طوفان الأقصى

خاص العهد

اختراق أمني كبير في جبهة "النصرة".. الجولاني يستشعر الخطر
18/07/2023

اختراق أمني كبير في جبهة "النصرة".. الجولاني يستشعر الخطر

دمشق - علي حسن

رغم الهدوء النسبي الذي يسيطر على جبهات القتال مع الجيش السوري في الشمال إلا أن حدثًا من نوع آخر طغى على المشهد الأمني والعسكري في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة وتحديدًا "هيئة تحرير الشام" - جبهة "النصرة" الإرهابية بقيادة ابو محمد الجولاني الذي أعلن فصيله وعبر عدة بيانات متتالية عن اعتقال المئات من عناصره والمنتسبين اليه بتهمة التجسس لصالح عدة جهات استخبارية متعددة، وطالت هذه الاعتقالات قيادات رفيعة المستوى في الحركه على الصعيد العسكري والامني والاعلامي و"الدعوي".

قيادات كبيرة في الهيئة رهن الاعتقال

وحول أبرز القيادات التي تم اعتقالها والجهات المتهمة بالتعامل معها قال المحلل السياسي محمد خالد قداح لموقع "العهد" الإخباري إن الموجة الأولى من الاعتقالات شملت أكثر من 300 عنصر في صفوف الهيئة وطاولت قيادات كبيرة أبرزهم الإداري العام في لواء علي والمسؤول الأمني عن الكتلة الشرقية في المنطقة الوسطى و"أمير" الهيئة في تفتناز سابقًا وأحد مسؤولي المعابر في الهيئة وكذلك مشرف قناة إدلب بوست التابعة للإعلام الرديف للهيئة. إلا أن هذه الحملة الأمنية التي جرت في أواخر حزيران الماضي أدت على ما يبدو إلى اكتشاف رؤوس وقيادات أهم وأخطر بكثير متورطة بالتخابر وقد تم اعتقالها بالموجة الثانية وعلى رأسهم مسؤول الموارد البشرية في الهيئة والمتهم بحسب مصادر معارضة بتسليم الحكومة السورية نسخة عن ذاتية العناصر والمنتسبين للهيئة بما فيهم أسماء العناصر التي تتبع للجماعات المتحالفة مع الهيئة ضمن تحالف الفتح المبين وكذلك المسؤول عن كاميرات المراقبة والانترنت والذي قدم بدوره معلومات كاملة عن حجم القوات المنتشرة على الجبهة مع الجيش السوري بالإضافة إلى مواقع تمركزهم وانتشارهم.

ورأى قداح أن هذه الخروقات وخروقات أخرى تتعلق بالتجسس لصالح المخابرات الأمريكية والروسية ليست إلا رأس جبل الثلج الظاهر، وقد يكون حجم الاختراقات أكبر بكثير مما اكتشف. وبالإضافة إلى الخرق الأمني الهائل والذي قد يشكل خطراً كبيراً على وجود التنظيم الإرهابي واستمراريته فإنه من جهة أخرى وحسب قداح يشكل ضربة قاسية للحالة الدعائية التي بنت عليها الهيئة سياستها والتي كانت تقوم على أنها الفصيل الوحيد من بين كل الفصائل العصية على الخرق والمتحررة من الضغوط الخارجية التي تتحكم بقراره.

واعتبر المحلل السياسي أن الهيئة تحتاج وبأحسن الأحوال إلى وقت طويل لترميم الجسم التنظيمي وتعويض الخسائر وأن هذه مهمة صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة.

الجولاني بين خروقات الخارج واحتجاجات الداخل

من ناحيته اعتبر المحلل السياسي خالد عامر في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن الجولاني يعيش أياما عصيبة جدا مع تزايد احتمالات الحل السياسي الذي لن يكون جزءا منه بكل تأكيد وازدياد النقمة الشعبية على ممارسات تنظيمه في المناطق التي يسيطر عليها والتي تبدو جلية في المظاهرات الليلة التي لا تتوقف ضده والمطالبة بخروج فصيله الإرهابي منها.

واعتبر عامر أن هذا الوضع المزري ربما كان أحد أبرز الأسباب التي دفعت عناصر وقيادات في هذا الفصيل الإرهابي إلى بيع ولائها للأطراف الأخرى في محاولة منها للنجاة من السفينة التي توشك على الغرق.

إلا أن عامر رأى من جهة أخرى أن الجولاني الذي يستشعر الخطر وينظر بارتياب شديد إلى كل المحيطين به ربما يكون قد اختلق عددًا من هذه التهم لبعض القياديين الذين يخشى منافستهم أو انقلابهم في وقت لاحق من باب تجنب الأخطار وتثبيت زعامته على ما تبقى من فصيله الإرهابي أطول فترة ممكنة.

جبهة النصرةأبو محمد الجولاني

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة