الخليج والعالم
هل يتكرر سيناريو فيتنام في أوكرانيا؟
يتواصل الدعم العسكري الأميركي لآلة الحرب الأوكرانية ويزداد يومًا بعد يوم، فيما أصبح لافتًا تعالي الأصوات داخل المجتمع الأميركي المطالبة بإعادة التفكير بجدوى هذه الحرب، والضرر الذي سيلحق بالداعمين لها وأبرزهم أميركا. ولم تكتفِ الأصوات المعارضة عند هذا الحد، بل هناك من نبّه إلى تكرار سيناريو حرب فيتنام، وهو دوغلاس ماكغريغور، أحد كبار المفكرين العسكريين الأميركيين، معتبرًا أنّ دعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن غير المشروط للحكومة الأوكرانية وصل إلى مرحلة مفصلية لا تختلف عن العام 1965 خلال حقبة الرئيس ليندون جونسون.
وكتب Douglas Macgregor (دوغلاس ماكغريغور) مقالة نُشِرت بمجلة The American Conservative قال فيها إنّ "وزير الخارجية الأميركي Antony Blinken (أنتوني بلينكن) وكبير موظفي البيت الأبيض Ron Klain (رون كلاين) وغيرهم من "حزب الحرب" يستمرّون في إطلاق الوعود بتقديم دعم بلا نهاية لأوكرانيا بغض النظر عن ثمن ذلك".
وأضاف الكاتب، الذي يُعدّ من كبار المفكرين العسكريين الأميركيين، أنّ هذه الشخصيات وكما بعض المسؤولين الأميركيين خلال حقبة الستينات مستعدّة لتبنّي نهج قائم على الأمنيات بدلًا من الواقعية.
وأردف ماكغريغور بأنّ ما يحصل اليوم يشبه إلى حدٍ كبير ما حصل قبل خمسين عامًا عندما فشلت حرب أميركا بالوكالة في فيتنام. وتابع بأنّ المشككين بالحرب في فيتنام داخل إدارة جونسون وقتها اختفوا عن الأنظار.
وأضاف الكاتب أنّ دعم إدارة بايدن غير المشروط للحكومة الأوكرانية وصل إلى مرحلة مفصليّة لا تختلف عن عام 1965 خلال حقبة جونسون. كذلك لفت إلى أنّه وكما قرر جونسون فجأة في عام 1964 أنّ السلم والأمن في جنوب شرق آسيا هي مصلحة استراتيجية حيوية أميركية، فإنّ إدارة بايدن تتبنى نهجًا مماثلًا اليوم في أوكرانيا. وأضاف بأنّ أوكرانيا تخسر الحرب مع روسيا كما حصل مع فيتنام الجنوبية في حقبة الستينات.
وذكر ماكغريغور أنّ "الحرب في أوكرانيا هي توسيع لنطاق المأساة الإنسانية الناتجة عن توسع حلف الناتو نحو الشرق. وشدّد على ضرورة أن تحثّ واشنطن الأوكرانيين على وقف القتال بعد ما كانت حثّتهم على بدء القتال.
كذلك تحدث الكاتب عن انقسامات داخل حكومات "الناتو" حيال الحرب في أوكرانيا، وقال إنّ "جميع دول "الناتو" باستثناء بولندا وربما رومانيا ليست في عجلة من أجل إرسال قواتها لخوض حرب استنزاف مع روسيا في أوكرانيا". وشدد على أنّ العواصم الثلاث: لندن، وباريس، وبرلين لا تريد المخاطرة في حرب نووية مع موسكو، وعلى أنّ الشعب الأميركي في غالبيته لا يدعم الذهاب إلى الحرب مع روسيا.
وختم ماكغريغور بأنّ الأميركيين والأوروبيين يدركون الآن أن رفض واشنطن الاعتراف بمصالح روسيا الأمنية المشروعة في أوكرانيا وإجراء المفاوضات من أجل وقف الحرب هما الطريق المُفضي إلى نزاع طويل الأمد ومزيد من المعاناة الإنسانية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
02/12/2024