طوفان الأقصى

لبنان

السيد نصر الله حذّر من حرب أهليّة وهدد العدو بإعادته للعصر الحجري
15/08/2023

السيد نصر الله حذّر من حرب أهليّة وهدد العدو بإعادته للعصر الحجري

اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت بأبرز مواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله خلال كلمته بذكرى الانتصار الإلهي في حرب تموز 2006، والتي هدد فيها كيان العدو بإعادته إلى العصر الحجري إن فكّر بالاعتداء على لبنان.
كما تناول السيد نصر الله القضايا الداخلية لا سيما حادثة الكحالة، محذرًا من سعي البعض لجرّ البلاد إلى حرب أهليّة، ومنوها بمواقف لآخرين اتسمت بالوعي والمسؤولية إثر هذه الحادثة.
الصحف اهتمت أيضًا بالجلسة التشريعية المرتقبة لمجلس النواب يوم الخميس المقبل، كذلك جلستي الحكومة المزمع عقدهما، إضافة إلى مواضيع متعلقة بالتنقيب عن النفط، إضافة إلى إعلان هيئة التحقيق الخاصة مكافحة تبييض الأموال وإعلان تمويل الارهاب في مصرف لبنان، تجميد الحسابات العائدة بصورة مباشرة او غير مباشرة للحاكم السابق رياض سلامة.

 

"الأخبار": أيّ مغامرة لإسرائيل تساوي وجودها... وسنعيدها إلى العصر الحجري: نصرالله يحذّر من حرب أهلية


تلقّت معادلة الردع الاستراتيجي التي فرضتها المقاومة في لبنان على العدو الإسرائيلي قوة دفع هائلة أمس مع تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بإعادة الإسرائيليين إلى العصر الحجري. أهمية هذا التهديد ليست في عبارته التي جاءت رداً على عبارة مماثلة هدّد بها وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت لبنان، وإنما بمضامينه ورسائله الكثيرة، إذ إن نصرالله كشف ضمناً، عن حجم القدرات الدقيقة التي تمتلكها المقاومة بما يجعلها قادرة على استهداف كل منشآت العدو الاستراتيجية على كامل تراب فلسطين المحتلة، وعلى تجاوز كل منظوماته الاعتراضية. المؤكّد أن الثقة والحزم اللذين أظهرهما نصرالله ستكون لهما تداعياتهما المؤثّرة لدى كل جهات التقدير والقرار في كيان العدو، خصوصاً أن رسائل الأمس تُعدّ من أهم المتغيّرات الكفيلة بقلب طاولة القرار السياسي والأمني، بعدما ارتقت معادلة الردع إلى أن أيّ مغامرة عسكرية في مواجهة حزب الله تساوي وجود الكيان، ما يقوّض مداميكه الاستراتيجية ويقلّص حدود ردعه ويكبح خياراته العدوانية. وفي ما يتعلق بالداخل، حملت مواقف نصرالله تعليقاً على حادثة الكحالة رسائل عدة. وهو، وإن تعامل مع الأمر باستيعاب واحتواء لقطع الطريق على استغلاله من قبل جهات تبيّت للبنان والمقاومة شراً، واضعاً الحادثة في عهدة القضاء، حرص على تعرية هذه الجهات أمام اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين محذّراً من أن ما يدفع إليه البعض هو حرب أهلية ستطاول أضرارها جميع اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين، وستؤدي كما قال الرئيس ميشال عون إلى سقوط الهيكل على الجميع. وشدّد على أن التقسيم الذي يدعو إليه البعض ويخطّط له لن يحصل

حذّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أن «هناك زعامات سياسية ومعها وسائل إعلام تدفع البلد نحو الحرب الأهلية، وتعمل على التحريض في أكثر من ساحة». وسأل: «هل مصلحة المسيحيين، بالدرجة الأولى، الذهاب إلى الحرب الأهلية؟»، مؤكّداً أن «الكل خاسر في الحرب الأهلية حتى القوي، لأنها تستنزف الجميع، وهناك كثير من الدول التي ستعمل على تسعير هذه الحرب من بينها إسرائيل». ولفت إلى أن «هؤلاء هدفهم إقناع الرأي العام اللبناني بأن الحل في لبنان هو التقسيم، لكن هذا لن يحصل لأنه يؤدي إلى خراب البلد»، داعياً «المسيحيين خصوصاً، وهم الذين عاشوا تجربة من هذا النوع، إلى التفكّر في ما إذا كان التقسيم خياراً».
وفي كلمة أمس في الذكرى السنوية الـ 17 للانتصار في حرب تموز، تطرّق نصرالله إلى حادثة الكحالة الأسبوع الماضي، وهي بدأت كـ«حادثة عادية، حيث تتعرّض شاحنات كثيرة لحوادث تؤدي إلى انقلابها»، مشيراً إلى أن الأمور «كانت طبيعية، وبقيت الشاحنة ثلاث ساعات من دون أي مشكلة إلى أن بدأت إحدى القنوات بالتحريض فجاء عدد من الشبان واعتدوا على الشاحنة والفريق المواكب لها». وأضاف: «لولا التحريض الإعلامي الذي قامت به هذه القناة الخبيثة لما حصل ما حصل، وهي تتحمّل بالدرجة الأولى التداعيات المحتملة لما كان سيحصل في البلد وسفك الدماء والتحريض على القتل». وتابع: «منذ البداية عملنا على استيعاب الموضوع ولا نعتبر أن هناك مشكلة مع أهل الكحالة، ومن كانوا في ميدان الحادث معروفون وبعضهم من خارج الكحالة». ولفت نصرالله إلى أنه «صدرت مواقف مسؤولة وخصوصاً في الوسط المسيحي تدعو إلى التهدئة ومنها موقف الرئيس ميشال عون، وهناك قوى سياسية دافعت عن المقاومة، وقوى أخرى غير حليفة تهيّبت الموقف ودعت إلى التهدئة، والشكر لهم جميعاً، والحادثة اليوم في عهدة القضاء». وأكّد أن «الشهيد أحمد قصاص استشهد دفاعاً عن المقاومة وجهوزيتها، والحادثة أكّدت مجدداً أن مؤسسة الجيش هي الضامنة للأمن والسلم والاستقرار، وإنْ كان البعض يريد الجيش كما يريده هو». وأشار نصرالله إلى أن «الحوار مع التيار الوطني الحر جدي وإيجابي ويحتاج إلى بعض الوقت كونه يحتاج إلى التشاور مع بعض القوى السياسية، وهناك قوى سياسية لا تريد أيّ حوار بين اللبنانيين بل تريد تخندقاً واصطفافات وتعبئة».

الحوار مع التيار الوطني الحر جدي وإيجابي ويحتاج بعض الوقت للتشاور مع بعض القوى السياسية

وفي ما يتعلق بالصراع مع العدو، وتهديدات وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، شدّد نصرالله على أن «على الإسرائيليين أن يفهموا ما الذي يستطيع لبنان ومقاومته فعله بكيان العدو»، وأضاف: «أقول لقادة العدو، أنتم أيضاً ستعودون إلى العصر الحجري إذا ذهبتم إلى الحرب مع لبنان. وعلى العدو أن يحسب كم هو عدد الصواريخ الدقيقة التي تحتاج إليها المقاومة لضرب كل المطارات المدنية والعسكرية وقواعد سلاح الجو ومحطات توليد الكهرباء والمياه ومراكز الاتصالات الرئيسية والبنى التحتية ومصافي النفط ومفاعل ديمونا». وتابع: «هذا إذا بقيت المعركة فقط مع المقاومة في لبنان، فكيف إذا تطورت مع كل محور المقاومة؟ عندها لن يبقى شيء اسمه إسرائيل. وعلى قادة العدو أن يعرفوا أنهم في هذه الساحة لا يلعبون لعبة نقاط، بل لعبة وجود وفناء».

وشدّد على أن «المقاومة ستستعيد بقية النقاط الحدودية المحتلة، والمقاومة هي الذراع الحقيقية للبنان وشعبه، وكيان العدو اليوم أضعف مما كان عليه عام 2006 سياسياً وعسكرياً وشعبياً ومعنوياً، ومحور المقاومة أقوى بكثير مما كان عليه عام 2006. فالمقاومة خلال 17 عاماً كانت تراكم عناصر القوة ولم نتوقف عن ذلك في أي يوم منذ عام 2000 وبعد حرب تموز 2006».
وأشار السيد نصرالله إلى أن «كل الإنجازات خلال السنوات الماضية ما كانت لتتحقق لولا البناء على نتائج الانتصار في حرب تموز 2006»، لافتاً إلى أنه «خلال أيام ستصل سفينة التنقيب إلى البلوك 9 في المياه الإقليمية الجنوبية وأمل اللبنانيين مشدود إلى حقل قانا الغازي وغيره. والضمانة الحقيقية ليستمر لبنان في التنقيب عن نفطه وغازه هي احتفاظه بكل عناصر القوة وبالمعادلة الذهبية، في مقدّمها قوة المقاومة والخوف من ردّ فعلها إذا أراد أن ينتقص من حقوق لبنان. وما يمنع العدو من الانتقاص من حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية هو قوة لبنان وإدراك العدو أن أي محاولة لمصادرة حق لبناني ستقابل برد فعل قوي».
وعزا نصرالله مسار التراجع الإسرائيلي إلى انتصار تموز «الذي شكّل مفصلاً في تاريخ جيش العدو، ومنذ ذلك اليوم بدأ الضعف والوهن يسريان في هذا الجيش. ومن يراقب الوضع الإسرائيلي منذ تلك الحرب يرى المسار الانحداري لهذا الكيان على أكثر من صعيد. فبعد 17 عاماً لم يستطع العدو معالجة آثار حرب تموز على كيانه وجيشه ومستواه السياسي والجبهة الداخلية. وفي المقابل، المقاومة تتصاعد في لبنان وفلسطين». واليوم، «العدو انتقل من الهجوم والمبادرة إلى وضعية الدفاع، ومحور المقاومة أمسك بزمام المبادرة بنسبة كبيرة».

إلى ذلك، نبّه الأمين العام لحزب الله إلى أنه يبدو أن هناك قراراً أميركياً بعودة «داعش» إلى العمل في مختلف الساحات.


"البناء": نصرالله:  نحن أيضاً سنعيد الكيان إلى العصر الحجري

فيما كانت جماعات التحريض على الفتن تقدم المزيد من الأدلة والوقائع كان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يفتح الطريق لتهدئة النفوس والدعوة لوأد الفتنة، محذراً من وجود بعض الأطراف التي تسعى إلى التقسيم والحرب الأهلية. ودعوات التحريض ضد المقاومة وسلاحها تواصلت في مواقف مسؤولي حزب الكتائب والقوات اللبنانية، وبدا أن أحد الأهداف هو قطع الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله، خوفاً من أن يفتح الباب لتحوّلات تؤدي إلى إنهاء الفراغ الرئاسي بغير ما تشتهي هذه القوى ومن خلفها قوى دولية تتربّص بلبنان والمقاومة.
جاء كلام وزير الداخلية بسام مولوي عن حادثة عين ابل نافياً أي خلفية حزبية تكذيباً واضحاً لكلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي اتهم حزب الله بالوقوف وراء الحادثة، بينما جاء كلام مسؤولي التيار الوطني الحر وحزب الله عن الحوار بين الفريقين وتقدّمه ايجاباً، وجاء تتويج ذلك بكلام السيد نصرالله عن جدية الحوار وإيجابياته، إعلان فشل دعوات قطع الحوار التي تضمنها كلام جعجع كاشفاً عن أحد أهداف الحملة على حزب الله وسلاح المقاومة، بخلق مناخ مسيحي يحاصر التيار والحوار بينه وبين حزب الله.
فيما توجّه السيد نصرالله بالتحية لما وصفه بالكلام الأبوي والمسؤول والحكيم للرئيس السابق ميشال عون والمطران بولس عبد الساتر، دعا القضاء الى التحقيق في مسؤولية القناة الإعلامية الخبيثة التي كانت تحرض على القتل، وربطه بين ما قامت ببثه وأحداث التبدل في مشهد الكحالة وصولاً لإطلاق النار، واعتبر السيد بحصيلة تقييم المشهد الى أن هناك فريقاً داخلياً يريد أخذ البلد الى الانفجار، معتبراً أن المشروع هو التقسيم أو الحرب الأهلية.
خصص السيد نصرالله الجزء الرئيسي من كلمته للحديث عن حرب تموز والنصر التاريخي الذي تحقق بنهايتها بفعل صمود المقاومة وتضحياتها، ووقفة الشعب والجيش والرئيس إميل لحود والرئيس نبيه بري، مخاطباً قادة الكيان ومستوطنيه رداً على تهديدات وزير الحرب في الكيان بإعادة لبنان الى العصر الحجري، برسم معادلة جديدة قوامها، “نحن أيضاً سنعيدكم إلى العصر الحجري”، وهي معادلة بدأ إعلام الكيان بالتعامل معها قبل نهاية كلام نصرالله، على قاعدة أن هذا خطر داهم وحقيقي وقابل للتحقق، لكن يمكن تجنب حدوثه إذا تمّ منع بعض الرؤوس الحامية في الكيان من ارتكاب حماقة قد تأخذ الكيان إلى حرب مع المقاومة.

وأكد السيد نصر الله أن محور المقاومة أمسك بزمام المبادرة بنسبة كبيرة و»إسرائيل» اليوم تختبئ خلف الجدران، والجيش «الإسرائيلي» اليوم في أسوأ حال نسبة لأي زمن مضى، وهو يعاني من ضعف الروح القتالية وانعدام الثقة بين العناصر والقادة ومع المستوى السياسي وضعف الإقبال على الوحدات القتالية وغياب الإنجازات البرية ومحاولة الاقتحام الفاشلة في غزة شاهدة على ذلك.
وفي كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة للانتصار في حرب تموز 2006، تساءل السيد نصر الله، هل استطاعوا ترميم قوة الجيش الصهيوني بعد 17 سنة من الترميم والمناورات؟ بالتأكيد لا، فالكثير من جنرالات العدو المتقاعدين والفعليين ووزراء يتحدثون عن الحالة الصعبة التي وصل اليها الجيش «الإسرائيلي». وشدّد على أنه منذ عام 2006 بدأ التراجع والضعف والوهن يسري في الجيش الصهيوني، ومنذ العام 2006 يجري العدو مناورات للجبهة الداخلية للتحقق من جاهزيتها، وكل التقارير تقول إنها ليست كذلك.
كما أشار الى أن «الإسرائيلي» اضطر بعد حرب 2006 إلى التفتيش عن منظومات اعتراض الصواريخ وعمل جهدًا كبيرًا وأنفق بشكل هائل. ورأى أن العدو الإسرائيلي اليوم هو أضعف بكثير مما كان عليه، والمقاومة ومحورها اليوم أقوى بكثير مما كانا عليه، مشددًا على أنه إذا تطورت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة فلن يبقى شيء اسمه «إسرائيل».
كما لفت السيد نصر الله الى أنه على قادة العدو أن يعرفوا أنه هنا في هذا الميدان وهذه الساحة أن يلعبوا لعبة وجود وفناء وليس لعبة نقاط، قائلاً: إذا ذهبتم الى الحرب مع لبنان أنتم ستعودون الى العصر الحجري.
وتطرّق السيد نصرالله الى الشأن الداخلي اللبناني، وكشف أن حادثة الكحالة كانت طبيعية الى أن قامت إحدى القنوات التلفزيونية المعروفة بتحريض الناس بأن الشاحنة تنقل السلاح لحزب الله، مبينًا أن الشاحنة انقلبت عند كوع الكحالة بسبب عطل تقني والحادثة هي حادثة طبيعية، فشاحنات تمرّ من هناك وتحصل حوادث. والشاحنة بقيت لأكثر من ثلاث ساعات نقل خلالها الشباب سائقها الى المستشفى واستدعوا رافعة لنقلها. وقال: إن هناك ناس قدّموا الموضوع أن حزب الله اعتدى على أهل الكحالة، فيما خلال 3 ساعات كان الشباب يعالجون انقلاب حادث الشاحنة ولم يحصل أي شيء إلا بعدما حرّضت هذه القناة التلفزيونية. ومنذ البداية عملنا على استيعاب الموضوع ولا نعتبر ان هناك مشكلة مع أهل الكحالة، مضيفًا أن عدد الذين كانوا في ميدان الحادث معروف وبعضهم جاء من خارج الكحالة وهم معروفون. فالمشكل معهم وليس مع أهل الكحالة.
وبيّن أن هناك مواقف مسؤولة صدرت وخصوصًا في الوسط المسيحي تدعو الى التهدئة ومنها موقف الرئيس ميشال عون، وهناك قوى سياسية أيضًا دافعت عن المقاومة والشكر لهم جميعًا لمن دافع ولمن دعا للهدوء والتعقل، ولكن هناك زعامات سياسية بمعزل عن خلفياتها من الواضح من سلوكها وبيانها ومعها وسائل إعلام معينة تدفع البلد نحو الانفجار والحرب الأهلية.
وطالب القضاء بأنه لولا التحريض الإعلامي الذي قامت به هذه القناة المعروفة الخبيثة لما حصل ما حصل عند كوع الكحالة. ونحن أبلغنا الجهات المعنية للتعاون الى آخر الخط وننتظر النتائج، وهذه الحادثة اليوم في عهدة القضاء. فكل الأشخاص الذين كانوا موجودين في الحادثة باتوا معروفين، فالذي يتحمل بالدرجة الأولى التداعيات المحتملة لما كان سيحصل في البلد ككل وسفك الدماء والتحريض على القتل هي هذه القناة الخبيثة.
ورأى السيد نصرالله أن «الكل خاسر في الحرب الأهلية حتى القوي لأنها تستنزف الجميع وهناك الكثير من الدول التي ستعمل على تسعير هذه الحرب من بينها «إسرائيل»، فهؤلاء يعملون على التعبئة والتحريض في أكثر من ساحة بعدها من يسيطر على الموقف؟ هل مصلحة المسيحيين بالدرجة الأولى الذهاب الى الحرب الأهلية؟ أدعو الى التفكر والدراسة فهل التقسيم هو خيار خصوصًا للمسيحيين وأنتم عشتم تجربة من هذا النوع، مضيفًا أن هناك احتمالاً آخر أن هؤلاء هدفهم أن يقنعوا الرأي العام اللبناني أن الحل في لبنان هو التقسيم، لكن هذا لن يحصل».
وأضاف السيد نصر الله أن هناك قوى سياسية لا تريد أي حوار بين اللبنانيين بل تريد تخندقًا واصطفافات وتعبئة. وهذا المسار يؤدي الى خراب البلد وعلى الجميع تحمل المسؤولية، وأشاد بالحوار مع التيار الوطني الحر الذي اعتبره أنه جدّي وإيجابي ويحتاج الى بعض الوقت لكونه يحتاج للتشاور مع بعض القوى السياسية.
وبدوره، شدد المكتب السياسي لحركة «أمل» في بيان لمناسبة انتصار حرب تموز 2006 على أن «ذروة التهديدات الإسرائيلية اليوم مبنية على الهروب من الاستحقاقات التي تلاحق قادة الكيان، وهي بعيدة عن الوقائع الميدانية التي أثبتت أن قوة حقنا تجعلنا في حالة الانتصارات الدائمة، وتضع العدو في حالة الارتباك الدائم، وتجارب إسقاط الأسطورة الصهيونية شاهدة في كل الحروب التي شنتها «إسرائيل» ضد وطننا، وإسقاط مشاريعها من خلال حروبها المتمادية على لبنان، حيث لم تستطع قوة الآلة العسكرية أن تستثمر في أي موقع سياسي. والآن يجب استحضار كل العناوين التي صنعت الانتصارات وأهمها الوحدة والاستقرار الداخلي على كل المستويات، وعدم البناء على أحداث ظرفية محصورة في المكان والزمان من أجل خلق مناخات من التوتير والتأزيم اللذين لا يخدمان إلا مصلحة العدو».
وأكد المكتب السياسي لـ»أمل» على أن «مصلحة كل اللبنانيين تجاوز ما حصل في بلدة الكحّالة وحماية لبنان من المستغلين لضرب الوحدة الوطنية والعيش الواحد وإضعاف قوة لبنان ودرء الفتنة التي تعمل على تحريكها بعض الأصوات المتعصبة». وأشار الى أن «اللبنانيين الحريصين على بلدهم يتطلعون إلى أن تكون هذه الحادثة درساً لأصحاب القرار السياسي لأن يعيدوا رسم أولوياتهم في تأكيد الالتزام بالميثاق والدستور، وبأولوية حماية البلد وسيادته وقدراته الرادعة، وباعتماد مسار الحوار للوصول إلى إعادة انتظام المؤسسات، ليبقى الخطوة الأبرز في مشروع قطع الطريق على العدو الذي يعمل على إشاعة مناخات الفرقة والاختلاف الداخلي».
الى ذلك تستمر التحقيقات الأمنية والقضائية في حادثة الكحالة، وتتمحور بحسب معلومات «البناء» حول تحليل السياق الزمني منذ انقلاب الشاحنة حتى اندلاع الاشتباكات، وسبب بدء إطلاق النار ومَن بدأ بإطلاق النار ومن حرّض الناس إعلامياً وسياسياً على الهجوم على الشاحنة لتحديد المسؤوليات. علماً أن العناصر المولجة بمرافقة الشاحنة أطلقوا النار دفاعاً عن النفس بعدما تعرّضوا لإطلاق نار كثيف استهدفهم بشكل مباشر.
وأشار وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي إلى أنّ «العناصر الأمنية تصرّفوا في الكحالة بطريقة حَمَت المواطنين والسلم الأهلي»، مؤكداً «الدور المحوري الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والقضائية لتحقيق السلم الأهلي والاستقرار في البلد». ودعا مولوي السياسيين إلى «أن تصبّ تصريحاتهم في خدمة السلم الأهلي وتطبيق القانون». وشدّد على «عدم السماح بأن تكون المخيّمات وخصوصاً مخيّم عين الحلوة بوابة لتعكير صفو الأمن في أيّ منطقة لبنانيّة».
وأكد بعد اجتماع لمجلس الأمن المركزي «الجهوزيّة التامّة لمواكبة التطورات وحماية المواطنين وما حصل من أحداث مدار تحقيقات جارية وفقاً للأصول لدى السلطات الأمنية تحت إشراف السلطات القضائية في سبيل تأكيد الاستقرار».
وعن جريمة عين إبل، لفت مولوي إلى أنّ «التحقيقات مستمرّة»، مشدداً «على منع الفتنة بواسطة تطبيق القانون»، مضيفاً: «المعلومات تشير إلى عدم وجود أيّ خلفية حزبيّة».

 

"الجمهورية": إنهيار أو إنتخاب أو مراوحة .. والداخل قلق .. ونصرالله للتهدئة وإعادة الحسابات

المتداول في الأوساط السياسية يدور حول ثلاثة احتمالات؛ الأول، يستبشر خيراً في حوار ايلول، وإمكان ان يأتي بكلمة السرّ التي تفتح باب الطوارئ في النفق الرئاسي المسدود، وتفضي إلى توافق بين المكونات السياسية على انتخاب رئيس للجمهورية كخطوة اولى لإعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان. والثاني، نقيض للاحتمال الاول، يقارب المرحلة المقبلة بتشاؤم، ويرى انّ فرص الانفراج منعدمة، ويتوقع مراوحة طويلة الأمد في الوضع السياسي والرئاسي. واما الاحتمال الثالث، فهو انحدار الوضع العام في البلد إلى ما هو أسوأ وأخطر، ربطاً بالتمزّق السياسي والضخ التحريضي السياسي والطائفي، الذي سمّم الأجواء الداخلية ودفع بها إلى ذروة الاحتقان، القابل للانفجار في أي لحظة.

الى المراوحة درّ
السؤال الذي يطرح نفسه امام هذا المشهد: أيّ تلك الاحتمالات الذي سيخضع له المشهد اللبناني في الآتي من الأيام؟

قد يبدو احتمال الانهيار السياسي والأمني هو الأكثر ترجيحاً، ربطاً بما نشهده من خضّات وتوترات سياسية ومحطات سجالية متلاحقة حول اكثر من عنوان، إلّا انّه في الواقع يبدو انّه الاحتمال الأضعف، إذ انّه على الرغم من الصوت العالي المتبادل، والحدّة في الخطاب السياسي الانفعالي في مجمله والعدائي في جوهره، فإنّه ما زال مضبوطاً بكوابح داخلية عاقلة مانعة لانفلاته، وهو ما تجلّى في سلسلة المحطات والحوادث المتتالية التي حصلت، واستبطن كلّ منها شرارة تفجير للوضع الداخلي، وآخرها حادث الكحالة الذي أخمدت ناره إرادة عاقلة، تجاوز معها البلد قطوعاً بالغ الخطورة، كاد يدفع به الى شرّ مستطير.
على انّ الاحتمال الاول الذي يستبشر انفراجاً من الحوار الرئاسي المنتظر في ايلول، لا يعدو بدوره أكثر من تمنّيات مجافية للواقع، ورهان مبالغ فيه، على أن يأتي هذا الحوار مصحوباً بمفاجآت غير محسوبة في أي لحظة، من شأنها أن تُميل الدفّة الرئاسة في اتجاه الحسم الإيجابي للأزمة الرئاسية وانتشال رئيس الجمهورية من تحت الأنقاض السياسية، وخصوصاً انّ «اللجنة الدولية الخماسية» تضع كل ثقلها في هذا الحوار، ولن تترك اللبنانيين يفوّتون فرصة التوافق في ايلول. الّا انّ هذا المنحى التفاؤلي تعاكسه المؤشرات الداخلية، فالسياسة عالقة في مدار التناقض والخلاف العميق حول رئاسة الجمهورية، ولم تشهد ولو خطوة واحدة الى الأمام، بل على العكس من ذلك، ثمة سباق مشهود على امتداد المشهد السياسي، نحو نقطة اللاعودة الى الواقع والتعقّل، ورموز الانقسام الداخلي يرفضون النزول عن شجرة الفجور، وهو الأمر الذي ينعى حوار ايلول نهائياً قبل انعقاده، ويجعل من الزيارة المنتظرة للموفد الرئاسي الفرني جان ايف لودريان إلى بيروت مطلع ايلول المقبل، في احسن الحالات، رحلة تعب وعذاب.

