طوفان الأقصى

الخليج والعالم

"ناسيونال أنترست":الغرب اتجه نحو تحول كبير في نظام القيم
22/03/2023

"ناسيونال أنترست":الغرب اتجه نحو تحول كبير في نظام القيم

كتب المسؤول السابق بوزارة الخارجية الدنماركية جورجن أورستروم مولر مقالة نشرت على موقع "ناسيونال أنترست" تحدث فيها عن صراع بين نظامين متنافسين للقيم.

وقال الكاتب "إن توصيف "الديمقراطية في مواجهة السلطوية" الذي عادة ما يستخدم عند الحديث عن هذا الصراع هو في غير محله وسطحي"، مضيفًا أن "الموضوع يرتبط أكثر في التخلي عن قيم الأسرة التي عرفها العالم لآلاف السنوات، أو الاحتفاظ بها"، معتبرًا أن "التوصيف الأكثر دقة ربما هو القبول أو عدم القبول بالمدرسة الليبرالية المتشددة، أو ما يعرف بـ" wokeism" في الثقافة الوطنية".

ورأى الكاتب أن "الغرب اتجه نحو تحول كبير في نظام القيم خلال العقود القليلة الماضية، وأن القيم الثابتة التي تتجذر بشكل أساس بالديانة المسيحية تتغير من أجل تبني نظام قيم مختلف"، مضيفًا أن "مناصرة "المثليين" خير دليل على ذلك، إذ إنها تأتي بنظام أسروي لم يسمع عنه على مدار التاريخ".

وفي الوقت ذاته، نبّه الكاتب بقية العالم الذي لا يتبع النهج نفسه، إذ إن أغلب الدول خارج المعسكر الغربي تتمسك بالقيم القديمة، مشيرًا الى أن ذلك يثير بشكل متزايد التوتر بين الغرب وبقية العالم، موضحًا أن المشكلة لا تكمن في وجود نظامين اثنين للقيم، وإنما في كون الغرب يعتبر أن نظام القيم "الجديد" يجب أن تتبناه بقية الدول.

وتابع الكاتب أن "الدول من خارج المعسكر الغربي ترفض المقاربة الغربية هذه، إذ إنها وبينما تعترف بحق الغرب في تحديد قيمه في الداخل، إلا أنها لا تقبل أن تتعرض لما يوصف أحيانًا بأنه "إمبريالية ثقافية" وتلقي دروسًا عن كيفية تبني قيم معينة".

ولفت الكاتب إلى أن هناك رفضًا قويًا للقيم الجديدة داخل المجتمعات الغربية نفسها، مضيفًا أن التأييد الذي يحظى به دونالد ترامب (الرئيس الأميركي السابق) وغيره من السياسيين في الحزب الجمهوري ربما يعود جزئيًا إلى رفض ثقافة "woke".

وفي السياق، أشار الكاتب إلى تأكيد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني على أهمية قيم الأسرة ورفضها للوبي "المثليين".

عقب ذلك، قال الكاتب "إن الحرب في أوكرانيا يجب أن لا تشكل مفاجأة، وإنها ليست حربًا بالمعنى التقليدي أو حربًا من أجل توفير الأمن للدول أو غيره، بل إنها تأتي نتيجة صراع أنظمة القيم".

وأوضح أنّ "روسيا وبينما يقع جزءًا كبيرًا منها ضمن الأراضي الأوروبية، الا أنها تنتمي إلى المعسكر الآخر على صعيد القيم"، لافتًا الى أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ترفض بشدة القيم الغربية.

وبالنسبة لأوكرانيا، رأى الكاتب أن "نسبة كبيرة من الشعب هناك يتبنى القيم الغربية، وأن جزءًا كبيرًا من هذا البلد تعود جذوره إلى الدول والامبراطوريات الأوروبية".

وحذّر الكاتب من أن النزاع هذا على أساس القيم سيبقى مستمرًا لفترة طويلة، وأنه قد يؤدي إلى تقسيم الدول وإثارة نزاع دولي بين الشعوب بدلاً من الدول، منبهًا من أن هناك سابقة في هذا السياق، وهي حرب الثلاثة عقود التي شهدتها أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت بين عامي ١٦١٨ و١٦٤٨.

كذلك أشار الكاتب إلى أن الدولة القومية ولدت من هذه الحرب، وبالتالي حرب قيم جديدة قد تقضي على نظرية الدولة القومية، سائلًا عن كيفية استمرار الدولة القومية في ظل الانقسامات العميقة بين الشعب حيال القيم الأساسية؟.

وفي الختام، حذًر الكاتب من أن الوضع لا يثير التفاؤل، إذ إن النزاع على أساس القيم عادة ما ترفض الأطراف المتنازعة تقديم أي تنازلات فيه، مضيفًا أن "المساومة تصبح مستحيلة بينما يزداد التعصب والإيمان بأن الطرف المقابل هو "الخطأ"".

ايطاليااوكرانيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة