لبنان
البنزين والمازوت: لا فرج قريبًا والأمور متروكة الى المعجزات!
أزمة شحّ البنزين لن تتوقّف. كلّ المعطيات تُشير الى استفحالها أكثر فأكثر، على الرغم من كلّ التداعيات السلبية والخطيرة التي سبّبتها في مجمل القطاعات الحيوية والأساسية.
بعد أسبوع على رفع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الدعم عن المحروقات، ووصول سعر تنكتي البنزين والمازوت في السوق السوداء الى أسعار خيالية في ظلّ فقدانهما في بعض المناطق بشكل تامّ، لا يبدو أن الأمور تتجه نحو الحلحلة، أقلّه على صعيد وفرة المادتيْن. الأسبوع الماضي لم يصدر جدول أسعار للمحروقات عن وزارة الطاقة بسبب الإشكال بين الأخيرة والبنك المركزي على خلفية تسعيرة دولار البنزين.
المشهد انسحب على الأسبوع الحالي. وزارة الطاقة قرّرت ألّا تُصدر جدول تركيب أسعار للمحروقات، ليبقى الجدول الحالي ساري المفعول، فتبقى الأسعار كما هي وفقًا لآلية الدعم على سعر 3900 ليرة للدولار، ما يعني عمليًا أن الأزمة متواصلة حتى الأسبوع المقبل وفقدان المادتيْن سيستمرّ الى ما شاء الله.
وعليه، وضع المحروقات ومحطاتها كارثي. الصور المنتشرة على الطرقات هي هي. زحمة خانقة وطوابير تمتدّ لكيلومترات، والطلب يتزايد أكثر فأكثر على المادتيْن.
بالموازاة، فضّل بعض أصحاب المحطّات ترك المصلحة تمامًا. لا جدوى من الاستمرار في تحمّل تبعات المِحنة، وعليه أقفلوا محطاتهم وعمدوا الى فكّ كلّ معداتهم. وهذا ما حصل مع محطتيْ هاشم - طريق صيدا القديمة، والأيتام في محلّة الصفير. حالهما كحال عشرات المحطات في مختلف المناطق التي سلكت الخيار نفسه.
أصحاب المحطات
بالموازاة، أشار رئيس تجمع أصحاب المحطات جورج البراكس إلى أن "البنزين ما زال متوفرًا في محطات المحروقات، في حين أنه مقطوع بالنسبة للشركات المستوردة"، سائلًا "كم سيكفي المخزون المتوفر لدى المحطات؟ قد يكفي إلى حد منتصف الأسبوع المقبل".
وفي تصريح له، لفت البراكس إلى أن "مادة المازوت تنفد بسرعة بسبب ارتفاع الطلب، والقوى الأمنية تفرض على أصحاب المحطات بيع كامل المخزون والعمل بأقصى طاقة، في حين أننا نعمل على بيع كميات محددة كل يوم من أجل استمرار العمل لتكفي مجمل الكمية لأيام".
وكشف البركس أن "باخرتيْ مازوت سيتم تفريغهما، لكن لم يتم التوصل الى اتفاق بعد بشأن باخرة البنزين، وسنواجه مشكلة في حال لم يتم فتح اعتمادات لها".
الشركات المستوردة للنفط
بدوره، أوضح رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أنّ الشركات حذّرت من أن مخزون البنزين الذي كان متوفرا لا يكفي إلّا لأربعة أيام، وهذا المخزون نفد، مؤكدًا ألّا إمكانية لدى الشركات للتوزيع وسط غياب التوافق بين مصرف لبنان والمسؤولين على تحديد سعر البنزين.
فياض وفي حديث إذاعي شدد على وجوب أن تكون هناك مرحلة وسطية بين الدعم ورفع الدعم، داعيا المسؤولين الى الإسراع باتخاذ القرارات اللازمة ومن بينها إقرار البطاقة التمويلية، وأضاف: "سمعنا من العديد من المسؤولين أن هناك نية في تعجيل إقرار البطاقة التمويلية في فترة لا تتعدى العشرة أيام ولكن العبرة في التنفيذ".
وإذ لفت فياض الى أن المحطات ستبقى مقفلة ما لم تتوفر مادة البنزين فيما البعض الآخر أقفل لأسباب أمنية، تمنّى أن يُصار الى معالجة الأمور ولو مؤقتًا، محذرًا من أنّ باخرتي المازوت اللتين سيتمّ إفراغهما لن تكفيا إلّا لأسبوع نتيجة الحاجة الكبيرة للمازوت في ظلّ الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي.
مصرف لبنانالمحروقاتوزارة الطاقة والمياهالمازوتالبنزين