طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

يوم الأرض.. موعدٌ مع التحرير
30/03/2022

يوم الأرض.. موعدٌ مع التحرير

زهراء جوني

لم يكد قطاع غزة يسجل حالة فريدة من خلال مسيرات العودة التي أقامها منذ سنوات على حدود القطاع، حتى أثبت منذ عام مضى أنّ الجغرافيا لا تفصل بين القدس وغزة، وأنّ الأرض واحدة والشعب يدافع عن الكل، من خلال معركة سيف القدس.

تأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام على وقع متغيرات جديدة في المعادلات والحسابات ومستوى الردع.
بعد معركة سيف القدس، استطاعت المقاومة أن تحفر نصراً عميقاً في أرض فلسطين، وكانت الأرض عطشى لصواريخها، فاستقبلتها على بعد كيلومترات من قطاع غزة لتصل لأول مرة إلى مدينة "عيمك يزرعيل" جنوب شرق حيفا وقرب سهل مرج بن عامر وعكا ونهاريا و"تل أبيب"، والجليل والناصرة وأم الفحم ويافا وبت يام.

تتزامن ذكرى يوم الأرض مع محاولات الاحتلال سلب المزيد من الهوية الفلسطينية عبر التهويد والاستيطان، وطمس معالم التاريخ في القدس والأقصى وحي الشيخ جراح والنقب والضفة الغربية، وأينما استطاع، كردّ فعل على سقوط ما يسمى بصفقة القرن. وتأتي الذكرى عبر التضييق على فلسطينيي 48، بعد أن فوجئ الاحتلال بحجم المقاومة في قلوبهم وسواعدهم وأفكارهم، يوم هبّ كل فلسطيني حقيقي بوجه الاحتلال في شهر أيار الماضي. وتأتي أيضاً على وقع اتفاقات العار ومعسكر التطبيع الذي سند ظهره إلى العدو الإسرائيلي، فوقع عند أول معركة حقيقية قامت بها المقاومة وهزمت فيها الاحتلال.

لم تعد فلسطين عصيّة على الاحتلال. المعركة الأخيرة في فلسطين وبعدها الكثير من العمليات الفلسطينية الفردية جعلت الاحتلال في حالة تأهب دائم، حتى سجلت عملية "مزدوجة" في بئر السبع-النقب، معادلة جديدة هي الأقسى على العدو بعد عملية التحرر من سجن جلبوع. وبعدها، وقعت سلسلة من العمليات الفردية النوعية آخرها عملية "بني براك" التي أوقعت 5 قتلى من المستوطنين و6 جرحى بعد أن تمكن منفذ العملية من اختراق إجراءات العدو والدخول إلى المناطق المحتلة عام 1948. لقد سقطت فعلياً المنظومة الأمنية للعدو بخاصة الشاباك، وأعادت الاحتلال مجدداً إلى تأثيرات معركة "سيف القدس"، وعاد مصطلح "الكيان المؤقت" الى التداول مجددًا بعدما ترسّخت فكرة أن أرض فلسطين المحتلة غير آمنة للمستوطنين، وبات هؤلاء يخضعون للتهديدات الأمنية من قبل المقاومة الفلسطينية وأبناء الضفة والعمليات الفردية النوعيّة المؤثرة.

في الثلاثين من آذار هذا العام، يخرج الفلسطينيون أقوى، وأكثر ثقة بالنصر والمقاومة، يحملون على أكتافهم علم فلسطين ويرصدون انتفاضة جديدة ستشتعل قريباً على الأرض المحتلة، وستكون غزة عينَ فلسطين وقلبَ الشباب النابض في القدس والضفة.

سيف القدس

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف