معركة أولي البأس

روسيا vs أميركا

تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي ـ اليوم 33 
28/03/2022

تقدير موقف لعمليات الجيش الروسي ـ اليوم 33 

عمر معربوني | باحث في الشؤون العسكرية 
مواضيع العرض: وضعية الجبهات 

تعوَّدنا على القيادة الروسية ان تقوم بتمهيد سياسي لكل مرحلة من مراحل عمليات الوحدات الروسية التي تنفذ مهام محددة في أوكرانيا.

اليوم عقد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مؤتمراً صحفياً طويلاً أشار فيه الى مجموعة من القضايا التي ترتبط بمواقف الدول غير الصديقة بحسب المصطلح الروسي المستخدم والمقصود به اميركا ودول أوروبا والغرب التي تقود حملة شرسة على كل ما هو روسي.

ممّا لا شكّ فيه ان المعركة على المستوى السياسي والديبلوماسي لا تقّل احتداما عن الجانب العسكري وما استعراض هذا الأمر الاّ للدلالة على طبيعة المواجهة الدائرة وتجاوزها لمسرح العمليات في أوكرانيا في تأثيرها على العالم بأسره.

انطلاقاً ممّا ساقه الوزير لافروف حول استحالة عزل روسيا وان لروسيا حلفاء كثر وان العالم ليس اميركا وأوروبا فقط وبأن المفاوضات مع أوكرانيا لم تحقق أي تقدم يُذكر تبدو الأمور متجهة نحو تصعيد للعمليات انطلاقاً من الوضعية الحالية للجبهات.

وضعية الجبهات

1ــ الجبهة الشمالية (العاصمة كييف) 

ـ تحاول القوات الأوكرانية منذ يومين دفع الوحدات الروسية بعيداً عن العاصمة من الإتجاهين الشرقي والغربي وكذلك من الإتجاه الشمالي.

ـ على الإتجاه الشمالي لا تزال الوحدات الروسية تطوق مدينة تشيرنيغوف بشكل كامل ةانجزت خلال اليومين الفائتين عمليات تضييق الطوق على المدينة مع توفر معلومات عن نية الوحدات الروسية دخولها لتوفير لوائين مشاء ولواء مدرّع ينفذ العمليات في محيطها ومن ثمّ زج القوة في معارك العاصمة كييف بشكل مباشر على محور مدينة نيجين التي لا تزال مطوقة دون ان تدخلها وحدات الجيش الروسي.

ـ على المحور الشرقي لكييف لا توجد تغييرات كبيرة في وضعية الجبهة حيث لا تزال الوحدات الروسية تتمركز على مشارف ضاحية بروفاري وهي في حالة انتظار للوحدات العاملة على جبهتي مدينة تشيرنيغوف ومدينة نيجين لتحقيق سيطرة كاملة على امتداد واسع وتحويل المنطقة الى نطاق مستقر خالٍ من العمليات العسكرية.

ـ على المحور الغربي للعاصمة كييف اعادت الوحدات الروسية منذ ثلاثة أيام تموضعها على مشارف مدينة اربين بعد ان تراجعت عنها وكذلك تحافظ على سيطرتها على تقاطع كالينوفكا غرب العاصمة بعد ان تجاوزته جنوباً خلال الأسبوع الفائت.

2ـ الجبهة الشرقية 

ـ بدخول الجبهة الشرقية اليوم الثالث من المرحلة الثانية للعمليات الروسية من الواضح ان الأولوية الموضوعة بحسب سير العمليات تتركز على تحرير كامل أراضي جمهوريتي لوغانسك ودونييتسك واعلانهما محررتين بشكل كامل لارتباط عملية التحرير بإجراءات قانونية ترغب رئاستي الجمهوريتين باجرائها وهي تتمحور حول استفتاء شعبي لضم الجمهوريتين الى الإتحاد الروسي على غرار ما حصل مع شبه جزيرة القرم العام 2014.

ان التركيز على جبهات لوغانسك ودونييتسك لم يمنع الوحدات الروسية من تعزيز تموضعها في مدينة ايزيوم حيث تتم التحضيرات النهائية للسيطرة على مدينة كراماتورسك والتي اذا ما تم السيطرة عليها تصبح مدينة سيفرودونييتسك محررة حكماً حيث لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

استناداً الى تطورات الجبهة الشرقية من المتوقع ان تبدأ الوحدات الروسية بعمليات اكمال الطوق على مدينتي خاركوف وسومي كمرحلة أولى وابقاءهما داخل الطوق ومن ثم استكمال العمليات نحو الشمال الغربي للسيطرة على مدينة بولتافا التي تعتبر من اهم عقد المواصلات للطرقات البرية والسكك الحديدية.

بالتزامن من المتوقع ان تكمل قوات إقليم الدونباس سيرها نحو الغرب للوصول الى مدينة دنيبرو.

3ـ الجبهة الجنوبية 

ـ بدخول العملية مرحلتها الثانية يمكن اعتبار الجبهة الجنوبية الأكثر تماسكاً بالنظر الى حجم الإنجازات التي تحقق في حين تم لحظ تحضيرات للقوات الأوكرانية على جبهة مدينة نيكولاييف لتنفيذ هجوم معاكس على الوحدات الروسية بهدف استعادة السيطرة على مدينة خيرسون، الا ان التحضيرات الأوكرانية كانت مكشوفة لوحدات الرصد والاستطلاع الروسية وتم تنفيذ ضربات موجعة فيها حيث استثمرت الوحدات الروسية في نتائج الضربات ونفذت تقدماً مضافاً نحو مشارف باشتانكا.
ـ يبقى ان العمليات الأهم في الجبهة الجنوبية هي ما يتم تحضيره من قبل الجيش الروسي للإندفاع نحو مدينتي زابوروجيا وكريفوي روغ الهامتين.

ملاحظة: ان أسماء المدن والبلدات الواردة في النص مكتوبة باللفظ الروسي وليس الأوكراني.

كييف

إقرأ المزيد في: روسيا vs أميركا