هذه المقاومات فكيف له أن ينهزم أو يخضع لأن هذا الموقف المشرف يفهمه جيدا العدو الصهيوني وتفهمه بشكل أساسي الولايات المتحدة الأمريكية التي اتخذت من إدارتها الحالية نقطة بداية لإنهاء كل ما يتعلق بفلسطين ليس فقط بالقضية الفلسطينية بل حتى بالأسماء التي نستخدمها لوصف هذه القضية لكنهم لن ينجحوا في ذلك لأن مخططاتهم باتت مكشوفة في كل أنحاء العالم ولأن شعبنا يستوعب معاني الصمود والعزة والكرامة".
تحرير إدلب في سلم أولوياتنا
المقداد أكد أن أطرافا كثيرة في الحرب على سوريا وظهرت على حقيقتها من خلال ما يجري الآن في إدلب حيث تقف حكومة أردوغان وتقف الدول الغربية بمجملها مع الإرهابيين في إعلان مفضوح عن نيتهم لدعم الإرهاب أو التفاوض باسم الإرهاب مع الدولة السورية "ها هي الدولة السورية تقاتل الإرهاب والإرهابيين وترفض الإستماع إليهم أو الإنحناء أمام كل ما يقومون به من جرائم في مختلف أنحاء الجمهورية العربية السورية".
نائب وزير الخارجية السورية أكد لموقع "العهد" الإخباري أن العمل جار لتحرير إدلب التي تعتبر حاليا في واجهة اهتمامات سوريا ومحور المقاومة وان تركيا في نهاية المطاف ستتجه لقبول ما ستصل إليه الحكومة السورية من تحرير لهذه المدينة العزيزة على قلب كل سوري".
المقداد أكد أنه لولا الدعم الذي تلقته سوريا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية طيلة هذه السنوات لما كان بإمكان سوريا تسجيل هذه الصفحات الناصعة من الصمود موجها التحية من قلب دمشق إلى الثورة الإسلامية وقادتها "الذين وبالرغم من كل هذه الظروف بقيوا صامدين مع الجمهورية العربية السورية لإسقاط هذه المؤامرة".
المقداد اسف بسبب التوجه السياسي لبعض الدول العربية والإسلامية .الهادف إلى محاولة إضعاف الثورة افسلامية في إيران متسائلا : "ما هي الجريمة التي ارتكبتها الثورة الإسلامية ضد السعودية وغيرها من دول الخليج ؟؟!!!"، وأضاف: "الجريمة الوحيدة هي انها قالت انها مع القدس ومع فلسطين، هذه الأنظمة بنيت على كراهية ذاتها وعلى خدمة الأهداف الصهيونية ثانيا".
نائب وزير الخارجية السوري رأى أنه لا يمكن للعرب والمسلمين أن يسجلوا على أعدائهم مواقفهم لأنهم أعداء بطبيعة الأحوال" لكن أن تعقد المؤتمرات في "وارسو" وعلى الأرض العربية لتصفية القضية الفلسطينية فهذا ما لا يمكن تفسيره، لقد أصبحنا في الزمن العجيب، زمن الخيانة المكشوفة، زمن العهر السياسي، زمن الخروج على كل القيم لتبرير ما هو دنيء وحقير في تاريخنا من أجل التنازل لـ"إسرائيل" وتسخير كل مقدرات هذه الأمة من أجل خدمة الأهداف الإسرائيلية".
وبمناسبة يوم "القدس" العالمي أكد المقداد أن هذا اليوم سيبقى محركا للذاكرة من أجل نصرة القدس وصولا إلى تحريرها "الملايين يذهبون إلى الساحات وإلى المساجد لكي يعلنوا في هذااليوم بالذات أنهم مع القضية الفلسطينية".