تبعاً لذلك، يبقى الاحتمال الثاني هو المرجّح بقوة، اي المراوحة بلا سقف زمني، التي يبقى معها الملف الرئاسي معلّقاً، ومعه البلد، على حبل التعطيل إلى مديات طويلة، وذلك ريثما تنجلي الصورة الاقليمية والدولية. وفي ضوئها ينطق الخارج بكلمة السرّ التي تُفرج عن رئاسة الجمهورية، وتُلزم المكونات الداخلية بالانصياع لها وانتخاب رئيس.

تفاؤل حذر
على انّ اللافت للانتباه في هذا السياق، هو انّ القراءات التي تلاحقت في الفترة الاخيرة، التي تخوّفت من جهة، من تداعيات التأزّم على خط الاتفاق النووي الايراني، وانعكاساته على مختلف ساحات الاشتباك بين الطرفين، والتي قاربت من جهة ثانية ما سمّته التعثر في مسار الانفراجات التي شهدتها المنطقة قبل اشهر قليلة وخصوصاً على الخط السعودي- الايراني، وأبدت تخوفها من انعكاساتها السلبية على النقاط المشتركة بينهما، من اليمن وصولاً إلى لبنان، قد بدأت تنعطف في اتجاه معاكس لهذا التعثر.
وفي قراءة لهذه التطورات، أبلغت مصادر سياسية مسؤولة الى «الجمهورية» قولها: «انّ الصورة العامة في المنطقة يبدو انّها انتقلت من نطاق التشاؤم الى التفاؤل، وخصوصاً بعد التطورات النوعية التي برزت، بدءاً من الاعلان عن مباشرة العمل في السفارة السعودية في ايران، ثم مباشرة عمل القنصلية السعودية في مشهد، وصولاً الى التطورات الأكثر نوعية والذي تجلّى بالأمس، في الدعوة الرسمية التي وجهّها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى الرئيس الإيراني الشيخ ابراهيم رئيسي لزيارة المملكة. والتي ستسبقها زيارة قريبة لوزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان الى المملكة».

واكّدت المصادر انّ «هذا المستجد يعكس بما لا يرقى اليه الشك مستوى عالياً من الايجابيات التي تتبدّى على الخط السعودي- الايراني، التي من شأنها ان تلفح بالتأكيد كل النقاط المشتركة بين البلدين، ولبنان ليس بعيداً عن الجانبين». وقالت: «ما من شك انّ السعودية وايران يُمسك كل منهما بطرف خيط الحل في لبنان. انما ما يعنينا في لبنان، فبالنظر إلى الوضع السياسي وتعقيداته وتشعباته وتعّرجاته، يتوجب ان نبقي الحذر قائماً وعدم التسرّع في القراءات والتقديرات، والإفراط في التفاؤل. ذلك انّ المدّ والجزر قد يتكرران في اي لحظة، وبالتالي فلننتظر ما سترسو عليه الامور في النهاية».
واما بالنسبة الى الملف النووي، فتؤكّد المصادر انّه خلافاً للسلبيات التي أحاطته في الآونة الاخيرة يبدو انّه يشهد تقدّماً في مكان ما، بدليل الاتفاق المفاجئ بين واشنطن وطهران حول تبادل أسرى.
وفي رأي المصادر «انّ هذا الاتفاق بيدو على جانب كبير من الأهمية، وأهميته الكبرى تُقرأ في الغضب الاسرائيلي من هذا الاتفاق، وهو ما عكسه الإعلام الاسرائيلي».
يُشار في هذا السياق إلى انّ قناة «كان» الاسرائيلية، أشارت بكل وضوح إلى انّ خيبة أمل كبيرة تسود اسرائيل في اعقاب التوصل الى اتفاق تبادل الاسرى بين واشنطن وطهران، والذي يشمل ايضاً بنوداً تتعلق بالأنشطة النووية لطهران وسلوك الميليشيات العاملة في سوريا والعراق.

وأشارت القناة الاسرائيلية الى انّ هذا الاتفاق يسمح بتدفق الأموال إلى خزانة إيران، مع حفاظها على برنامجها النووي. وضمانة عدم مهاجمة منشآتها النووية، لافتة الى انّ ايران التزمت في إطار هذا الاتفاق بعدم تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، فضلاً عن تعهدها بمنع «الميليشيات الشيعية» العاملة في سوريا والعراق من مهاجمة القوات الأميركية هناك.
ونقلت القناة عن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق تامير هايمان، قوله انّ «هذا الاتفاق هو الأكثر سوءاً الذي يمكن أن تحققه الولايات المتحدة». وقد كتب هايمان على حسابه على «تويتر»: «الاتفاق النووي الأصلي الذي توصلت إليه إيران والقوى العظمى في 2015، والذي حاربته حكومة بنيامين نتنياهو في حينه يُعدّ حلماً وردياً مقارنة بالاتفاق الأخير الذي أُعلن عنه بين طهران وواشنطن».

مخاوف
على انّ هذه الإيجابيات، وكما تقول مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية»، «تبقى منظورة ولا يعتدّ بها قبل ان تُترجم مفاعيلها في الساحات المعنية بها. واكثر من ذلك، يُخشى ان تُقابل بمحاولات لتخريبها ونسفها».
المصادر عينها، لا تُخرج العامل الاسرائيلي من سياق هذه المحاولات على اعتبار انّ اسرائيل تعتبر نفسها اكثر المتضررين من تفاهمات المنطقة وكذلك من الاتفاق النووي الايراني، وبالتالي تتصاعد الخشية من إقدام اسرائيل على خطوة ما لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وينبغي في هذا السياق التنبّه إلى تكثيف اسرائيل لضرباتها العسكرية في سوريا، كذلك ارتفاع وتيرة التهديد الاسرائيلية بصورة ملحوظة ضدّ لبنان في الآونة الاخيرة، والسيناريوهات التي يعرضها الإعلام الاسرائيلي نقلًا عن مستويات سياسية وخبراء عسكريين اسرائيليين عمّا يسمّونه الحرب الحتمية القادمة مع لبنان.

خوف من المخيم
وعلى خط المخاوف الأخرى، وفيما نجحت الإرادات الطيبة في تنفيس اجواء التوتر الداخلي التي سادت بعد حادث الكحالة، عادت المخاوف لتتزايد من إعادة اشعال نار مخيم عين الحلوة. وهو ما حذّر منه مصدر امني لـ»الجمهورية»، ومردّ ذلك، على حدّ تعبيره، إلى انّ اجواء التوتر عادت لتسود بسبب عدم تسليم المسؤولين عن اغتيال قائد قوّات الأمن الوطنيّ الفلسطينيّ وأحد قيادات حركة «فتح» أبو أشرف العرموشي وعدد من مرافقيه.
وقال المصدر: «الجو مقلق في مخيم عين الحلوة، والوضع ليس جمراً تحت الرماد، بل نار تحت الرماد، وما لم يتمّ تسليم الفاعلين، فإنّ الوضع في المخيم قابل للانفجار في اي لحظة».

مجلس الأمن المركزي
وكانت الأحداث الاخيرة التي شهدها لبنان محور بحث في اجتماع لمجلس الامن المركزي الذي ترأسه وزير الداخلية بسام مولوي في حضور قادة الاجهزة الامنية. وقال مولوي بعد الاجتماع انّ «العناصر الأمنية تصرّفت في الكحالة بطريقة حَمَت المواطنين والسلم الأهلي»، مؤكّداً «الدور المحوري الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والقضائية لتحقيق السلم الأهلي والاستقرار في البلد». ودعا مولوي السياسيين إلى «أن تصبّ تصريحاتهم في خدمة السلم الأهلي وتطبيق القانون».

واكّد «الجهوزيّة التامّة لمواكبة التطورات وحماية المواطنين، وما حصل من أحداث مدار تحقيقات جارية وفقاً للأصول لدى السلطات الأمنية تحت إشراف السلطات القضائية في سبيل تأكيد الاستقرار».
وعن حادثة عين إبل، لفت مولوي إلى أنّ «التحقيقات مستمرّة»، مشدّداً «على منع الفتنة بواسطة تطبيق القانون»، مضيفاً: «المعلومات تشير إلى عدم وجود أيّ خلفية حزبيّة». اما حول الوضع في مخيم عين الحلوة، فأكّد مولوي على «عدم السماح بأن تكون المخيّمات وخصوصاً مخيّم عين الحلوة، بوابة لتعكير صفو الأمن في أيّ منطقة لبنانيّة».

نصر الله
توازياً، دعا أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية الـ 17 لحرب تموز للتهدئة وإعادة الحسابات، لأن الذهاب إلى الحرب الأهلية في لبنان سيجعل الجميع في حالة خسارة، ولا تظنوا أن أحدًا في العالم سيتدخل لينقذ أي طرف، وما يحصل في السودان شاهد على هذا الأمر. وقال إذا وقعت الحرب الأهلية في لبنان، فهناك الكثير من الجهات التي ستعمل على تسعير هذه الحرب وأولها إسرائيل.
وإن المسار الذي تسير به بعض القوى السياسية التي تدفع نحو الحرب الأهلية سيأخذ لبنان إلى الخراب وسيسقط الهيكل على رأس الجميع، والشعب اللبناني لن يسمح بالتقسيم، فلا مصلحة لأي طائفة أن يحصل التقسيم في لبنان البلد الصغير، ولا خيار أمام هذا البلد إلا الشراكة والسير مع البعض لو ببطء أفضل من أي خيار آخر.

خميس المجلس والحكومة
من جهة ثانية، وفيما يُنتظر ان يعقد مجلس الوزراء بعد ظهر غد الخميس، جلسة للانتهاء من إعداد مشروع موازنة السنة الحالية، يعقد مجلس النواب جلسة قبل ظهر اليوم نفسه لدرس وإقرار جدول اعمال من اربعة بنود، متعلقة بالصندوق السيادي، والصليب الاحمر الدولي، والكابيتال كونترول والطاقة المتجددة، اضافة الى عرض العريضة النيابية الاعتراضية على ما صدر عن الاتحاد الاوروبي لناحية دعوته الى إبقاء النازحين السوريين في لبنان وتوطينهم فيه.
وقالت مصادر مجلسية لـ»الجمهورية»، انّ رئيس المجلس نبيه بري يقارب البنود المدرجة في جدول اعمال الجلسة بأهمية قصوى، ولاسيما ما يتعلق بالصندوق السيادي الذي يشكّل نقطة مركزية واكثر من ضرورية، وخصوصاً انّ عمليات التنقيب باتت قريبة جداً، وشركة «توتال» ستباشر قبل نهاية الشهر الجاري التنقيب في البلوك رقم 9، وهو الامر الذي يعني وضع لبنان اولى خطواته على طريق الانفراج. وكذلك ما يتعلق بالكابيتال كونترول الذي يشكّل حاجة اكثر من ملحّة للاستقرار المالي والحفاظ على اموال المودعين. والامر الأساس ايضاً ما يتعلق بالصليب الاحمر الدولي، الذي يتوقف إبقاء لبنان مركزاً للصليب الاحمر الدولي، على إقرار البند المتعلق به في جلسة الخميس، والّا فإنّ الصليب الاحمر الدولي سينتقل إلى دولة اخرى.


"اللواء": نصر الله يحذِّر المسيحيِّين من الإنجراف إلى الحرب ويتوعد بـ«إعادة إسرائيل إلى العصر الحجري»

بعد عيد انتقال السيدة العذراء اليوم، وعلى مدى يومين: غداً الاربعاء وبعد غد الخميس على مستوى جلستين لحكومة تصريف الاعمال، وجلسة مقررة لمجلس النواب، وعلى جدول اعمالها مشروع قانون الصندوق السيادي، ومشروع قانون الكابيتال كونترول، الذي ارتفعت حرارة المطالبات حوله سواء من قبل جهات نيابية او الهيئات الاقتصادية التي مضت الى المطالبة بتعديل جذري للمادة 7 من «قانون الكابيتال كونترول» او على الاقل، حذف البند الاول من المادة 7 كلياً، او اضافة عبارة «باستثناء الايداعات والتحاويل الجديدة» في مطلع البند، لتلاقي ما اسمته «المخاطر الاقتصادية الكبيرة التي تطوي عليها هذه المادة كما وردت في المشروع».
وبإنتظار وصول الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى بيروت اوائل ايلول المقبل، ذكرت المعلومات ان قوى المعارضة بصدد إنجاز ورقة موحدة خلال ايام قليلة تتضمن موقفها من الاقتراحات التي حملها لودريان في زيارته الاخيرة. فيما أعلنت رئاسة مجلس الوزراء أن جلسة حكومية ستُعقد يوم غدٍ الاربعاء 16 آب في السراي الحكومي، لمتابعة البحث في مشروع قانون موازنة 2023. كما سيتم البحث في مشروع قانون يرمي إلى إعطاء الحكومة حق التشريع في الحقل الجمركي، ومشروع قانون يرمي إلى فتح اعتماد في احتياطي موازنة 2023 قبل تصديقها بقيمة 10 آلاف مليار ليرة.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة وزارية ثانية يوم الخميس 17 آب، للبحث في البنود المؤجلة من جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء السابقة.
أما مجلس النواب فيجتمع الخميس في جلسة تشريعية، في حال تأمن نصابها بحضور نواب «تكتل لبنان القوي» الذي يقررموقفه في اجتماعه اليوم. بينما بقيت مواقف الاطراف السياسية على حالها من الاستحقاق الرئاسي ومن تداعيات حادثة الكحالة بإنتظار جلاء التحقيقات.
وعمّمت الأمانة العامة لمجلس النواب جدول أعمال الجلسة التشريعية ليوم الخميس 17 آب 2023، الساعة 11 من قبل الظهر. وجاء على رأس جدول أعمال الجلسة إقتراح صندوق السيادي اللبناني. اضافة الى طلب الموافقة على ابرام اتفاقية بين حكومة لبنان والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الاحمر بشأن الوضع القانوني للإتحاد في لبنان. ومشروع قانون يتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة الموزعة، واخيراً مشروع القانون المتعلق بوضع ضوابط استثنائية وموقتة على  التحاويل المصرفية والسحوبات (كابيتال كونترول).
واصدرت الهيئات الإقتصادية بيانا امس، طالبت فيه بتعديل المادة 7 من «قانون الكابيتال كونترول، لجهة استثناء الإيداعات والتحاويل الجديدة. ولَيلَرة المدفوعات عنوة مدمر للإقتصاد اللبناني. وحددت عددا لابأس به من الملاحظات على مشروع القانون.ابرزها بقاء الأموال الجديدة فريش حرة من أية قيود، سواء في التداول الداخلي والتحاويل الخارجية، هو مطلب أساسي للهيئات منذ البداية. وهذا المطلب حمله ممثلو الهيئات إلى الإجتماعات الممهدة لجلسات اللجان المشتركة برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي، وذلك نظراً للنسبة الكبيرة من الدولرة في الإقتصاد الوطني.
في الحراك السياسي، افادت مصادر التيار الوطني الحر ان الحوار مستمر بينه وبين حزب الله حول الاستحقاق الرئاسي ومواضيع اخرى لكنه لم يصل الى خواتيمه بعد، لأن الحزب لم يجب على ورقة التيار المكتوبة التي تطالب بضمانات لتطبيق اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وانشاء الصندوق الائتماني لحفظ اصول الدولة المالية مقابل الموافقة على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من ضمن اسماء اخرى، وربما ساهمت احداث الكحالة في تأخير الرد.
إلتقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب السفيرة الأميركية دوروثي شيا، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في القوات الوزير السابق ريشار قيومجيان وعن الجهاز مارك سعد، وبحث المجتمعون  «المستجدات السياسية والاقتصادية على الساحتين اللبنانية والاقليمية».
 واعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ترشحه لرئاسة التيار في فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان «لنكمل شوا مشوار النضال اللي بلش عام 1988». ودعا فيه اي مرشح «يتمتع بالشروط القانونية ويتمتع بالاهلية وبقدرة قيادة «التيار» أو غير راض عن «قيادتي» للتيار أو ادارته تنظيمياً ويملك مشروع أفضل للترشح وأنا سأقبل بالنتيجة والتزم برئاسته للتيار».
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تغيب الاستحقاق الرئاسي عن البحث مرده إلى أن هذا الملف لا يزال على حالها حتى أن الكلام عن ارتفاع أسهم رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية بعد الكلام عن ليونة من النائب باسيل في دعمه لم يتبلور بعد ومعلوم أن حوارات تجري بين التبار الوطني الحر وخزب الله في هذا الموضوع وقد أبلغ المعنيون في التيار قيادة الخزب التمسك بطرح اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والبرنامج الرئاسي.  
وفي مقلب المعارضة، اعتبرت المصادر أنه لم تبرز مواقف جديدة وأشارت إلى أن التعقيدات لا تزال قائمة ولن يحمل الشهر الحالي معه أي جديد .
نصر الله يتهم زعامات مسيحية بالدفع إلى الانفجار
بالتزامن، وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الحوار مع التيار الوطني الحر بأنه جدّي وايجابي، ويحتاج الى بعض الوقت وهو يحتاج للتشاور مع بعض القوى السياسية، مشيراً الى ان هناك قوى سياسية لا تريد اي حوار بين اللبنانيين، بل تريد تخندقاً، واصطفافات وتعبئة ولا خيار الا بالشراكة والسير مع البعض ولو ببطء.
وخاطب نصر الله اللبنانيين والمسيحيين بالقول: هناك شخصيات وزعامات سياسية بمعزل عن خلفياتها من الواضح من خلال سلوكها انها تدفع البلد باتجاه الانفجار والحرب الاهلية، معتبراً ان لا مشكلة مع اهل الكحالة، ومشيداً بالجيش اللبناني باعتباره ضمانة الاستقرار.
وحول التهديدات الاسرائيلية باعادة لبنان الى العصر الحجري، قال: التهديدات لا تخيفنا، ولبنان يتمتع بعناصر قوة اساسية قادرة على حمايته وردع العدو، والمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة هي التي تحمي لبنان.
واكد ان العدو الاسرائيلي اليوم هو أضعف بكثير مما كان عليه والمقاومة ومحورها اليوم أقوى بكثير مما كانا عليه.
وردا على التهديدات باعادة لبنان الى العصر الحجري قال سماحته: اقول للعدو بالدليل والبرهان انتم ايضا سيتم اعادتكم الى العصر الحجري اذا اقدمتم على الحرب مع لبنان.  واضاف: اذا تطورت المعركة مع محور المقاومة لن يبقى شيء اسمه اسرائيل، اضاف على قادة العدو أن يعرفوا أنه هنا في هذا الميدان وهذه الساحة هم يلعبون لعبة وجود وفناء وليس لعبة نقاط.
وحدد نصر الله بنك الاهداف من المنشآت السياحية والاقتصادية والكهربائية والمصانع وصولاً الى مفاعل ديمونا، موضحاً ان قوة الصواريخ الدقيقة تعادل انفجاراً نووياً.
وعشية الجلسة، ناشد السيد نصر الله النواب اقرار الصندوق السيادي، اذا عقدت الجلسة بعيداً عن التجاذبات والمصالح السياسية الضيقة.
تجميد حسابات سلامة
وفي اول قرار من نوعه، اصدر حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصوري، بوصفه رئيس هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان وبعد الاطلاع على تقرير امين عام الهيئة، وبعد المذاكرة وفي الاجماع تجميد الحسابات العائدة بصورة مباشرة او غير مباشرة لكل من رياض سلامة وندي ورجا سلامة وماريان الحويك وآنا كوزاكوفا، نهائياً في جميع المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان، ورفع السرية المصرفية عنها، ما خلا حسابات توطين الراتب.
وثمَّن رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان «شفافية منصوري» وطالبه بنشر الارقام المطلوبة، وكذلك لجنة الرقابة على المصارف التي قصَّرت بواجبها بارسال ارقام موجودات المصارف.
وكانت رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر قد وجهت كتاباً الى وزير المالية يوسف الخليل طلبت فيه تزويدها بأقصى سرعة بنسخة من التدقيق الجنائي الذي قامت به شركة التدقيق العالمية Alvarez & Marsal، بناءً لقرار مجلس الوزراء، في حسابات مصرف لبنان، وذلك لتمكينها من القيام بواجباتها في استرجاع الأموال العامة والدفاع عن حقوق الدولة اللبنانية، بعد انضمامها الى الدعوى العامة المقامة من النيابة العامة الإستئنافية في بيروت بموجب ورقة الطلب تاريخ 23/2/2023 في حق المدعى عليه حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وشقيقه رجا سلامة ومساعدته ماريان الحويك ومَن يظهره التحقيق، وذلك أمام قاضي التحقيق الأول بالإنابة في بيروت شربل أبو سمرا.
 

عدوان تموز 2006رياض سلامةالحكومة اللبنانيةالسيد حسن نصر االلهالكحالة

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
عن سحب حزب الله من الجنوب .. إليكم "الشيفرة"
عن سحب حزب الله من الجنوب .. إليكم "الشيفرة"
من انجازات تموز ٢٠٠٦: "اسرائيل" تخاف الأراضي المشجّرة
من انجازات تموز ٢٠٠٦: "اسرائيل" تخاف الأراضي المشجّرة
رباعية الأبعاد في منطومة الإقتدار ـــ انتصار تموز نموذجاً: ضمان الأمن الاستراتيجي (3 – 4)
رباعية الأبعاد في منطومة الإقتدار ـــ انتصار تموز نموذجاً: ضمان الأمن الاستراتيجي (3 – 4)
هي الضاحية..
هي الضاحية..
انتصار تموز.. كل الدروس المنسية
انتصار تموز.. كل الدروس المنسية
مدقّق حسابات سلامة: لا أعرف... لا أعلم... لا أتذكّر
مدقّق حسابات سلامة: لا أعرف... لا أعلم... لا أتذكّر
عبد اللهيان وهوكشتاين يصلان بيروت اليوم.. وسلامة "ينجو" من الملاحقة القانونية
عبد اللهيان وهوكشتاين يصلان بيروت اليوم.. وسلامة "ينجو" من الملاحقة القانونية
القاضي شعيتو يرفع يده عن ملف سلامة بعد دعوى مخاصمة
القاضي شعيتو يرفع يده عن ملف سلامة بعد دعوى مخاصمة
زيارة لموفد قطر الى بيروت تسبق جولة لودريان.. وسلامة يواجه قدره بالتوقيف أو الفرار
زيارة لموفد قطر الى بيروت تسبق جولة لودريان.. وسلامة يواجه قدره بالتوقيف أو الفرار
الحاكم في عزلته بين وسط بيروت والصفرا: لا هاتف يرنّ ولا باب يُطرق
الحاكم في عزلته بين وسط بيروت والصفرا: لا هاتف يرنّ ولا باب يُطرق
انتخاب بيرم رئيسًا لفريق الحكومات في "مؤتمر العمل العربي" في بغداد
انتخاب بيرم رئيسًا لفريق الحكومات في "مؤتمر العمل العربي" في بغداد
مجلس الوزراء وافق على اعتمادات بشأن الأوتوستراد الساحلي الجنوبي
مجلس الوزراء وافق على اعتمادات بشأن الأوتوستراد الساحلي الجنوبي
ميقاتي أعلن من مجلس الوزراء الجنوب منطقة منكوبة زراعيًا
ميقاتي أعلن من مجلس الوزراء الجنوب منطقة منكوبة زراعيًا
اجتماع حكومي لمتابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية
اجتماع حكومي لمتابعة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية
سلام: الغرامات في قانون حماية المستهلك سترتفع حتّى 5 آلاف دولار
سلام: الغرامات في قانون حماية المستهلك سترتفع حتّى 5 آلاف دولار
عيد الفطر في الضاحية الأبيّة: عيدنا مقاومة
عيد الفطر في الضاحية الأبيّة: عيدنا مقاومة
السيد نصر الله: اللواء زاهدي عمل ليلًا نهارًا لخدمة المقاومة.. وردُّ إيران حقٌّ طبيعي
السيد نصر الله: اللواء زاهدي عمل ليلًا نهارًا لخدمة المقاومة.. وردُّ إيران حقٌّ طبيعي
كلمة للسيد نصر الله عصر اليوم في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية
كلمة للسيد نصر الله عصر اليوم في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية
#الرد_آت_لا_محالة.. على توقيت القائد
#الرد_آت_لا_محالة.. على توقيت القائد
كلمة السيد نصر الله في مهرجان "طوفان الأحرار" إحياء ليوم القدس العالمي
كلمة السيد نصر الله في مهرجان "طوفان الأحرار" إحياء ليوم القدس العالمي
الشيخ الخطيب: بعض الإعلام يساهم بخلق الفتنة وهذا يؤذيه ويؤذي الوطن
الشيخ الخطيب: بعض الإعلام يساهم بخلق الفتنة وهذا يؤذيه ويؤذي الوطن
حمادة: وحدة اللبنانيين أنتجت تحريرًا وانتصارًا على مستوى الترسيم والاستخراج
حمادة: وحدة اللبنانيين أنتجت تحريرًا وانتصارًا على مستوى الترسيم والاستخراج
 القانون وجُرم الـ"MTV"
 القانون وجُرم الـ"MTV"
مرور شاحنة للمقاومة في الكحالة جريمة لا تغتفر.. وتهديد "اسرائيل" مسألة فيها نظر!!…
مرور شاحنة للمقاومة في الكحالة جريمة لا تغتفر.. وتهديد "اسرائيل" مسألة فيها نظر!!…
رعد: تصرّفنا مع حادثة الكحالة بحكمة ودراية
رعد: تصرّفنا مع حادثة الكحالة بحكمة ودراية