معركة أولي البأس

ترجمات

تحليلٌ أمريكي: على واشنطن الانضمام الى مساعي التقارب مع دمشق وإلّا..
08/04/2023

تحليلٌ أمريكي: على واشنطن الانضمام الى مساعي التقارب مع دمشق وإلّا..

نشر موقع "ريسبنسيبل ستايتكرافت" مقالًا للكاتب "جوشوا لانديس"، تحدث فيها عن ضرورة أن تنضم الولايات المتحدة إلى مساعي التقارب العربي والتركي مع سورية، بدلًا من محاولة عرقلة هذا التقارب.

الكاتب الذي يُعد من أهم الباحثين الأميركيين المختصين بالشأن السوري، قال إن التنسيق في هذا الإطار يساعد واشنطن على استعادة دورها كرائدة في المساعي الدبلوماسية الإقليمية، مشددًا على أن المحاولات لعرقلة التطبيع مع دمشق لن تنجح.

وأشار إلى أن الصين برزت كوسيط دبلوماسي مؤخرًا مع اتفاق عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وإلى أن روسيا تقود بدورها مفاوضات السلام بين سوريا وتركيا، مشددًا على ضرورة أن لا تهمش واشنطن مجددًا وأن تساهم في التقارب بين سورية والبلدان العربية.

الكاتب حذّر من أن عدم القيام بذلك لن يؤدي سوى إلى تقويض موقع أميركا الإقليمي، ناهيك عن موقعها في سورية، وشدد على أن البلدان المجاورة لسوريا مثل العراق وتركيا، فضلاً عن الحكومة السورية نفسها، لا تريد بقاء القوات الأميركية على الأراضي السورية، وقال إن السياسة الغربية الرامية لعزل النظام السوري أصبحت هشة مع الانخراط العربي مع دمشق.

ورأى الكاتب أن الدول المجاورة لسوريا تدرك بأن العقوبات ضد دمشق لم تنجح، إذ أنها لم تؤدِ إلى إزاحة الرئيس بشار الأسد من السلطة أو إلى تغيير سياسات الأخير، معتبرًا أنها تسببت بشكل أساس في معاناة المواطنين السوريين الأكثر عرضة، والذين يمثلون الفئة التي تدعي واشنطن أنها تناصرها.

وحول الكلام الأميركي عن ضرورة البقاء في سوريا لمحاربة "داعش"، اعتبر الكاتب أن الحكومة السورية عززت قدراتها لتولي هذه المهمة، وتحدث عن ضرورة أن تبدأ واشنطن الاستعداد لهذا السيناريو، مضيفًا أن الحكومة السورية قامت بقمع خلايا "داعش" في المدن الكبرى وفي الأراضي التي تسيطر عليها، والتي تشكل نسبة 60% من كامل أراضي البلاد.

وبينما قال الكاتب إن "داعش" لم يهزم ويواصل تنفيذ هجمات كرّ وفرّ داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، نبّه إلى أن التنظيم ينفذ كذلك الهجمات في المناطق التي تتواجد فيها القوات الأميركية.

كما أكد أن كافة المعطيات إنما تفيد بأن الجيش السوري يزداد فاعلية في مواجهة "داعش" على غرار القوات العراقية، كذلك نبّه إلى أن أغلب قادة "داعش" الذين قتلتهم أمريكا كانوا في إدلب بحماية تركيا، وليس في المناطق التي هي تحت سيطرة الحكومة.

وقال الكاتب إن أحد أهم أسباب النقص في الموارد الذي يعاني منه الجيش السوري هو استيلاء القوات الأميركية على آبار النفط السورية، وبيع هذا النفط من أجل تمويل قوات قسد.

ونبّه الى أن واشنطن إنما تجعل قوات الأمن السورية غير قادرة بالكامل على مواجهة "داعش" من خلال حرمان الحكومة من نفطها، مضيفاً بأن واشنطن تستخدم بدورها هذا الموضوع من أجل تبرير احتلالها للمناطق الواقعة في شمال شرق البلاد.

وفيما يخص أكراد سورية، استبعد الكاتب أن تستمر "الدولة شبه المستقلة" لهم عند مغادرة القوات الأميركية، مشيرًا إلى أن ائتلافًا من النواب الأميركيين الجمهوريين والديمقراطيين فرض الأسبوع الماضي تصويتًا في مجلس النواب على عودة القوات الأميركية من سورية، وبناء عليه اعتبر أن الاتفاق بين دمشق والأكراد قد يكون أفضل من الانزلاق إلى الهلع والفوضى، كما حصل في أفغانستان.

كذلك قال الكاتب إن القوات الأميركية في سورية لم تحقق الكثير على صعيد إضعاف وجود إيران أو وقف نقل السلاح إلى سورية، مردفًا أن القوات الأميركية في سورية مُعرضة أيضًا للهجمات.

الكاتب شدد على أن مساعي التطبيع بين سوريا وجيرانها هي تطور إيجابي يجب أن تنضم إليها واشنطن، معتبرًا أن تنسيق الجهود مع حلفائها العرب وتركيا سيمكن واشنطن من تعزيز أوراقها وتستعيد دورها الريادي في المساعي الدبلوماسية الإقليمية، وأيضاً من أن تُقلّل من اعتماد دمشق على إيران.

وخلص الى أن الاستمرار في رفض التطبيع لن يؤدي سوى إلى تقويض نفوذ أميركا ووضعها على خط التصادم مع الحليفين العربي والتركي، محذرًا من أن ذلك سيزيد من الخطر على القوات الأميركية في سورية ويسبّب مزيدًا من المعاناة للسوريين بدلًا من مساعدتهم.

الأكرادالعالم العربي

إقرأ المزيد في: ترجمات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل