نقاط على الحروف
رسالة "النار" وصلت.. مسيّرة "عين الأسد" توقع إصابات في صفوف الأميركيين
خليل نصر الله
فور وقوع عملية "طوفان الأقصى" ونجاح المقاومة في توجيه ضربتها الاستراتيجية، هرعت واشنطن إلى المنطقة، دبلوماسيا، وعسكريا عبر حاملات طائرات، وقالت إنها لردع إيران وحزب الله.
في "تل أبيب"، كان الساسة والعسكر تحت تأثير الصدمة، لكنهم سارعوا إلى إعلان "حالة الحرب"، وهو ما وضع أمامهم احتمالية كبيرة لتوسع الجبهات، تحديدا جبهة الشمال، أي من جهة حزب الله.
كانت المقاومة في لبنان أول المبادرين، وفعلا بدأت توصل رسائل النار، وسط محاولات غربية تهويلية لإيصال رسائل تهديد ووعيد، وقد عمل حزب الله على إسكاتها عبر إغلاق الباب أمام أي موفد يحمل رسائل من هذا النوع، وكذلك تصعيد العمليات في الجبهة الجنوبية بشكل تصاعدي.
ومع موقف حزب الله الحاسم، كانت قوى المقاومة في المنطقة تصدر بياناتها وتعلن موقفا واضحا وحازما بالوقوف خلف غزة، وكذلك اي محاولة أميركية للتدخل في الحرب.
المسار الدبلوماسي، حتى الساعة، لا يشي بإمكانية انتهاء أو توقف العدوان الاسرائيلي، لكن ايضا ثمة ضغوطا على تل أبيب وواشنطن نفسها، تمنعها من الذهاب بعيدا، وهو ما ترجم بتأخر أي مبادرات برية حتى الساعة، رغم رفع سقف أهداف أي أعمال من هذا النوع إلى حد القضاء على حماس، بل وبعضهم قال القضاء على غزة.
إضافة إلى ما تقدم، ثمة مواقف عربية تحديدا من مصر تشكل عائقا أمام أي عملية تهجير للفلسطينيين من غزة، وهو أمر يؤخذ بالحسبان.
مع زيارة الرئيس الأمريكي إلى تل أبيب، وإطلاقه تصريحات لا تختلف عن مواقفه المعلنة، كان لا بد من تحميله رسالة تؤكد له حقيقة الموقف.
من هنا، تأتي عملية استهداف القوات الأمريكية في العراق عبر ضربات ثلاث، إحداها طالت قاعدة عين الأسد وأوقعت إصابات، باعتراف أمريكي.
لا قوى خفية خلف العملية، التي اعترف الاميركيون ليلا أنها أوقعت إصابات، فقد نفذتها قوى المقاومة في العراق علانية.
رسالة العملية، وباختصار، أن تدخل الأمريكيين في الصراع بحال توسعه سيعني استهداف قواعدهم في كامل المنطقة، مهما كان الثمن.
وعليه، إن مجريات الأمور ومع إطالة أمد الحرب تؤكد أن ثمة استعدادًا من قبل قوى المقاومة للخيارات كافة، وهو ما سيلقي بظلاله على صانعي القرار في واشنطن، وبالتالي في "تل أبيب" التي تسير وفق التوجهات التي ترسمها واشنطن.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
25/11/2024
بيانات "الإعلام الحربي": العزّة الموثّقة!
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024