ramadan2024

آراء وتحليلات

"في قبضة الامن".. نصر إضافي على تحالف العدوان
11/01/2023

"في قبضة الامن".. نصر إضافي على تحالف العدوان

علي الدرواني

"في قبضة الامن".. ليس مجرد عنوان فيلم يوثق نجاح الأجهزة الأمنية في التصدي لجهود ومحطات العدوان الخبيثة لإقلاق الأمن والسكينة، بل هو عنوان مرحلة من الجهاد والنضال والكفاح، في شتى المجالات، عسكريا واقتصاديا واعلاميا وسياسيا وامنيا، واخلاقيا. هو عنوان للانتصار في حرب الاستخبارات والأمن والاستقطاب والتجنيد لصالح قوى العدوان طوال ثمانية اعوام، سخرت الرياض خلالها امكانياتها المالية والاعلامية، ولم تدخر جهدا، فالملايين التي وصلت لصغار المرتزقة ما هي الا أذن جمل المبالغ التي استولت عليها هوامير الفساد والارتزاق في فنادق الرياض وحولتها استثمارات وعقارات في القاهرة واسطنبول ودبي وغيرها.

تظافرت الأجهزة الأمنية المختلفة والمنضوية ضمن رباعية العدوان من امريكا وبريطانيا وادواتهم الاماراتية والسعودية، وحاولت مجتمعة ومنفردة اختراق الجبهة الداخلية محققة نجاحات مؤقتة وقصيرة المدى، لتتوالى الإنجازات الأمنية في فضحها وكشفها وتوقيف ابرز عناصرها وتقديمهم للعدالة.

جاء فيلم القبضة الأمنية الذي عرض مؤخرا ليضيف تأكيدات على عدة دروس وعبر وفوائد، تمثلت في التالي:

اولا: العمالة اليمنية في المملكة تمثل بيئة خصبة للتجنيد والاستقطاب، لا سيما من يعانون من البطالة، حيث يتم استغلال حاجتهم وفاقتهم وبحثهم عن لقمة العيش، في بلاد الغربة، وتجنيدهم للعمل ضد وطنهم وشعبهم وباثمان بخسة، نتيجة ضعف النفوس وقلة الشعور بالوطنية وربما انعدام الاحساس بالانتماء لهذا الشعب العزيز.

ثانيا: توظيف العدوان لحالة التعدد المناطقي والفكري والمذهبي والسياسي والاسري، وهي العناوين التي عملت على زرعها وترسيخها طول عقود عبر مجاميع وعناصر التكفير والتمزيق والعنصرية، وانشات لذلك المراكز والصحف، وطبعت الكتيبات المجانية، ووزعتها لتوسيع الشروخ في المجتمع، وبدأت تستخدمها لتهوين سفك الدماء، وإزالة أي حرمات للنفس المسلمة، فجاء الاستخفاف من قبل المجرم محمد الحنش لقتل المظلوم المغدور (أويس) في محافظة ذمار، فقط لان القاتل المجرم دخل مكتبته ووجدها زاخرة بكتب تحرض على العزة والكرامة وتبعث على الشعور بالخطر الامريكي والإسرائيلي وتحث على الوحدة ونبذ التفرق، وترك التمذهب البغيض، وعلى رأسها ملازم ومحاضرات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، وكان ذلك ذريعة واهية لرصد المغدور وتتبعه، وصب رصاص الحقد على صدره، وتركه مضرجا بدمه في احدى الليالي الحالكة كسواد قلوب هؤلاء المرتزقة التكفيريين.

ثالثا: ضعاف النفوس لا عهد لهم ولا ذمة، ومن يقبض المال للاعتداء على بلده وخيانة أهله، سيكون مستعدا لبيع رفاقه، وسرقة مخصصات عناصره، وهو ما حدث للمدعو رقبان، واعترافه بخصومات مالية تصل الى نصف وثلث وثلاثة أرباع المحولة لبعض المرتزقة ووضعها في جيبه، ما هو الا مثال صغير، لحلقة واحدة ضمن سلسلة من اللصوص الكبار، وهوامير الارتزاق. واذا كان عنصر بحجم المدعو محمد رقبان قد أخذ لحسابه الخاص آلاف الدولارات، فكيف بكبار المرتزقة، والملايين التي خصصتها الرياض لشراء الولاءات، وتمويل خلايا التخريب، والاغتيالات والفتن؟

بالتأكيد فإن الرياض ومسؤولي اللجان الخاصة وممسكي ملفات المرتزقة بعد هذه الاعترافات، سيستدعون اللصوص الكبار ويسلبونهم كل ما جمعوه من أرصدة وأموال ويسائلونهم عن تلك الملايين ومصيرها.

رابعا: مصير وعاقبة المغرر بهم، والمخدوعين، لن تكون الا وراء القضبان، كما رأينا بعض تلك العناصر في هذا الفيلم، لا يملكون الا الاعتراف بجريرتهم، والاقرار بغوايتهم، لا أموال ولا ملايين، ولا سيارات ولا عقارات، وليست وعود العدوان لهم، الا مجرد طعم لتوريطهم، لتنفيذ مخططاتهم، ثم تركهم يواجهون مصيرهم، فمنهم من قتل ومنهم من اعتقل، ومن فر فمصيره الى اخذ العدالة مجراها لن يطول، ولن يهنأ لهم عيش ولن يستقر لهم بال.

وهذا ليس مصير صغار المرتزقة، بل هو مصير كبارهم ايضا، وكلهم احقر واصغر من يمشي على الارض، فما وصل له الخائن عبد ربه، وما ينتظر مجلس الثمانية، وعصابات الخونة، فهو الكثير من الخزي والندامة، ويوم القيامة هم من المقبوحين.

خامسا: اليقظة الأمنية لرجال الأمن وأجهزة الأمن المختلفة والمبادرة وسرعة التحرك، وتبادل المعلومات والتنسيق العالي مع جهاز الأمن والمخابرات، كانت كفيلة بالتوكل على الله والعمل الجاد والمخلص، واستشعار المسؤولية، كلها عوامل ساهمت في تحقيق الانجاز، واحباط المخططات الخبيثة، وكشف العناصر العميلة، والوصول الى رأس هذه الخلايا والعمل على منع أي تحركات اخرى، واعاقة التفكير بتكرارها، لمن تسول له نفسه المساس بامن الوطن خدمة لمشاريع الغزو والاحتلال والتفتيت.

تأتي هذه التفاصيل مع نهاية ثامن أعوام العدوان، لتزيد بريق النصر اليمني المستحق، وقد سجل الشعب اليمني أروع الانتصارات وأبهى الانجازات، وهو يستعد اليوم لحصد المكاسب، وجني محصول الصمود، وما ذلك على الله بعزيز.

السعوديةالإمارات العربية المتحدةالجيش اليمنياللجان الشعبية في اليمنصعدةصنعاء

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
إدانة حقوقية لترؤس السعودية لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة
إدانة حقوقية لترؤس السعودية لجنة حقوق المرأة في الأمم المتحدة
في عاشر أعوام الصمود.. السيد القائد الحوثي يضع شروطًا خمسة للسلام مع السعودية
في عاشر أعوام الصمود.. السيد القائد الحوثي يضع شروطًا خمسة للسلام مع السعودية
مواقف عربية مرحّبة بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة
مواقف عربية مرحّبة بقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار في غزة
بعد الصفعة السعودية.. أيام "بن مبارك" معدودة
بعد الصفعة السعودية.. أيام "بن مبارك" معدودة
جولة بلينكن الجديدة ومحاولة النزول الأميركي عن الشجرة
جولة بلينكن الجديدة ومحاولة النزول الأميركي عن الشجرة
حزب الله: وفيق صفا التقى مسؤولين في الامارات معنيين بملف المعتقلين اللبنانيين.. والأمل بالتوصل إلى الخاتمة المطلوبة
حزب الله: وفيق صفا التقى مسؤولين في الامارات معنيين بملف المعتقلين اللبنانيين.. والأمل بالتوصل إلى الخاتمة المطلوبة
زيارة سريّة لوفد عسكري إماراتي إلى الأراضي المحتلة
زيارة سريّة لوفد عسكري إماراتي إلى الأراضي المحتلة
وثائق ديبلوماسية تكشف مواقف الدول قبل 7 أكتوبر وبعده: لا أحد يريد الضغط على "إسرائيل"
وثائق ديبلوماسية تكشف مواقف الدول قبل 7 أكتوبر وبعده: لا أحد يريد الضغط على "إسرائيل"
غزّة سؤال المستقبل المصري
غزّة سؤال المستقبل المصري
وزير الدفاع اليمني: نفرض بقوة قواعد اشتباك جديدة سيدفع ثمنها الأميركي والبريطاني
وزير الدفاع اليمني: نفرض بقوة قواعد اشتباك جديدة سيدفع ثمنها الأميركي والبريطاني
الإسناد اليمني لغزة في مراكز الأبحاث والصحافة الغربية
الإسناد اليمني لغزة في مراكز الأبحاث والصحافة الغربية
القوات المسلّحة اليمنية تستهدف سفينة ومدمرات أميركية في البحر الأحمر وخليج عدن
القوات المسلّحة اليمنية تستهدف سفينة ومدمرات أميركية في البحر الأحمر وخليج عدن
على خطى أميركا بريطانيا توسّط الصين لوقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر 
على خطى أميركا بريطانيا توسّط الصين لوقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر 
نساء صنعاء يسيّرن قافلة "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس" نصرةً لغزة
نساء صنعاء يسيّرن قافلة "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس" نصرةً لغزة
باليستيّات اليمن ومسيّراته.. هل غيّرت قواعد الحروب التقليدية؟
باليستيّات اليمن ومسيّراته.. هل غيّرت قواعد الحروب التقليدية؟
ماذا وراء تردد السعودية في الانضمام للتحالف البحري الأمريكي؟ وما الذي ينتظرها في غزة؟
ماذا وراء تردد السعودية في الانضمام للتحالف البحري الأمريكي؟ وما الذي ينتظرها في غزة؟
بتوقيت صنعاء.. أمريكا تتأخر والعالم يضبط ساعته
بتوقيت صنعاء.. أمريكا تتأخر والعالم يضبط ساعته
صنعاء ترفع منسوب الضغط .. حصار ميناء "إيلات" دخل حيز التنفيذ!
صنعاء ترفع منسوب الضغط .. حصار ميناء "إيلات" دخل حيز التنفيذ!
اليمن يحذر واشنطن.. التصعيد ضدنا إعلان حرب
اليمن يحذر واشنطن.. التصعيد ضدنا إعلان حرب
اليمنيون في جُمعتهم الثابتة: ضرباتنا متصاعدة
اليمنيون في جُمعتهم الثابتة: ضرباتنا متصاعدة
تحت شعار مع غزة "مستمرون حتى النصر".. ثماني مسيرات حاشدة بصعدة 
تحت شعار مع غزة "مستمرون حتى النصر".. ثماني مسيرات حاشدة بصعدة 
عدوان أميركي بريطاني جديد على اليمن.. غارات تستهدف الحُديدة وصعدة
عدوان أميركي بريطاني جديد على اليمن.. غارات تستهدف الحُديدة وصعدة
تحت شعار "اليمن وفلسطين خندق واحد".. مظاهرات حاشدة في صعدة
تحت شعار "اليمن وفلسطين خندق واحد".. مظاهرات حاشدة في صعدة
ما هي خيارات واشنطن في اليمن والمحاذير التي تخشاها؟
ما هي خيارات واشنطن في اليمن والمحاذير التي تخشاها؟
عدوان أميركي - بريطاني يستهدف صنعاء والحديدة.. واليمن يتوعّدُ بالرد
عدوان أميركي - بريطاني يستهدف صنعاء والحديدة.. واليمن يتوعّدُ بالرد
صنعاء: ننفي مزاعم تعرضنا للكابلات البحرية الدولية
صنعاء: ننفي مزاعم تعرضنا للكابلات البحرية الدولية
"ساحاتنا جهاد.. ثابتون مع غزة حتى النصر".. الشعب اليمني يجدد نصرة غزة
"ساحاتنا جهاد.. ثابتون مع غزة حتى النصر".. الشعب اليمني يجدد نصرة غزة
صحيفة روسية: صنعاء أعادت توحيد الشرق الأوسط ضدّ الغرب
صحيفة روسية: صنعاء أعادت توحيد الشرق الأوسط ضدّ الغرب