الحدث السوداني
السودان: تجدّد الاشتباكات والأمم المتحدة تندّد بخرق اتفاق جدّة
تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، شهدت مناطق جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الخميس، ضرباتٍ جوّية مُكثّفة.
ويعتمد الجيش بشكلٍ أساسي على القوّة الجوية والمدفعية الثقيلة في محاولةِ طرد قوّات الدعم السريع، التي انتشرت في مناطق من الخرطوم وأم درمان، بعد اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان الماضي بين الجيش، بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وقوّات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).
الوضع الإنساني
ووفقًا لأحدث التقديرات، نزح أكثر من 840 ألف شخص داخل السودان، وفرّ نحو 220 ألفًا إلى دول الجوار.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إنّه "يعكف على تكثيف عملياته في 6 ولايات على الأقل في السودان لمساعدة 4.9 ملايين شخص معرّضين للخطر، فضلًا عن مساعدة أولئك الذين يفرّون إلى تشاد ومصر وجنوب السودان".
وقدّرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان، بنحو 25 مليون شخص. كما قدّرت حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد وللفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة -الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام- بنحو 3 مليارات دولار.
الأمم المتحدة تندّد
في غضون ذلك، ندّد مبعوث الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، بما وصفها الانتهاكات العديدة والخطيرة للاتفاق الذي توصّلت إليه الأطراف المتحاربة في السودان، الأسبوع الماضي، بشأن تجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك والسماح بدخول المساعدات الضرورية إلى هناك.
ورحّب غريفيث خلال مقابلةٍ مع وكالة الصحافة الفرنسية بإعلان 12 أيار/مايو الذي جرى توقيعه في مدينة جدّة السعودية من قبل طرفي النزاع، وتضمّن تعهدًا بالامتناع عن مهاجمة العاملين في المجال الإنساني.
وقال غريفيث إنّه مع وصول المساعدات "هناك انتهاكاتٌ للإعلان، وهي انتهاكاتٌ فظيعة وتحدث منذ توقيع" الإعلان.
وأبلغت منظمة "أطباء بلا حدود الإنسانية"، الأربعاء الماضي، عن تعرّض مستودعاتها في الخرطوم لهجوم في اليوم السابق، كما أشار غريفيث إلى اعتداء في اليوم نفسه على مكاتب برنامج الغذاء العالمي بالعاصمة السودانية، من بين "العديد" من الأمثلة.
محادثات غير مباشرة
ولا تزال الآمال في وقف إطلاق النار ضعيفة بعد انتهاك هدن عدّة في الأسابيع الماضية، بينما تتواصل المناقشات في جدّة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وسط تكتّم شديد.
وأوضح غريفيث أنّ "المفاوضات حول الإعلان الأخير الذي تمّ توقيعه في جدّة كانت منفصلة".
وكان التركيز في تلك المناقشات على ضمان تدفق المساعدات حتى لو استمر القتال، والمساعدة في وضع حدٍ للاعتداءات وأعمال النهب التي استنفدت مخزونات الغذاء وجعلت معظم المرافق الصحية في الخرطوم خارج الخدمة.
السودان حاضرة في القمة العربية
من جهةٍ أُخرى، وفي مدينة جدة السعودية التي تستضيف اليوم الجمعة قمّة عربية، تطرّق وزيرا الخارجية المصر سامح شكري، والسعودي فيصل بن فرحان، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى مسألة النزاع في السودان، وعبّروا عن تأييدهم لوقف إطلاق النار، دون اقتراح أيّ خطوطٍ عريضة له.
على صعيدٍ آخر، قالت وزارة الخارجية السودانية إنّها أرسلت مُذكّرة احتجاجٍ شديدة اللهجة إلى حكومة جنوب السودان بسبب استقبالها ما وصفته بمستشار زعيم الدعم السريع وعقد مؤتمر صحافي بحضور مسؤولين كبار بحكومة جنوب السودان.
وأضافت الخارجية السودانية، في بيانٍ لها، أنّها عبّرت خلال المذكرة عن احتجاجها واستغرابها من تصرّف حكومة جنوب السودان.
وأمس، أكّد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استعداد بلاده للمساعدة في حلّ الصراع الحاصل في السودان، مؤكدًا إمكانية توفير منصة للمفاوضات إذا لزم الأمر.
السودانالخرطومقوات الدعم السريعالجيش السوداني