خاص العهد
تزايد الاحتجاجات الشعبية ضدّ عصابة الجولاني شمال سورية
دمشق - علي حسن
تشهد مناطق واسعة من قرى وبلدات شمالي سورية والخاضعة لسيطرة ما يسمى "هيئة تحرير الشام" - "جبهة النصرة" بقيادة أبو محمد الجولاني المزيد من المظاهرات والاحتجاجات المناهضة له ولممارسات عصابته الإرهابية. وبعد يومين فقط من احتجاجات سرمدا، انتقل الحراك إلى قلب مدينة إدلب عبر تظاهرات شعبية شارك فيها نشطاء طالبت بإسقاط الجولاني ومحاسبته، مما يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل هذا التنظيم وقدرته على الاستمرار في إرهاب الناس وضبط الأوضاع في المناطق التي يسيطر عليها.
سجون الجولاني تحولت إلى مسالخ
وحول أسباب الاحتجاجات الشعبية وإمكانية تطوّرها قال المحلل السياسي محمد علي لموقع "العهد " الإخباري إن "الاحتجاجات الشعبية ضدّ الجولاني وعصابته لم تتوقف بشكل عام وهي تعبر عن نفسها من خلال تظاهرات ليلية أو نسائيه هنا أو هناك بشكل سريع وخاطف خوفًا من بطش الجولاني وعناصره، إلا أن هذه الاحتجاجات أخذت شكلًا علنيًا ومتزايدًا في الأيام الأخيرة خاصة بعد اكتشاف مقتل أحد الأشخاص ويدعى عبد القادر حكيم في سجون الجولاني تحت التعذيب بسبب اتهامه بالانتماء إلى فصيل آخر يسمّى جيش الأحرار".
وتابع علي "أقول اكتشاف لأن عملية الدفن كانت سرية وتم فضحها بتسجيل مصور، وهذا يدل على أن هناك العديد من الحوادث المشابهه إلا أنها لم تكتشف خاصه في ظلّ الفوضى وانعدام الاحصائيات الدقيقة مما زاد في حدة الغضب الشعبي وأدى إلى توسع الحراك ووصوله إلى مدينة إدلب ورفع شعارات طالبت وللمرة الأولى بإسقاط الجولاني".
وأكد المحلل السياسي أن "هناك العديد من الأسباب التي تدفع إلى ازدياد السخط الشعبي بعد انكشاف الأقنعة وزيف الشعارات التي رفعتها هذه التنظيمات الإرهابية فحزب الأحرار الذي قُتِل عبد القادر حكيم بتهمة الانتماء له هو من حيث المضمون لا يختلف عن جبهة النصرة بالأفكار والمبادئ والسلوك الإجرامي وبالتالي فإن الاقتصاص من المنتسبين له هو تخلص من منافسين على الزعامة لا أكثر وهناك العديد من المظاهرات لنسوة أفراد هذا التنظيم في كلس وديرحسان ومخيمات اطمه للمطالبة بالإفراج عن أزواجهن المعتقلين أو كشف مصيرهم على أقل تقدير".
وعن سجون الجولاني لفت الى أن "هناك العديد من السجون التابعة للجولاني المعلن عنها كعقاب وشاهين وكلس ورغم السرية التي تضفيها عصابة الجولاني إلا أن من نجى منها يشبهها بالجحيم وهذا ما دفع متظاهري ادلب لرفع يافطات يقولون فيها "نصدق الجولاني عندما يقول بأن ليس لديه سجون لأنها ببساطه مسالخ بشرية"".
إمارة الجولاني على صفيح ساخن
وعن المخاطر التي تحيط بالجولاني وعصابته المسيطرة على أجزاء من شمال سورية، أكد المحلل السياسي عدي حداوي "أنها كبيرة جدًّا، والداخلية منها لا تقل خطورة عن الخارجية، فالممارسات التي سلكها ويسلكها التنظيم الإرهابي بحق السوريين في مناطق سيطرته أو المناطق التي كان يغير عليها تركت الكثير من الندوب والجراح لدى السوريين الذين يتحينون الفرصة المناسبة لمواجهته وإخراجه من مدنهم وبلداتهم".
وأضاف إن "القوى المعادية للجولاني ليست حكرًا على الناس والتنظيمات الأخرى بل هي موجوده داخل الجسم التنظيمي للهيئه نفسها فبعد الاعتقالات الكبيرة التي قام بها التنظيم داخل صفوفه والتي جرى قسم كبير منها بشكل احترازي خوفًا من وجود أنصار لابو ماريا القحطاني أكبر منافسي الجولاني، تم الافراج في ما بعد عن العديد منهم من أصل ٧٠٠ تم اعتقالهم، لكن التعذيب الشديد الذي تعرضوا له دفع قسمًا منهم لتأييد المظاهرات الحالية وعبروا عن ذلك حتّى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وبالإضافة إلى كلّ هذا الغليان يدرك الجولاني وعصابته أن القوى الخارجية التي كانت تدعمه استخدمته كوسيلة عسكرية وأمنية لايذاء الدولة السورية ولكنها لن تعطيه أي فرصة ليكون طرفًا سياسيًا في أية تسوية قادمة. ومع انتهاء الحلم الذي راود الكثيرين حول إسقاط الدولة السورية، بات الجولاني وتنظيمه المتطرّف عبئًا عليهم، وهو يدرك هذا الأمر جيّدًا، ولذلك يتعامل بوحشية مفرطه مع أي تحرك يستهدفه من قبل الناس أو من قبل الفصائل الإرهابية التي تنافسه".
وختم حداوي كلامه بالتأكيد أن تنظيم الهيئة منذ تأسيسه كان يحمل بذور فنائه، فهو قائم على قهر الناس والزامهم بأفكاره التكفيرية ويستند في الوقت ذاته على الدعم الخارجي، ومسألة زواله مسألة وقت لا أكثر.