موقع طوفان الأقصى

لبنان

المقاومة تستطلع شمال فلسطين بالطائرة المسيرة "حسّان"
19/02/2022

المقاومة تستطلع شمال فلسطين بالطائرة المسيرة "حسّان"

تناولت الصحف الصادرة اليوم في بيروت إنجاز المقاومة بالأمس والذي تمثل بتحليق طائرة مسيرة من طراز "حسّان" فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة 40 دقيقة وعودتها سالمة دون أن تتمكن كل أجهزة العدو وقبته الحديدية من إسقاطها أو إعاقة مهمتها.
فيما ردّ العدو المتخبط بخرق الأجواء اللبنانية بطائرتين حربيتين على علو منخفض فوق العاصمة بيروت، وكان إنجازه الوحيد إزعاج اللبنانيين بصوت طائراته.

 

"الأخبار": المقاومة تتحدّى: تحليق آمن فوق فلسطين

شرحت المقاومة الإسلامية، بالعمل المباشر، ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل يومين عن قدرات المقاومة في ما يتعلّق بالمسيّرات، وأقدمت على خطوة هي الأولى من نوعها منذ سنوات، تمثّلت في إرسال طائرة مسيّرة متطورة من نوع «حسان» في رحلة استطلاع داخل فلسطين المحتلة، جالت فيها على طول 70 كلم فوق المنطقة الشمالية وعادت الى قواعدها بسلام.

طوال نهار أمس، كان العدوّ منشغلاً في الحديث عن فشل منظومته العسكرية والتقنية في إسقاط الطائرة أو السيطرة عليها، لكن، بعد وقت قصير من صدور البيان الرسمي عن المقاومة حول العملية، بادر العدو الى إرسال طائرات حربية في طلعة ترهيب فوق بيروت والضاحية الجنوبية، كرد على العملية وفي محاولة التعويض عن الفشل العملاني.
وكشفت ردود فعل العدو، الإعلامية والشعبية، عن إدراك بأنّ ما جرى يتجاوز عملية تحليق تقليدية لطائرة استطلاع، ويجري التعامل مع الحدث على أنه «عمل تأسيسي» يحمل في طيّاته رسائل متنوعة، تعكس القدرة والردع، وأن حزب الله قرر الارتقاء في التعبير عنها من موقف سياسي الى خطوة عملياتية نفذها سلاح الجو التابع للمقاومة الإسلامية.

يشار الى أن المقاومة أطلقت اسم «حسان» على الطائرة، تيمّناً باسم الشهيد حسان اللقيس المسؤول السابق عن السلاح المسيّر في المقاومة الذي اغتالته وحدة كوماندوس إسرائيلية في الضاحية منتصف ليل الرابع من كانون الأول عام 2013. ويبدو أن الطائرة من جيل متطور من الصناعات التي تقوم بها المقاومة في لبنان. وقد عمل الشهيد اللقيس لعقدين على الأقل في تطوير البرامج التقنية واستقدام التكنولوجيا التي تستخدم في هذا النوع من الأسلحة الى جانب أسلحة أخرى.

نجاح مهمة الطائرة في استطلاع أهداف داخل فلسطين المحتلة وعودتها سالمة، أحدث إرباكاً لدى أجهزة الجيش وفي المستويَين السياسي والإعلامي في إسرائيل. وانعكس ذلك على طريقة التعاطي مع الحدث. فتعددت بيانات الجيش الذي بدا لوهلة كما لو أنه لم يكن يعلم بداية ماذا يحصل. إذ أشار في بيانه الأول الى تفعيل منظومة القبة الحديدية واستدعاء طائرات ومروحيات مقاتلة، لكنه لم يشر الى إسقاط طائرة حزب الله. ثم عاد وأكد أنه فقد أثرها، ليعترف في بيان ثالث بفشله في اعتراضها.

ويكشف استدعاء طائرات سلاح الجو والمروحيات بعد تفعيل منظومة القبة الحديدية، أنه جرت محاولات متعددة الأساليب ومتنوعة الأدوات وبوتيرة متتالية لإسقاط الطائرة باءت جميعها بالفشل، الأمر الذي يكشف عن مستوى تطور الطائرة التي يبدو أن حزب الله أراد إفهام مؤسسة القرار في كيان العدو قدرته على اختراق كل التكنولوجيا التي يمتلكها، رغم التطوير الذي أدخله على منظوماته ورغم أنه في ذروة جهوزيته. وتؤكد تقارير إعلامية أنه على وقع أصداء الحدث وتداعياته، سيشكل جيش العدو لجنة تحقيق تهدف الى فهم ما جرى.

الإرباك الذي أظهرته بيانات الجيش انعكس في وسائل الإعلام، فنقلت روايات متضاربة حول عدد الطائرات التي اخترقت الأجواء الفلسطينية، وما إن كان قد تم اعتراضها. ولم يكن واضحاً لدى وسائل إعلام العدو في البداية ما إن كانت المسيّرة مسلحة أو أنها استطلاعية فقط. لكن المعطى الإضافي الذي يفتح مروحة من الأسئلة التي لا إجابة عنها حتى الآن، أنه في حال عدم رصد الطائرات عبر أجهزة الرادار يعني ذلك أن حزب الله قادر على اختراق منظومات الدفاع الجوي بدون أن تكتشفها. وفي حال رصد الطائرة بداية ــــ بحسب جيش العدو ــــ كيف اختفت عن راداراته ولماذا، وما هي الرسائل التكنولوجية لذلك؟ وفي كل الأحوال، الحقيقة الدامغة أن العدو لم ينجح في إسقاط الطائرة التي حلّقت على مسافة عشرات الكيلومترات وعادت الى قواعدها بسلام!

على المستوى الإعلامي، قال معلّق الشؤون العسكرية في القناة 13، أور هيلر، إن ما جرى يشكل فشلاً كبيراً لمنظومة القبة الحديدية في الشمال، ويفرض الكثير من الأسئلة الصعبة. بالتوازي، سلّط موقع «واللا» على البعد الاستراتيجي للحدث، فرأى أن «القصة الكبرى لإسرائيل وحزب الله أنها ليست طائرة مسيّرة أو محلّقة وإنما تتعلق بحرية العمل الجوي في لبنان»، محذراً من أنه إذا «لم يكن الجيش جازماً فسوف تتوسع التصدعات». أما القناة (12) في التلفزيون الإسرائيلي فقدّرت أن الطائرة هدفت الى جمع معلومات استخبارية. فيما لفتت قناة «كان» الى أن الطائرة وصلت على ما يبدو الى نقطة ما في شمال بحيرة طبريا، قبل أن تعود الى لبنان. وتوقف آخرون عند ما اعتبروه «أخطر أبعاد» الحدث، بالإشارة الى أنه كان بإمكان هذه الطائرة أن تكون انتحارية. لكن حزب الله لم يرد ذلك، ولو أراد لفعل. وتوقفت القناة (13) عند إعلان حزب الله المسؤولية عن العملية، رغم أنه كان في إمكانه تجاهلها، في إشارة الى أن هذا الإعلان ينطوي بدوره على رسالة محددة موجهة الى إسرائيل.


من جانب آخر، عرض إعلاميون في كيان العدو للحدث بوصفه انتصاراً لحزب الله في معركة الوعي القائمة بين الطرفين، وخاصةً أنه جرى أيضاً استدعاء طائرات إف 15، وإطلاق صافرات الإنذار وتفعيل القبة الحديدية التي فشلت في إسقاطها، وهو ما أدى الى إحراج الجيش، وإلى انتشار حالة من الرعب بين سكان المستوطنات الشمالية الذين سارعوا للنزول الى الملاجئ، ما دفع الجيش الى محاولة طمأنة المستوطنين من خلال الإعلان عن العودة الى الحياة الروتينية.

على أن العدو لجأ الى ردّ سريع تمثّل في إرسال طائرات حربية لتحلّق على علوّ منخفض فوق بيروت والضاحية بقصد إثارة الرعب، ولإيصال رسالة بأنّ سلاح الجو الإسرائيلي لا يخشى المعادلات التي يحاول حزب الله رسمها. لكن الأمر بدا في رأي الإسرائيليين أنفسهم تعبيراً عن التخبط في المستوى السياسي حول كيفية الرد. وقال معلقون إنه إذا اقتصر الرد على هذا المستوى يعني «أننا أمام معادلة إشكالية». فيما اعترف آخرون بأن انطلاق الطائرة من لبنان يعقّد المشهد أمام إسرائيل لجهة الرد الذي ينبغي أن تنتهجه، في إشارة الى القيود والمخاوف من أن أيّ تجاوز للحدود سيُقابل بردّ مضادّ من قبل حزب الله.

 

"البناء": المقاومة تعلن و«إسرائيل» تعترف: الطائرة استطلعت والاحتلال فشل
وعبر لبنان، كان الحدث المدوي الذي فرضه اختراق طائرة مسيرة للمقاومة أجواء فلسطين المحتلة، محور الاهتمام اللبناني والإسرائيلي، ليتحول الى حدث إقليميّ، بعدما أعلنت المقاومة واعترفت “إسرائيل” أن القبة الحديدة والطائرات الحربية والطائرات المروحيّة فشلت جميعها في تعطيل مسار الطائرة أو إسقاطها، وعادت الى قواعدها محققة الهدف من مهمتها، وهو استطلاع منشآت وتحركات تهتم المقاومة في متابعتها، وكان لافتاً ما تضمنه بيان حزب الله عن العملية بتسمية الطائرة على اسم الشهيد حسان اللقيس مؤسس سلاح الطائرات المسيرة في المقاومة الذي اغتالته المخابرات الإسرائيلية، والإشارة الى العمق الذي توغلت اليه الطائرة في اجواء فلسطين المحتلة وهو 70 كلم، يبدو أنه يحمل رسائل مشفرة لجيش الاحتلال، كما الإشارة الى ان الطائرة انطلقت من قاعدتها وعادت اليها بعد 40 دقيقة منجزة مهمتها، في تفصيل تقني يبدو انه ترك لمهندس جيش الاحتلال احتساب المسافة الفعلية التي قطعتها الطائرة خلال الأربعين دقيقة والمقدر بـ 300 كلم وفقاً للخبراء العسكريين الذي يستبعدون أن تكون الطائرة قد انطلقت من نقطة حدودية، كما يعتبرون أن مهمتها ليست التوغل الخطي الى عمق 70 كلم والعودة، فهي بالتأكيد سارت عرضاً وطولاً ودائرياً كما ناورت للتملص من الرادارات والقبة الحديدية والطائرات التي طاردتها، وهذا يعني أن سرعة الطائرة تجاوز الـ500 كلم في الساعة وهو أمر تقني يحسب له الحساب في عالم الطائرات المسيرة التي تنتج في المنطقة، حيث سرعة طائرة بيرقدار التي يتباهى بها الأتراك ويروّجون لبيعها للجيوش هو 200 كلم في الساعة، وكان لافتاً أن الرد الإسرائيلي بتحليق منخفض وخرق جدار الصوت فوق بيروت ومناطق لبنانية أخرى كشف الغيظ الإسرائيلي، دون أن يكون له أي معنى عسكري.

بالتوازي كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يضع الموقف العربي في قفص الاتهام في ختام أعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، مسجلاً تحفظ لبنان على البيان الختامي تحت عنوان التضامن العربي، طارحاً أربعة عناوين للتضامن لم ترد للبيان ولا معنى له بدونها، العودة الفورية لسورية الى الجامعة العربية، وتفعيل جدي لمشروع السوق العربية المشتركة التي ولدت نظرياً قبل السوق الأوروبية المشتركة، وتشكيل لجنة برعاية الكويت لحوار لبناني خليجي، ودعوة الفلسطينيين لحوار ينهي الانقسام برعاية مصرية.

لبنانياً، تتابعت المواقف الحكومية التي تمهد لاعتبار الخط 23 هو سقف ما يسعى لبنان لتحقيقه، وإسقاط الخط 29 كخط تفاوضي عبر المشاركة بالطعن بصدقيته، ما فتح شهية كيان الاحتلال والوسيط الأميركي للتراجع عن فرضية كان تمّ التداول بها تقوم على التسليم بنيل لبنان الخط 23 وحقل قانا، وبدأت تتسرب معلومات عن أن عرض هوكشتاين لن يتجاوز صيغة معدلة لخط هوف بأن ينال لبنان بدلاً من 490 كلم مربع 630 كلم مربع من أصل الـ 860 كلم مربع. وقالت مصادر على صلة بملف النفط والغاز ان اللعب السياسي خرّب الطبخة والاستعجال الذي يجري الحديث عنه هو استعجال سياسي لا تقني، كما يجري الترويج تحت شعار اكل العنب وعدم قتل الناطور، او زوال قريب لزمن الغاز مع ظهور الطاقات المتجددة والبديلة، لأن هذا الأمر إن صح فهو يصح على الطرفين وليس على طرف واحد. ودعت المصادر الى انقاذ الثروات اللبنانية من خطر التبدد والضياع، بإعادة وضع خطوط حمراء لآلية إدارة الملف.

أتى حدث تحليق الطائرة المسيّرة حسان داخل الأراضي المحتلة بعد ساعات من إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي كشف أن الحزب بدأ منذ مدة طويلة تصنيع الطائرات المسيرة في لبنان، موضحاً أنه أصبحت لديه قدرة على تحويل صواريخه الموجودة بالآلاف إلى صواريخ دقيقة. هذه الخطوة تؤسس وفق مصادر مطلعة لـ «البناء» لأبعاد تتصل برسائل عميقة سوف تؤسس لوقائع حاكمة لا أحد يمكنه أن يتجاوزها في أية مفاوضات أو تطورات خارجية في إشارة إلى ملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي. وتقول المصادر: هناك تناقض في هذه اللحظة بين الذي يحصل مع العدو في الميدان وما يجري بالتفاوض، وبالتالي فإن ما يحصل في الميدان يمثل أوراق قوة يمكن للمفاوض اللبناني أن يستفيد منها، مع تشديد المصادر على أن حزب الله لن يُستدرج الى سجال داخلي مع المرجعيات الرسمية في ما خصّ ترسيم الحدود، إلا أن بيان كتلة الوفاء للمقاومة كان واضحاً عندما نبّه من «فخاخ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين والتّنبه إلى محاذير ومخاطر نوافذ التطبيع مع العدو الصهيونيّ، والمرفوضة تحت أيّة ذريعة من الذرائع».

 وإذ اعتبرت المصادر أن استعادة لحزب للطائرة أمر بالغ الأهمية ويؤكد امتلاكه التقنيات العالية، فهو ترك قلقاً عند الإسرائيلي الذي لم يتوقع أن يتعرّض لما يسمّيه الخطر، مع تشديد المصادر على أن ما حصل يمثل إنجازاً استراتيجياً وعسكرياً لحزب الله، لا سيما بعد فشل منظومة القبة الحديدية في إسقاط الطائرة حسان.

وأشارت مصادر متابعة لمفاوضات الترسيم لـ «البناء» ان الخط 23 يحقق مصلحة لبنان خاصة أن الخط 29 هو خط تفاوض ومن غير المؤكد أن توافقاً سوف يحصل حوله، مشيرة إلى أن لبنان الرسمي يرفض اي حديث عن حقول مشتركة والتي تحمل في طياتها أبعاداً تطبيعية مع العدو، مشددة على أن لبنان سوف يفاوض من منطلق مصلحته وسيادته ولن يقبل بأقل من الخط 23.

وكانت الطائرة المسيرة «حسّان» والتي أطلقها حزب الله حلقت داخل الأراضي المحتلة  في مهمة ‏استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً في الشمال الفلسطيني المحتل، وعادت سالمة واصدر حزب الله بيانًا حول العملية التي نفّذها، جاء فيه: «بتاريخ اليوم الجمعة الواقع فيه 18-2-2022 أطلقنا الطائرة المسيرة «حسّان» داخل الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة وجالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة ‏استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً شمالاً، ‏وبالرغم من كل المحاولات المتعددة والمتتالية لإسقاطها عادت ‏الطائرة «حسان» سالمة بعد أن نفّذت المهمة ‏المطلوبة بنجاح ودون أن تؤثر على حركتها كل الإجراءات ‏الموجودة والمتبعة». وبُعيد إطلاق حزب الله المسيرة وإعلانه عن ذلك في بيان، حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي المعادي على علو منخفض فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وصولاً الى العاصمة.

وكانت دوّت صفارات الإنذار صباح أمس، وسمعت أصوات انفجار في منطقة الجليل الأعلى المحتلة، وزعم الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي أنه «جرى رصد طائرة مفخّخة دخلت من الأجواء اللبنانية، حيث اُطلقت الصواريخ الاعتراضيّة للتصدّي لها لكنها لم تنجح بإسقاطها، كما أطلقت الطائرات للتصدي لها لكن الطائرة فُقدت وجاري البحث عنها». وكان أدرعي قد قال إن «صافرات الإنذار أطلقت بسبب اختراق طائرة بدون طيار من لبنان»، مضيفاً أنه عقب تفعيل صافرات الإنذار، أدت إلى إطلاق صواريخ معترضة من القبة الحديدية واستدعاء طائرات ومروحيات حربية».

وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري «تحفظ لبنان على تقرير اللجنة السياسية لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة في دورته الثانية والثلاثين، بعنوان «التضامن العربي»، ودعا في مداخلة في أعقاب تلاوة التقرير الى «ضرورة تبني مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دوله الكويت».

وتقول مصادر مقربة من عين التينة، ان الرئيس بري يعمل على تفعيل المساعدة العربية تجاه لبنان مراهناً على دور الكويت في لعب دور اساسي مع دول الخليج، قائلة من المؤكد أن رئيس المجلس يحمل معه من مصر معطيات قد يبنى عليها في الأيام والاسابيع المقبلة من شأنها أن تعالج الخلافات القائمة.

 

"الديار": انجاز مميز: المقاومة تخرق أجواء العدو بمسيرة «حسان»

لم تمض 48 ساعة على كلام السيد حسن نصرالله قائد المقاومة وأمين عام حزب الله حتى نفّذ وعده بأن لدى المقاومة سلاح جو قادر على اختراق سماء فلسطين المحتلة وتصوير مواقع مدنية وعسكرية في الكيان الإسرائيلي ولديه فعالية عالية، فقد أرسلت المقاومة مسيرة حسان تيمناً باسم الشهيد حسان لقيس المهندس التقني في صفوف المقاومة والذي استشهد بعملية اغتيال في الحدث شرق الضاحية.

قامت مسيرة حسان التابعة للمقاومة بالتحليق فوق أجواء فلسطين المحتلة ومرت فوق الجليل ثم اتجهت نحو بحيرة طبرية وكانت ترسل الصور تلفزيونيا الى مركز مختص لدى المقاومة. وقد طارت 70 كلم في عمق أجواء فلسطين المحتلة ثم اتجهت نحو البحر واستمر طيرانها 40 دقيقة في عملية نوعية لم يستطع العدو الإسرائيلي فعل أي شيء رغم أن القبة الحديدية مفعلة دون أن تستطيع اسقاط مسيرة حسان،وانطلقت طائرات إسرائيلية في الجو لاعتراضها لكنها لم تستطع كشفها.

وقامت مسيرة حسان التابعة للمقاومة بأخذ صور مستمرة بواسطة آلات التصوير طوال الوقت وترسلها الى منصة الكترونية في لبنان تابعة للمقاومة. وأكملت طيرانها 40 دقيقة ودخلت أجواء لبنان دون استطاعة طائرات العدو من اكتشافها لاسقاطها وعادت الى نقطة في الأراضي اللبنانية لم يستطع العدو تحديد مكان انطلاقها وهبوطها.

اهتزت «إسرائيل» كلها وعلى أصوات اطلاق صواريخ «القبّة الحديدة» لجأ المستوطنون الى الملاجئ في كامل الجليل وصولا الى حيفا بعد اطلاق صفارات الإنذار في المستعمرات حيث سمع الصوت في حيفا وكل قرى الجليل.

العملية من الناحية التقنية تمتاز بأن «إسرائيل» التي تعتبر نفسها من أقوى القوات الجوية في العالم لم تستطع راداراتها ملاحقة «حسان» والتي هي من دون سلاح لكنها مسيرة تجسسية تقوم بتصوير كل المواقع التي تطير فوقها بشعاع 20 كلم على الأقل. كما أن الطائرات الإسرائيلية خاصة ف 35 وهي من الجيل الخامس والتي تسلمت إسرائيل 60 طائرة منها من الولايات المتحدة وهي أحدث طائرة في العالم لم تستطع تحديد مسار المسيرةلإسقاطها وفشلت في مهمتها.

وهكذا تفوقت المقاومة في هذه العملية، وحطمت الأسطورة على أن أجواء «إسرائيل» لا يمكن اختراقها.

كل وسائل الاعلام الإسرائيلية ركزت أخبارها على «حسان» وكيف خرقت أجواء فلسطين المحتلة وعادت الى قواعدها سالمة ويمكن اعتبار مدة الأربعين دقيقة هي الإختراق النوعي المميز الذي نفذته المقاومة وحطمت اسطورة القبة الحديدة وجهوزية الطائرات الاسرائيلية ومنظومة الرادارات الإسرائيلية المتطورة جداً.

قائد سلاح الجو الاسرائيلي تلقى لوماً كبيراً من وسائل الإعلام عبر المحللين الإسرائيليين وذكرت إحدى الشبكات الاسرائيلية التلفزيونية أنه وضع استقالته على طاولة وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس ليقرر بشأنها.

ما اعلنه سيد المقاومة السيد حسن نصرالله نفذه وإذا كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد قامت بالتعتيم على خطاب السيد نصرالله فإنها انفتحت كلياً شاشاتها وإذاعاتها وخطوط التواصل الاجتماعي على خبر اختراق مسيرة حسان أجواء فلسطين المحتلة.

أسئلة كثيرة لا أجوبة عليها لدى العدو، وأهمها: لماذا لم تكشف الرادارات الإسرائيلية خط طيران مسيرة حسان لحظة بلحظة ولماذا لم تصبها صواريخ القبة الحديدة ولماذا لم تستطع الطائرات الإسرائيلية طوال طيرانها لمدة 40 دقيقة من تعقب مسيرة حسان واسقاطها وهل أن معدن تصنيع الطائرة هو معدن غير قابل للظهور على شاشات الرادار ويشبه جسم طائرات الشبح التي تمتص إشارات الرادار ويصبح الرادار مصابا بالعمى ولا يلتقط الهدف؟

لقد دخلت المقاومة عصرا جديدا وأصبح على «إسرائيل» بدل ارسال طائرات تحلق على علو منخفض فوق بيروت والضاحية بصورة فولكلورية نتيجة فشلها تجاه مسيرة حسان أن تفكر جيدا أن لدى المقاومة طائرات مسيرة غير معروف عددها وربما بالمئات ولا يمكن اكتشاف قواعدها ومن يدري ماذا ستكون انعكاسات مسيرة حسان في المستقبل.

فهل تظهر مسيرة حسان ٢ وتصل الى تل أبيب أو قواعد عسكرية حربية وجوية؟أو تقوم بتصوير مفاعل ديمونا النووي ومراكز الصواريخ النووية الإسرائيلية المنصوبة باتجاه أهداف في العالم على مدى أوروبا والعالم العربي وآسيا وتقوم بعض المسيرات المسلحة بضرب هذه القواعد حتى لو أسقطت فيما بعد من قبل العدو الإسرائيلي؟ اذ تكون قد نفّذت مهمات استثنائية لا تستطيع القيام بها الا دول كبرى.

المهم أيضا في الامر أنه مثلما يخرق طيران العدو الإسرائيلي أجواء لبنان كل يوم قامت المقاومة باختراق أجواء العدو وليس باستطاعة «إسرائيل» شن حرب لأن التوازن قد حصل بعدم احترام القرار الدولي 1701 الذي يمنع خرق الأجواء اللبنانية وهذا ما قامت المقاومة به عبر وضع توازن الردع والرعب لدى «إسرائيل»وخرق أجوائها.


"الجمهورية": الداخل يتحضّر لسجالات.. بري لحوار لبناني - خليجي
داخلياً، منذ بداية الأزمة، وأهل السلطة يمارسون سياسة الهروب إلى الأمام، وتغطية إفلاسهم الفاقع، عبر التكرار المملّ لتوصيف الأزمة وتداعياتها الخطيرة، دون ان يبادر أيّ منهم إلى فكرة عقلانية او موضوعية او واقعية او مسؤولة، تضع هذه الأزمة على سكة الحل والعلاج. بل على العكس، يبدو انّ لا شغل لهؤلاء الذين يُفترض انّهم مسؤولون عن شؤون البلاد والعباد، سوى إذكاء هذه الأزمة بافتعال توترات تصبّ الزيت على نارها، وبطروحات وخطوات تزيدها تعقيداً.

باتت الصورة الداخلية اشبه بملهاة، حيث تشي الوقائع التي تتراكم بشكل شبه يومي، بأنّ لبنان مقبل في الايام القليلة المقبلة على الغرق في سجالات مفتوحة حول عناوين وملفات مختلفة، تعمّق الأزمة أكثر، وتزيد في المقابل من سخونة وحدّة الإصطفافات التي بدأت تنبت على طول المشهد الداخلي، استعداداً لمعركة تصفية الحسابات في الاستحقاق الانتخابي في ايار المقبل.

المحطة الاولى

ولعلّ أولى محطات السجال منتظرة، في الجلسة التشريعية التي سيعقدها المجلس النيابي الاثنين والثلاثاء المقبلين في 21 و22 شباط الجاري. وإذا كانت هذه الجلسة قد صنّفتها مصادر مجلسية لـ«الجمهورية» بأنّها من الجلسات المهمّة، لتضمّنها مجموعة من مشاريع القوانين التي تُعتبر من أهم ما طُرح في المنحى الإصلاحي، وفي مقدّمها مشروع قانون المنافسة، وكذلك المشروع المتعلق باستقلالية السلطة القضائية، الّا أنّ هذه الأهمية، كما تقول المصادر «قد تتضاءل او يصيبها تشويش، إن عمدت بعض الكتل النيابية الى محاولة حرف النقاش في الجلسة وأخذه في اتجاهات اخرى، عبر إعادة طرح الموضوع الانتخابي ومحاولة إدخال تعديلات على القانون النافذ حالياً. فهذا الأمر إن حصل، معناه الدخول في نقاشات وسجالات عقيمة، رغم انّ الأكثرية الساحقة من النواب سلّمت بالقانون الحالي، ولا ترى مجالاً لإعادة النقاش فيه، وخصوصاً انّ مجرّد طرح اقتراح تعديلي له، قد يجرّ الى طروحات لا تنتهي. ولا نعتقد في هذا المجال ان يسمح رئيس المجلس النيابي نبيه بري بجعل الجلسة حلبة للنقاش الانتخابي من جديد».

على انّ ما يجعل تلك المصادر تعتقد بوجود محاولة لإثارة الملف الانتخابي من جديد، هو امران، الأول، هي الوقائع التي برزت في الايام الأخيرة، والتي اكّدت وجود توجّه لدى بعض الكتل لطرح اقتراح نيابي معجّل مكرّر لإعادة إحياء الدائرة السادسة عشرة المتعلقة بالمغتربين، والتي تحصر انتخابهم بالنوّاب الستة الممثلين للقارات، ويؤيّد ذلك بقوة «تكتل لبنان القوي»، وهو أمر خلافي حاد من غالبية الكتل النيابية الاخرى. وإعادة طرحه سيخلق سجالات قاسية، مع أطراف لا تعتبره مسهّلاً لإجراء الانتخابات، بل هو عامل لتعطيل هذه الانتخابات. واما الامر الثاني، فهو ما أثاره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ايام قليلة، لناحية دعوته الى العمل بـ»الميغاسنتر». ويُشار هنا، الى انّ عون ألحّ عليها، باعتبارها تمكّن المواطنين من ممارسة حقهم الانتخابي من دون ان يضطروا إلى الانتقال إلى بلداتهم البعيدة عن اماكن سكنهم، في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة، ما يؤثر على نِسب المشاركة في الانتخابات.

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ في الوقت الذي تعاطى فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ادبياً مع طلب رئيس الجمهورية، وطلب بدوره من وزير الداخلية دراسة إمكانية استحداث «الميغاسنتر»، الّا انّ مصادر معنية بهذا الامر اكّدت صعوبة هذا الامر لأسباب تقنية ولوجستية، يستحيل توفيرها خلال فترة الأشهر الثلاثة الفاصلة عن موعد الانتخابات في 15 ايار، وخصوصاً انّ «الميغاسنتر» ينبغي ان تكون مقرونة بالبطاقة الممغنطة. علماً انّ الهيئة العامة للمجلس النيابي في جلستها التي عقدتها في تشرين الماضي، قد علّقت العمل بالبطاقة الممغنطة و»الميغاسنتر» في الدورة الانتخابية المقبلة.

وعلى ما تقول مصادر نيابية لـ«الجمهورية»، «انّ لا خلاف على الإطلاق على اهمية «الميغاسنتر» لناحية تخفيف العبء على الناخبين، وزيادتها نِسب المشاركة في الانتخابات، الّا انّ إعادة طرح العمل بها، في الوقت الحاضر لا في زمانه ولا في مكانه، حيث انّه جاء في الوقت الضيّق، بما يعدم إمكانية السير فيه، حيث كان يمكن لهذا الامر ان يكون ممكناً لو انّه طُرح قبل اشهر، وخصوصاً انّه كان هناك متسع من الوقت (اربع سنوات) بعد دورة الانتخابات الاولى التي جرت على أساس القانون الحالي في العام 2018».

وفي سياق انتخابي متصل، وقّع رئيس الجمهورية مراسيم فتح الاعتمادات لتغطية نفقات إجراء الانتخابات، وجدّد التأكيد على انّ الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في 15 ايار المقبل، داعياً الى عدم الأخذ بما يُشاع عن وجود توجّه لتأجيلها.

سجال الموازنة

وليس بعيداً عن المجلس النيابي، فمع وصول مشروع قانون الموازنة للسنة الحالية الى مجلس النواب، باتت الأنظار مشدودة الى لجنة المال والموازنة التي يفترض ان تنطلق قريباً في رحلة درس طويلة للمشروع، التي قد تشتغرق شهراً على أقل تقدير.

وعلى ما تؤشر الوقائع المحيطة بهذا المشروع والطريقة التي أُحيل فيها الى المجلس النيابي، والتي وصفتها بعض الكتل النيابية، بأنّها كانت فوضوية وخلافاً للاصول، فإنّ هذا الامر، إضافة الى ما تضمنه مشروع الموازنة من رسوم وأعباء، لن يكون عبوره سلساً في المجلس النيابي، وخصوصاً انّ كافة الكتل النيابية أعلنت معارضتها مشروعاً يزيد الأعباء على المواطنين، ما يعني انّ الرسوم المدرجة في متن المشروع ستكون عرضة للتعديل او النسف، وهو ما قد لا يخدم ما تتوخاه الحكومة من هذا المشروع. فضلاً عن انّه بالطريقة التي أُحيل فيها، والكلام بحسب ما تؤكّد مصادر مجلسية لـ«الجمهورية»، قد يكون معرّضاً لشتى الاحتمالات، إذا ما بادر أي من النواب الى طرح دستورية وقانونية الإحالة، وطلب الجواب مباشرة من الحكومة على أسئلة: كيف صُدّق مشروع الموازنة في مجلس الوزراء؟ هل تمّ ذلك وفق الأصول؟ وهل تمّ التصويت عليه أساساً؟ وهل تمّ ذلك بالثلثين كما يوجب الدستور؟ وهذه الأسئلة مشروعة في رأي المصادر، وخصوصاً انّ عدداً من الوزراء اعلنوا صراحة انّهم فوجئوا بإعلان رئيس الحكومة بأنّ الموازنة قد أُقرّت في مجلس الوزراء، ونفوا علمهم بأنّ الموازنة قد صُوّت عليها وفق الاصول، فضلاً عن انّها لم تُوزّع على الوزراء لمناقشتها بنداً بنداً.

الاتحاد البرلماني يدعم

من جهة ثانية، حضر لبنان في البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد في القاهرة خلال اليومين الماضيين، حيث تضمّن تقرير اللجنة السياسية جملة من التوصيات، من بينها توصية قاربت الموضوع اللبناني وجاء فيها: «يعلن الاتحاد البرلماني العربي التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق في ظلّ الأزمة المالية والاقتصادية التي يعاني منها حالياً من أجل إستعادة عافيته وإستقراره، وإعادة الحياة الطبيعية لمؤسساته بغية صون سيادته ووحدة اراضيه».

بري يتحفظ

واللافت في ما خصّ سائر التوصيات التي تضمنها التقرير، انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري قد اعلن «تحفّظ لبنان على ما تضمنه التقرير»، وقال: «اعتقد أننا نلتقي في هذا المؤتمر تحت عنوان «التضامن العربي»، أين التضامن في هذا التقرير؟ أين السوق العربية المشتركة؟ هذه السوق أنشأها العرب قبل السوق الاوروبية المشتركة، وأين اوروبا اليوم وأين العرب الآن؟ وأين التضامن في موضوع مواجهة الارهاب، وفي هذا العنوان أو هذا التحدّي المطلوب ان يكون هناك تضامن عربي لمواجهة الإرهاب؟». واقترح بري أن يكون هناك تنسيق عربي في هذا المجال، تكون القاهرة مقراً لتنسيق هذا التعاون.

وطالب الرئيس بري «بضرورة تبنّي مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دولة الكويت».

كما طالب الجامعة العربية «بضرورة عودة سوريا الى الجامعة من دون تردّد، وناشد الفلسطينيين وجوب أن يبادروا الى إنجاز المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية برعاية مصرية. وأخيراً لا آخراً، وقف التقاتل في اليمن وانطلاق الحوار بين كل مكوناته».

ميقاتي في ميونيخ

على صعيد آخر، شارك الرئيس ميقاتي في افتتاح أعمال الدورة الثامنة والخمسين لمؤتمر «ميونيخ للأمن»، بعد ظهر امس، في فندق «بايريشرهوف» في مدينة ميونيخ - جنوب ألمانيا، بمشاركة دولية وعربية واسعة.

وعلى هامش المؤتمر، اجتمع ميقاتي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وبحث معه في الأوضاع اللبنانية وعمل قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان. كما اجتمع مع نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ومع وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية توبياس ليندر، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيسة جمهورية كوسوفو فيوزا عثماني. ووفق بيان مشترك، «تمّ الاتفاق خلال اللقاء على تطوير العلاقات بين البلدين، بما يخدم تطلعات الشعبين للتعاون معاً».

الطائرات المسيرةالطائرة المسيرة حسان

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة