طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

من أطلق النار على الجيش اللبناني؟
04/07/2023

من أطلق النار على الجيش اللبناني؟

يوسف مراد

بينما لا تزال أصداء ما جرى في القرنة السوداء والتي تحولت بفعل قرار جريء من الجيش اللبناني إلى منطقة عسكرية منعاً للاشكالات المتكررة تتردد، توقف مراقبون عند نقطة لم يسأل عنها أحد خلال كل السجالات التي دارت في البلد في الأيام الماضية، والسؤال هو عن نقطة تشكّل القطبة المخفية في كل ما جرى، وهي من أطلق النار على الجيش اللبناني؟

للجواب عن السؤال لا بد أولًا من إعادة فتح ملف الاعتداءات المقصودة على الجيش وعناصره، وعلى امتداد خارطة الوطن، فنجد أن هناك جهتين نفذتا عمليات مباشرة وهجمات واغتيالات لعناصر وضباط الجيش اللبناني.

وهنا يبرز اسم ميليشيا "القوات اللبنانية"، والإرهابيين التكفيريين حاملي أكثر من هوية حزبية محلية واقليمية، والمفارقة أن كلا الجهتين تعمل في نفس المنطقة الجغرافية ومع نفس المشغل الاقليمي، مع فارق أن الأولى لا تزال موجودة فيما الثانية قد قضى عليها الجيش خلال العملية العسكرية الشهيرة وفرار من تبقى منهم، وكانت معركة نهر البارد خاتمة حكايتهم.

نعود للسؤال: من أطلق النار على الجيش؟ ولماذا الآن؟

"صناع الفتن" لم يتوقفوا يومًا عن ذرّ الرماد في العيون، من تفجير سيدة النجاة إلى اغتيال طوني فرنجية وعائلته إلى مجزرة الصفرا، إلى، إلى، والقائمة لا تنتهي بمجزرة مار مخايل والتي روى شاهد عيان من أهلها كيف انتشر قناصة تلك الميليشيا قبل يوم واحد وأعدوا الكمائن للإيقاع بالمتظاهرين، وهو ملف لا يزال قيد التحقيق رغم الانتقادات الواسعة لمساره لكن أهالي الضحايا ما زالوا ينتظرون البت فيه.

وبما أن رواية "علقت خناقة عالميّ" لم تفلح في شد الأنظار والعصب اليها، وبما أن بشرّي ليست خارج الأراضي اللبنانية وهي التي تحتضن الواعين بين أهلها، وبما أن سرديّة الطبيب الذي استقبل جثة أول قتيل من آل طوق باتت معروفة بالصوت والشروحات، وهو كشف بعد المسح الضوئي والفحص من قبل أطباء شرعيين، وبينهم طبيب مختص من الجيش اللبناني أن القتل لم يكن قنصًا بل أشبه بالإعدام المباشر من منطقة قريبة، والمعلومات التي أفادت لاحقًا عن مواجهة حصلت بين عناصر الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة بتجهيز عالٍ ومزودة بسيارات رباعية الدفع كانت في المنطقة، بات من الواضح أن هناك قُطَبًا وليس قطبة مخفية واحدة في هذا الملف وهي التي تمنع الإجابة عن السؤال: من أطلق النار على الجيش اللبناني؟

رافق عدم وجود إجابة عن السؤال أعلاه، صمت أهل القبور لدى مرجعيات دينية ومدنية وميليشياوية بعد انتشار الرواية التي دحضت كل نظريات القنص والاعتداء من أهالي الضنية على القتيلين من آل طوق، وهي مرجعيات كانت قد رفعت عقيرتها سابقًا قبل انكشاف المستور.

فهل انفضح أمر ما كان يدبر بليل تحت مواقع الجيش اللبناني في القرنة السوداء؟ وهل كان لأصحاب السوابق في العمالة للعدو الصهيوني محاولة ما لجر البلد إلى فتنة أكبر من كل ما انكشف حتى اليوم؟

أسئلة برسم التحقيقات التي يجب أن تكشف اللثام عن كل الرواية حول ما جرى وأسماء وانتماءات الذين كانوا في السيارات الرباعية الدفع، وبالتالي من كان المخطط والمحرض الذي تسبب بمقتل شباب آل طوق.

"ماذا وإلّا.." سنكون على موعد مع محاولات جديدة، يكون الجيش فيها المستهدف المباشر.. والله وحده يعلم عواقبها.

لبنانالجيش اللبناني

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة