أطلق النادي الحسيني في النبطية مشروع "مسيرة التعافي للنبطية"، الذي يهدف إلى إعادة دفق الحياة سريعًا في شرايين السوق التجاري الذي دمرته الغارات الجوية  بالكامل خلال العدوان على لبنان، وسيتضمن سوقًا تجاريًا بديلًا لائقًا وجاذبًا للتجار الذين تهدمت محالهم، وذلك وفق تصميم فني هندسي راق.

وقد جاء إعلان المشروع، خلال لقاء في قاعة "توتانغو" - الشقيف، في حضور محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جميل جابر، وفاعليات اقتصادية واجتماعية وإعلامية.

صادق
وألقى مهدي عبد الحسين صادق كلمة باسم النادي أوضح فها أن المشروع "سيكون على نمط البيوت الجاهزة ويقام على ساحة البيدر وفق تصميم فني هندسي راق، كما سيحوي أجنحة طعام ومساحات لألعاب الأطفال ومرافق صحية وأنشطة ترفيهية ومهرجانات تسويقية وسواها بالتنسيق والتعاون مع الأعزاء في جمعية التجار والبلدية والجمعيات الفاعلة في المدينة".

وقال: "باشرنا بدراسة هذا المشروع والسعي لتأمين مصادر تمويله منذ اليوم التالي للاعتداء الأول على السوق التجاري، وتواصلنا مع جهات هندسية وأخرى مختصة بتنظيم المعارض الكبرى لإنضاج الفكرة. ثمّ عرضناها على مكتب المرجعية العليا الذي أيدها ودعمها بمساهمة وازنة وكذلك فعل رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري".

وأضاف: " كما اطلع على المشروع جهات إنسانية أوروبية ومؤسسات إعلامية كبرى، بواسطة الصديق المحبّ لمدينته والمتحمس للمشروع فادي علي أحمد. علما أننا سننطلق بالأعمال التنفيذية خلال أيام قليلة، بدءًا بتعبيد ساحة البيدر ريثما تكتمل التعديلات على التصاميم الهندسية والإعلانية. على أمل أن يفتتح المشروع خلال شهرين".

وتابع صادق: "أما عن آلية اختيار التجار الذين سيتسلمون محال واجنحة ضمن المشروع، فسيتم ذلك وفق معيار جغرافي يبدأ من نقطتي الغارتين على السوق التجاري أي مربع السلطان ومربع محطة الصبوري وتوسعًا حتّى اكتمال عدد المحال المتاحة في المشروع. وسيستمر المشروع لمدة سنة ونصف وهي المدة المتوقعة لإعادة اعمار المحال المهدمة. وقد أخذنا في الحسبان ألا يؤثر المشروع على اقامة مراسم مسرحية عاشوراء المعتادة على البيدر. وبمناسبة حديثنا عن إعادة البناء لنا أن ندعو، ان يعاد بناء السوق والمعالم العامة بما يوافق هوية المدينة الثقافية الجامعة وتراثها الثري وأن تصحح أخطاء البناء فيها لتصبح أكثر جاذبية وسهولة للتسوق".

وختم: " رحم الله شهداءها الأبرار الذين نخجل في كلّ ما نقوم به وما سنقوم به أمام عظيم عطاءاتهم. حمى الله مدينتنا وجمعنا دوما على خيرها وخير أهلها الاعزاء". 

الترك
من جهتها، نوهت الترك "بالمبادرة الرائدة التي يتم إطلاقها اليوم بعد مرور 14 يومًا على وقف العدوان "الإسرائيلي" على وطننا وهذا يدل على الإرادة الحية والمميزة لدى أبناء النبطية لإعادة الحياة إلى ما تهدم، ولسوق النبطية رمزيته بشكل تتراعى فيه المسألة العمرانية والتراثية وان نحافظ على تاريخه".

وختمت: "اليوم يتم إطلاق هذا المشروع بإرادة صلبة، نأمل ان تنتج وتثمر عملًا مميزًا خلال فترة قصيرة". 

جابر
أما رئيس "الجمعية التنظيمية لتجار النبطية" محمد بركات جابر فقال: "بداية نترحم على الشهداء كلّ الشهداء، من مقاومين ومدنيين باسم الجمعية وباسم كلّ صامد في الجنوب، وكلّ  عائلة نزحت تحت وطأة العدوان المتوحش على لبنان، وكلّ  متضرر فقد منزله أو مصدر رزقه، نتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى الشيخ عبد الحسين صادق، وإلى النادي الحسيني وإسعاف النادي الحسيني على وقفتهم التاريخية المشرفة التي ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال".

تابع: "لقد كانت جهودهم الحثيثة خلال تلك الفترة العصيبة مثالا يحتذى في التضحية والإيثار. فمن إسعاف الجرحى الذين أصابتهم غارات العدوان، إلى الوقوف جنبا إلى جنب مع الصامدين في أرضهم، كان لعملهم الدؤوب الدور الأساسي في بث الأمل والصمود بين الناس. كما نقدر عاليا إدارتهم للأزمة بأسلوب علمي ومنهجي حديث في مواجهة تداعيات العدوان، من خلال التخطيط المحكم والتنظيم الدقيق. ففتحهم قنوات مع المرجع الديني السيد السيستاني والعتبات الحسينية لتقديم الدعم المادي والمعنوي، ودعمهم للنازحين الذين هجروا قسرًا، واستقبالهم العائدين إلى بيوتهم المدمرة، كان له الأثر البالغ في تخفيف المعاناة وإعادة الناس إلى الحياة الطبيعية تدريجيا".

وأعلن انه "لا يمكننا أن نغفل أيضًا دورهم في إدارة المساعدات وتوجيهها لمستحقيها، وتقديم يد العون لكل محتاج، ما ساهم في ترسيخ القيم الإنسانية والدينية التي طالما ميزت مجتمعنا". مناشدًا المعنيين أن يبادروا فورًا إلى اتّخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الأساسية، مثل المياه، والكهرباء، والانترنت.