معركة أولي البأس

لبنان

لقاءات غربية وعربية لميقاتي في اسكتلندا.. وقرداحي لن يستقيل
02/11/2021

لقاءات غربية وعربية لميقاتي في اسكتلندا.. وقرداحي لن يستقيل

اهتمت الصحف الصادرة اليوم في بيروت بمستجدات الهجمة السعودي على لبنان، حيث بات من المؤكد أن وزير الإعلام لن يقدم على خطوة الاستقالة من الحكومة، كما أن الغرب لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا تدعمان بقاء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وهذه المواقف تسير بعكس ما تشتهي سفن السعودية.
وقام ميقاتي أمس بسلسلة لقاءات أمس في اسكتلندا على هامش قمة المناخ، كان أبرزها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأمير قطر تميم بن حمد، الذي أعلن عن زيارة مرتقبة لوزير خارجية بلاده إلى لبنان للوقوف على الأزمة التي افتعلتها السعودية مؤخرًا مع بيروت.


"الأخبار":  ميقاتي يواصل استجداء الدعم الغربي وتخبّط رسمي

اصطدمت السعودية برفض وزير الإعلام جورج قرداحي الاستقالة، كما برفض الرئيس نجيب ميقاتي الاستقالة أيضاً، مُتسلحاً بالموقفيْن الأميركي والفرنسي. أما القوى السياسية المحلية فتجري مشاورات وتدرس موقفها بتأّنٍ، بعدما بات شبه مؤكد أن الرياض تتجهّز لإطلاق مزيد من الإجراءات والدفع نحو رفع منسوب التوتّر لينعكس على كل المستويات، ووسط تخبط سياسي داخلي، وخشية من تجاوز الضغوط الإطار السياسي - الدبلوماسي والاقتصادي، إلى «تخبيص أمني».

وفي ظل تعطّل الجهود الداخلية، بدأ ميقاتي جولة اتصالات على هامش قمة المناخ في اسكتلندا، البارز فيها اجتماعه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ونقل رئيس الحكومة أمير قطر قراره بإيفاد وزير خارجيته محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً للبحث في سُبل معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية، ما يعدّ أول خرق جدّي في جدار الأزمة. كذلك التقى ميقاتي رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح الخالد الحمد الصباح بحضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي. كما أجرى محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى.

و علمت «الأخبار» أن ميقاتي كرر الاتصال أمس بالرئيسين ميشال عون ونبيه بري طالباً الضغط لإقناع الوزير جورج قرداحي بتقديم استقالته. وقالت مصادر مطلعة إن عون «طلب من ميقاتي العودة سريعاً إلى بيروت لعقد جلسة لمجلس الوزراء، لكن ميقاتي أشار إلى أنه لا يريد تحميل الحكومة أكثر مما تحتمل».
من جهته، لا يرى حزب الله التطورات الأخيرة خارج سياق رد الفعل السعودي وانزعاجها وقلقها من الملف اليمني، وتصرف السعوديين على أن حزب الله يقف مباشرة خلف العمليات القاسية التي مُنيت فيها القوات السعودية بخسائر كبيرة على الجبهات. لذلك، يواصل الحزب التصّرف بعقل بارد، مؤكداً تمسكه بالحكومة، وبرفضه المطلق لاستقالة قرداحي تحت الضغط.

يواصل حزب الله التصرّف بعقل بارد مؤكداً تمسكه بالحكومة ورفض استقالة قرداحي تحت الضغط

ويتقاطع موقف حزب الله مع موقف الرئيس بري الذي يعتبِر أن لا علاقة للأزمة بوزير الإعلام، وأن ما قاله قرداحي لا يستوجِب هذه الهجمة. لكن رئيس مجلس لا يذهب بعيداً في المواقف، إذ يبدو وكأنه ينتظِر هدوء العاصفة، علّ الفترة المقبلة تسمح بأن يبادر هو نفسه بلعب دور ما، وفق كلام مقربين منه، مع الكويتيين أو العُمانيين. وإن كانَ هذا الدور «لا يزال من المبكر الحديث فيه». لذلك، يبقى الجميع في انتظار ما ستؤول إليه الاتصالات مع الفرنسيين والأميركيين.
أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وعلى رغم إدراكه بأن الأزمة التي افتعلتها السعودية أخيراً لا علاقة لها بمواقف وزير الإعلام، إلا أنه يعتبر أن تصريح قرداحي بعدَ الأزمة كانَ يجب أن يكون أكثر حرصاً على التهدئة لا رفع السقف وإعطاء ذريعة جديدة للسعوديين. كذلك يرفض جنبلاط أيضاً استقالة ميقاتي، ويعتبر أن استقالة قرداحي لم تُعد تقدّم أو تؤخر في الموقف شيئاً. وهو يبدي اهتماماً أكثر بـ«تهدئة» الوضع داخل حزبه. وكانَ واضحاً خلال المؤتمر العام الـ 48 للحزب الذي عقد في المدينة الكشفية في عين زحلتا – الشوف، قبل أيام، أنه يريد ضبط الاندفاعة، بعدما سمِع مواقف لكوادر وناشطين ومناصرين تهاجم حزب الله وترفع السقف تعليقاً على الأزمة المستجدة مع المملكة. لذلك، أكد لهم أنه يتخذ مواقف عالية السقف ضد الحزب حين يتطلب الأمر ذلك، لكنه كان حاسماً بأنه لا يريد أن يكون هناك جو يتبنّى الهجوم الذي تريده المملكة. فهناك «ربط نزاع حصل مع الحزب في عدة محطات وهذا يجب أن يستمر»، فيما لمس الحاضرون أنه «لا يريد الانضمام إلى حملة توتير الأجواء السياسية في الداخل»، و«في النهاية لن يقف إلى جانب سمير جعجع في هذه المعركة».

المردة: القطيعة ولا المذلة
أما تيار المردة الذي وقف إلى جانب وزيره في قرار رفض الاستقالة، فهو مقتنع بأن الموقف السعودي ليس سببه تصريحاً في برنامج تلفزيوني مسجل قبيل تعيين قرداحي وزيراً، بل مجموعة تراكمات كشف عنها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عبر قوله إن الإشكالية في «هيمنة حزب الله». من هذا المنطلق، رفض فرنجية تقديم قرداحي فدية رافضاً «التعامل بدونية مع أحد أو التزلف لأي طرف».
وأكد النائب طوني فرنجية لـ «الأخبار» أن تيار المردة «يضع المصلحة الوطنية قبل كل شيء، لذلك لو رأى أن استقالة وزير الإعلام توقف الأزمة ولو أنه لم يخطئ كان سيتشاور معه ربما، علماً أن قرداحي غير ملتزم بالتيار ويتمتع باستقلالية في الأداء والرأي. وأضاف: «إذا كان المطلوب إضافة المذلة فوق الجراح بمعنى استمرار القطيعة بكل الأحوال أكان مع استقالة أو من دونها، فنحن نفضل القطيعة لا المذلة، ونحن إلى جانب قرداحي في كل ما يفعله»، لافتاً إلى أن الاستقالة «هي أهون الشرور. وبإمكاننا الانسحاب والتفرج. إلا أن المصلحة الوطنية تقود موقفنا الذي لا يفترض أن يكون ضعيفاً وجباناً حتى يخدم لبنان. فمن يخضع مرة يخضع مئة مرة، ونحن أصبحنا عرضة للابتزاز لأننا لا نتصرف كدولة واحدة بتعاضد».

 

"البناء": إحاطة دولية وعربية بالحكومة لحفظ الاستقرار تكسر الحصار السعودي

وسط تطورات متسارعة في المنطقة، شمالاً وجنوباً، تتفاعل أزمة الحصار السعودي الخليجي على لبنان، ففي جنوب المنطقة، في اليمن أنجز الجيش واللجان الشعبية وأنصار الله تحرير مديريات محافظة مأرب، وأصبحت المدينة محاصرة، فيما بدأ الوجهاء وشيوخ القبائل بوساطات ومفاوضات لتسوية تضمن دخول أنصار الله إليها بصورة سلمية لتجنيبها ما سينتج من أي مواجهة عسكرية ميؤوس منها ومعلومة النتائج، وسط قراءة مصادر عربية دبلوماسية لمعادلة مأرب تقول إن ما قبلها غير ما بعدها، خصوصاً بما يتعلق بصورة السعودية وقدرتها على حشد المواقف العربية والدولية وراءها، وفي شمال المنطقة حشود تركية إلى شمال شرقي سورية، وسط حديث عن عملية عسكرية وشيكة على مناطق سيطرة الجماعات الكردية المسلحة التي تقودها قسد، مع ترويج تركي لضوء أخضر أميركي حصل عليه الرئيس التركي رجب أردوغان من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال لقائهما أول من أمس، بينما تحدثت مصادر كردية عن حضور روسي متزايد في المنطقة ضمن إطار الحديث عن تفاهمات تقضي بتسليم المواقع الأميركية للقوات الروسية قبل نهاية العام.

في تطورات الحصار السعودي على لبنان، ثبتت حكومة البحرين وحدها على التموضع الكلي خلف الموقف السعودي، بينما تمايزت الكويت بموقف يدعو لبنان لحل الأزمة مع السعودية على قاعدة أن الكويت حريصة على لبنان وعلى وحدة مجلس التعاون الخليجي في آن واحد، بما يضع المشاركة الكويتية في الخطوة السعودية بعيداً من القناعات الكويتية، بينما حافظت الإمارات على بقاء السفير اللبناني لديها ليصبح استدعاء دبلوماسييها ورعاياها تعبيراً عن القلق على أمنهم كما قالت، وليس قطعاً للعلاقات الدبلوماسية، فيما أكدت عمان استعدادها في أول لقاء لمجلس التعاون الخليجي على مستوى القمة أو وزراء الخارجية، لطرح القضية اللبنانية، والسعي لبلورة حلول مناسبة، بينما انتهى لقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بأمير قطر الشيخ تميم آل ثاني إلى إعلان الأمير القطري عن إيفاد وزير خارجيته إلى بيروت لبدء مساعي وساطة في الأزمة، وكانت مشاركة الرئيس ميقاتي في قمة المناخ قد تحولت إلى منصة للقاءات عالية المستوى دولياً، بحيث شملت لقاءاته بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومديرة صندوق النقد الدولي ورئيس الاتحاد الأوروبي، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون، ونقلت مصادر سياسية عن لقاءات الرئيس ميقاتي انطباعات إيجابية لجهة التضامن مع لبنان والوعود بالمساعدة على تخطي الأزمة، والالتزام بدعم الحكومة والحفاظ على الاستقرار، كما ورد في المواقف الأميركية والفرنسية المعلنة.

في الشق الداخلي، تراجع الحديث عن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي، بعدما كشف وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرجان عن أن الأزمة ترتبط بموقع حزب الله من المعادلة اللبنانية، وما وصفه بهيمنة حزب الله على الدولة، بينما شكل رفض الوزير قرداحي للاعتذار أو الاستقالة استجابة للضغوط، سقفاً للموقف السيادي وللتمسك بالكرامة الوطنية، عقد مهمة الذين كانوا يعتقدون بفرصة الضغط عليه للاستقالة، خصوصاً بعدما نقلت مصادر وزارية عنه معادلة للاستقالة تربطها بالتراجع السعودي عن الإجراءات العدائية للبنان.

وأشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أنه «كان ناشد الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر»، ورأى أن مناشدته «لم تترجم واقعياً».

وقال ميقاتي في تصريح من مدينة غلاسكو في اسكتلندا، حيث يشارك في «مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي (COP26)  الذي بدأ أعماله أمس: «نحن أمام منزلق كبير وإذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا». وأجرى ميقاتي محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقد حرص الرئيس ماكرون على تمديد الاجتماع أكثر من مرة على رغم انشغالاته، معبّراً عن «تمسك فرنسا باستقرار لبنان السياسي والاقتصادي».

وفي هذا الإطار التقى الرئيس ميقاتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء أكد أمير قطر أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية- الخليجية. كذلك اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح. وفي خلال اللقاء أكد الرئيس ميقاتي «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوّة والتعاون». وأكد رئيس وزراء الكويت «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدد على أن «لبنان قادر بحكمته على معالجة أي مشكلة أو ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية».

كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم إسبانيا المستمر للبنان عبر المجموعة الأوروبية.

كذلك اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وبحث معه في دعم الاتحاد الأوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد.

وعقد رئيس الحكومة اجتماعاً مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا التي أكدت أن صندوق النقد الدولي «عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية»، واعتبرت أن «خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين لأنها باب الحل الوحيد المتاح».

وفي خلال اجتماعه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت الاخيرة «استعداد ألمانيا لدعم لبنان في كل المجالات»، وأعطت توجيهات فورية إلى مستشاريها للنظر في المطالب اللبنانية التي عبّر عنها الرئيس ميقاتي، لا سيما في مجال البنية التحتية ومواكبة مسار المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد الدولي وملف النازحين السوريين.

ويرأس ميقاتي الوفد اللبناني إلى المؤتمر والذي يضم وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى، وسيلقي كلمة لبنان اليوم.

وفي بعبدا واصل رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته السعودية وعدد من دول الخليج، بسحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها المغادرة، إضافة إلى بعض الإجراءات، وذلك على خلفية الاعتراض على المواقف التي صدرت عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيراً في الحكومة. وفي هذا السياق، تشاور عون مع ميقاتي، في الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه.

ولفتت مصادر نيابية لـ»البناء» إلى أن الاتصالات المكثفة التي تجري على الخطوط الداخلية الخارجية وكذلك التي يجريها ميقاتي على هامش مشاركته في مؤتمر COP26 لم تتوصل إلى مخرج للأزمة الدبلوماسية بين لبنان والسعودية، مشيرة إلى أن أي قرار سيتخذ سيكون بالتوافق وثانياً بما تقتضيه المصلحة الوطنية والحفاظ على الوحدة الداخلية والسيادة الوطنية». كما أكدت مصادر فريق المقاومة أن حزب الله لا يزال على موقفه الرافض لاستقالة قرداحي كون ذلك سيمس بكرامة وسيادة البلد ولن يؤدي في المقابل إلا إلى مزيد من إذلال اللبنانيين وإهانة المشاعر الوطنية وإخضاع لبنان واللبنانيين إلى الإرادة السعودية التي تتمادى في ضغوطها وشروطها على لبنان وتتخذ منه ساحة للضغط للهروب من هزائمها في أكثر من مكان لا سيما في اليمن. وشددت المصادر على أن أي مس بقرداحي سيهدد بقاء الحكومة ولن يخضع لبنان للإملاءات السعودية.

وليس بعيدا قالت مصادر معنية بالاتصالات لـ»البناء» إن لا استقالة للحكومة، مشيرة إلى دعم تلقاه الرئيس ميقاتي من الرئيس الفرنسي لاستمرار الحكومة، هذا فضلاً عن أن هناك موقفاً غربياً لا يؤيد الإجراءات الخليجية تجاه لبنان، ولفتت المصادر في هذا السياق إلى تمايز في الموقف الأميركي عن السعودي، وهذا ما تظهر خلال دعوة وزارة الخارجية الأميركية المعنيين في الرياض إلى التواصل والحوار مع لبنان الرسمي.

وفي سياق متصل أفيد بأن الوزير قرداحي يرفض الاستقالة انطلاقاً من رفضه أن يكون كبش محرقة وهو لم يتعرّض للمملكة العربية السعودية، وهو أعرب للرئيس ميقاتي عن انزعاجه من تصريحات بعض الوزراء الذين طالبوا باستقالته. وتقول أوساط متابعة إن حزب الله أسوة برئيس تيار المردة يرفض استقالة قرداحي، بخاصة أن الأزمة أبعد بكثير من تصريح، معتبرة أن ما يجري جرى ترتيبه مسبقاً ويأتي بالتوازي مع الحراك السعودي في لبنان مع بعض القوى للانتخابات النيابية.

وبدأت قرارات مقاطعة لبنان خليجياً تدخل حيز التنفيذ. وفي الإطار، أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات الانتهاء من «عملية عودة الدبلوماسيين والإداريين في بعثة الدولة لدى لبنان ومواطني الدولة إلى أرض الوطن، وذلك نظراً للأوضاع الأمنية والسياسية الراهنة في الجمهورية اللبنانية وتزامناً مع قرارات دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن سحب الدبلوماسيين والإداريين من لبنان ومنع سفر مواطني الدولة إليه».

كما أعلنت شركة  DHLأن «أخذنا تعليمات منذ السبت بوقف البريد من لبنان إلى السعودية». وأشار السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم قبيل مغادرته الكويت نحن نعول على حكمة وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر الصباح، وعلى حكمته وبعد نظره ودبلوماسيته لإيجاد المخارج المناسبة لهذه الأزمة العابرة بين لبنان وإخوته في دول الخليج العربي.

وأفادت وكالة «فرانس برس» بأن وزير الخارجية عبدالله بو حبيب دعا السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الإعلام جورج قرداحي. وقال «إن المشكلات بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها إلا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية». وأضاف: «لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشكلات العالقة وليس الإشكال الأخير فقط لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة».


"اللواء": الوسطاء العرب لميقاتي: إزاحة الوزير - العقبة مدخل الحوار مع السعودية

وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الاتصالات بشأن معالجة أزمة العلاقة مع دول الخليج متواصلة لكن لا نتائج لها بعد بإنتظار الوساطات المطلوبة والقرار الذي من شأنه أن يعيد ترتيب الوضع إذا أمكن.

ورأت المصادر أن هناك تعويلا على بعض هذه الاتصالات على ان هناك خطوات داخلية مطلوبة لم تترجم بعد. وأوضحت هذه المصادر أن أي تأخير في الحل ستكون له تداعياته وانه إذا كانت المعالجة غبر المؤسسات فذاك يعني حكما مجلس الوزراء.

وأعربت المصادر عن اعتقادها أنه فور عودة الرئيس ميقاتي من قمة المناخ يباشر مجموعة من الاتصالات واللقاءات بشأن هذا الملف.

وعليه، فالذهاب إلى المكاسرة مع المملكة ودول الخليج المتضامنة معها، تجعل الحكومة مهددة وعلى طاولة الاستقالة، الأمر الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على برنامج صندوق النقد الدولي.

وأشارت مصادر متابعة، الى ان المساعي والجهود  تبذل  على اكثر من صعيد، لحل الازمة المستجدة بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.

نقلت عن اوساط بعبدا، ان رئيس الجمهورية ميشال عون، يعول على اللقاءات والاتصالات التي يبذلها ميقاتي، مع رؤساء الدول والحكومة العربية والصديقة للبنان خلال مشاركته بمؤتمر المناخ في غلاسكو في اسكوتلندا، ولا سيما مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وامير قطر .

واستنادا الى ما تسرب عن مضمون اللقاءات التي اجراها ميقاتي، علم ان هناك  تجاوبا لطلب لبنان، لبذل مساعي للتوسط مع المملكة، وكل مايمكن من ان يؤدي إلى حلحلة الازمة القائمة، الا ان هذه المساعي، ووجهت، بمدى قدرة الحكومة اللبنانية، على تلبية الشروط والمطالب السعودية المعروفة.

واضافت المصادر ان رئيس الحكومة ابدى استعداده  لبحث ومناقشة المشاكل المطروحة،بروح الانفتاح  والحفاظ على مصالح البلدين الشقيقيين، والعمل بكل الامكانيات المتوافرة لحلها.

وبينما دخلت الازمة بين لبنان وبين دول الخليج العربي منعطفاً خطيراً، لتعذر إتخاذ الاجراءات الواجبة لطمأنة السلطات الخليجية بعدما تجاوزت الازمة موضوع المواقف التي أدلى بها وزير الاعلام جورج قرداحي عن حرب اليمن ودور السعودية فيها إلى إجراءات مقاطعة قاسية يُخشى ان تتطور اذا استمر التعامل اللبناني بخفة وتردد مع الحدث، استفاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مشاركته في قمة المناخ، في غلاسكو - اسكتلندا، فعقد لقاءات مهمة مع عدد من الزعماء العرب والاجانب، وسمع عبارات دعم عربية وأوروبية وأميركية للمحافظة على الاستقرار ولبرنامج الحكومة، مع التشديد على ضرورة معالجة تبعات أزمةمواقف قرداحي. لكن الاجراءات الخليجية استمرت ضد لبنان واخرها امس، منع السلطات السعودية دخول وارسال الطرود البريدية عبر شركة dhl من لبنان الى المملكة وبالعكس. ومغادرة البعثة الدبلوماسية الاماراتية بكامل أعضائها لبنان. وتردد معلومات عن وقف رحلات الطيران من ابوظبي الى بيروت، وثمة مخاوف من وقف تحويل اللبنانيين الاموال من بعض دول الخليج الى ذويهم في لبنان عبر عنها بعض المقيمين في الخليج.

وعلمت «اللواء» ان إتصالات تجري بالوزير قرداحي وحلفائه للتمني عليه «ان يأخذ مصلحة البلد بالاعتبار ويُقدِم على الاستقالة من تلقاء نفسه»، لأن إقالته غير واردة لأنها تهدد بفرط الحكومة كلها ويدخل لبنان في نفق مظلم طويل. لكن الاتصالات لم تؤدِ الى نتيجة لأن منطق حلفاء قرداحي ان المشكلة مع السعودية لا تتعلق بموقف شخصي للوزير قبل توزيره، بل بالموقف السعودي من لبنان ومن الحكومة ككل بسبب السياسات اللبنانية المتبعة، وبالتالي فإن استقالته لن تغير في الموقف السعودي ولن تفتح المجال لإستعادة العلاقات الى طبيعتها.

وقد عبر الرئيس ميقاتي عن حجم الازمة وخطورتها بقوله بعد وصوله الى غلاسكو: كنت قد ناشدت الوزير قرداحي بأن يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر، لكن مناشدتي لم تترجم واقعياً.

اضاف: نحن أمام منزلق كبير واذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا.

لقاءات ميقاتي

فقد أجرى الرئيس ميقاتي، في اليوم الاول لمشاركته في «مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية ، تناولت الوضع في لبنان وسبل دعمه للخروج من الازمة التي يمر بها.

وفي هذا الاطار التقى الرئيس ميقاتي امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وخلال اللقاء، أكد أمير قطر انه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الازمة اللبنانية - الخليجية.وقد شكر الرئيس ميقاتي امير قطر «على موقفه الدائم الداعم للبنان».

كذلك اجتمع رئيس مجلس الوزراء مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح.

واكد الرئيس ميقاتي «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة اي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون».

بدوره اكد رئيس وزراء الكويت «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدد على» ان لبنان قادر بحكمته على معالجة اي مشكلة او ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية».

وتوج لقاءاته بإجتماعين مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الظهر.

وأشار مصدر في الرئاسة الفرنسية إلى أن الرئيس ماكرون وخلال مباحثاته مع الرئيس ميقاتي كرّر دعمه له من أجل تحقيق وتنفيذ برنامج الإصلاحات، متمنياً أن تسمح الاحز اب اللبنانية لمجلس الوزراء بأن يجتمع على الرغم من الأزمة مع دول الخليج.

ودعا ماكرون الدول الخليجية إلى الالتزام من جديد بلبنان بهدف تحقيق الإصلاحات ولاستعادة سيادة البلاد.

ثم التقى مساء المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، بمشاركة وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان في المملكة المتحدة رامي مرتضى.

كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعا مع رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم اسبانيا المستمر للبنان عبر المجموعة الاوروبية.

كذلك اجتمع الرئيس ميقاتي مع رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال، وبحث معه في دعم الاتحاد الاوروبي للبنان والخطوات الحالية والمتوقعة في هذا الصدد.

وعقد رئيس الحكومة اجتماعا مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا شارك فيه الوزير ناصر ياسين والسفير رامي مرتضى.

وفي خلال الاجتماع اكدت جورجييفا أن «صندوق النقد الدولي عازم على مساعدة لبنان للنهوض من ازمته الحالية»، واعتبرت» ان خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب انجاحها من كل المعنيين لانها باب الحل الوحيد المتاح».

كما عقد اجتماعات مع كل من ورئيس ارمينيا ارمين سركيسيان ورئيس وزراء ايطاليا ماريو دراغي.

عون يتواصل

من جهته تواصل رئيس الجمهورية ميشال عون امس، مع الرئيس ميقاتي، للتشاورفي الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه.

كمااجرى اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، بسحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها المغادرة، إضافة إلى بعض الإجراءات الاخرى.

بو حبيب والحوار

وعلى خط موازٍ، دعا وزير الخارجية عبدالله بو حبيب السعودية إلى الحوار لحل الأزمة الراهنة بين الدولتين على خلفية تصريحات لوزير الاعلام جورج قرداحي.

وقال بو حبيب: إن المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلها الا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض وهذا يسري على لبنان والسعودية.

وأضاف: «لبنان يدعو السعودية إلى حوار لنحل كل المشاكل العالقة وليس الإشكال الأخير فقط، لكي لا تتكرر الأزمة ذاتها في كل مرة.

وكانت معلومات قد ذكرت ان الوزير بوحبيب ترأس امس إجتماعاً لخلية الازمة الوزارية بحضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، لكن مصادر الخارجية نفت حصول الاجتماع،بعدما اعلن الوزير مساء امس الاول ان اللجنة لم تحقق اهدافها ولن تعود للإجتماع.

 

"الجمهورية": ميقاتي يحذّر من منزلق.. ووزراء يتوقعون استقالات

وفيما شكّلت مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي في «مؤتمر الامم المتحدة السادس والعشرين للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغيّر المناخي (COP26) في مدينة غلاسكو في اسكتلندا، فرصة لإجراء مشاورات مع مسؤولين عربا ودوليين لاحتواء الأزمة المستجدة، قالت مصادر مواكبة لهذه المشاورات، انّ ميقاتي تلقّى جرعة دعم جدّية للحكومة وحثها على معالجة الأزمات الداخلية وفي مقدّمها الأزمة الاخيرة مع دول الخليج.

وشملت لقاءات ميقاتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل، وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث جرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وأبلغ الشيخ تميم الى الرئيس ميقاتي انّه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت قريباً للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية - الخليجية.

كذلك اجتمع ميقاتي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح. واكّد ميقاتي خلال اللقاء «حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي، والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الاخوّة والتعاون». فيما اكّد رئيس الحكومة الكويتية «حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي». وشدّد على» انّ لبنان قادر بحكمته على معالجة اي مشكلة او ثغرة، وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية».

كما عقد الرئيس ميقاتي اجتماعاً مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز ورئيس المجلس الاوروبي شارل ميشال، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، التي اكّدت أنّ «صندوق النقد الدولي عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية»، واعتبرت انّ «خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكّل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين، لانّها باب الحل الوحيد المتاح».

السعودية لن تغفر

في هذا الوقت، تسعى وزارة الخارجية اللبنانية الى اجراء حوار مع السعودية لحلّ الازمة الديبلوماسية معها، وقال الوزير عبدالله بو حبيب («فرانس برس») «إنّ المشاكل بين الدول الصديقة والشقيقة لا يمكن حلّها الّا بالحوار والتواصل والثقة، ولكن ليس بإرادة الفرض، وهذا يسري على لبنان والسعودية».

الّا انّ الموقف السعودي في موازاة ذلك، على تصلّبه الشديد، مع تأكيد المسؤولين السعوديين على «السبب الأساسي لهذه المسألة والذي يتبدّى في دور «حزب الله» وهيمنته على القرار في لبنان».

وفي هذا السياق، أبلغت مصادر مطلعة على الموقف السعودي الى «الجمهورية» قولها، انّ فترة السماح التي سبق ومنحتها السعودية الى لبنان قد انتهت، فثمة استسلام كلي لـ»حزب الله» وتغطية كاملة لهيمنته على الدولة وقرارها خدمة لأجندة ايرانية»، لافتة الانتباه الى انّ المطلوب سعودياً هو كبح جماح هذا الحزب وردعه بخطوات ومواقف جادة، علماً انّ السعودية لا يمكن ان تغفر لهذا الحزب عدوانيته تجاه المملكة وتسببه في إهراق الدم السعودي في اليمن وغيرها».

وبرز في هذا السياق، ما قاله الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود، لجهة «أنّ هناك حلاً بسيطاً ليعود لبنان كما كان في عهد رئيس الحكومة الراحل، رفيق الحريري، وهو ان تكون القيادة السياسية (في لبنان) جادة في أن يكون السلاح بيد الدولة وليس بيد أحزاب تفرض أجندتها، وبأن ينأى لبنان بنفسه عمّا يحدث بالمنطقة من تجاذبات سياسية، خصوصاً الحاقدة على الدول العربية، ليعود كما كان أثناء تواجد الشهيد رفيق الحريري، ملاذاً آمناً للسياحة والاستثمار».

وقال: «من غير الطبيعي وغير المنطقي أن تعود الاستثمارات الخليجية إلى لبنان أمام تصريحات علانية من قبل شخصيات سياسية وحزبية تعادي الخليج، ودعم ميليشيات إرهابية في اليمن، بالسلاح والتدريب وتهريب المخدرات بشكل منظم، وكل هذا يحدث أمام عين الحكومة اللبنانية ومن دون محاسبة لمن يقوم بهذا العمل».

نصيحة عربية

وفي السياق ذاته، أعربت مصادر ديبلوماسية عربيّة، عن شديد قلقها حيال مسار الامور في لبنان، وقالت لـ«الجمهورية»: «انّ انكسار حلقة العلاقات بين لبنان واشقائه العرب وتحديداً دول الخليج، فوق قدرة لبنان بوضعه الراهن على تحمّل تداعياته السياسية والاقتصادية. وهذا امر يفترض بالقيادة السياسيّة في لبنان ان تتداركه، وتبادر الى خطوات تثبت من خلالها جدّيتها وحرصها على هذه العلاقات».

ورداً على سؤال عمّا هو مطلوب من لبنان، قالت المصادر: «الواضح انّ السعودية تنتظر من لبنان خطوات سريعة وصارمة، ليس فقط حيال تصريحات وزير الاعلام اللبناني، بل حيال «حزب الله»، وتبعاً لذلك فإنّ القيادة السياسيّة في لبنان هي الأدرى بما يجب عليها ان تقوم به. فلبنان في مأزق حقيقي، وليس من مصلحته على الإطلاق ان يكون معزولاً عن اشقائه واصدقائه، لأنّه في هذه الحالة سيكون هو الخاسر وحده».

إلّا انّه عندما يُقال للمصادر الديبلوماسية العربيّة بأنّ خريطة التوازنات الداخلية في لبنان مختلة لصالح سلاح «حزب الله»، تسارع الى القول: «نحن ندرك هذا الامر، وندرك ايضاً حقيقة التوازنات في لبنان، وحساسية الوضع فيه على كل المستويات. ونخشى ان يؤدي ذلك الى صعوبات اضافية على لبنان وعلى الشعب اللبناني، مع الأسف وضعكم في لبنان لا تُحسدون عليه على الاطلاق».

«حزب الله» هو العائق

وفيما أُعلن عن أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يتابع اتصالاته في اتجاهات مختلفة لاحتواء الأزمة مع السعودية وبعض دول الخليج، كشفت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، انّه بالتوازي مع الحصانة الأميركية والفرنسيّة لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، إلّا أنّ الوساطات التي تحرّكت اميركياً وفرنسياً وكذلك عربياً مثل مصر وعُمان، مع المسؤولين في السعودية، لم تؤدّ الى أيّة نتيجة ايجابية. بل تبلّغ الجانب اللبناني إشارات شديدة السلبية تفيد بأنّ موقف السعودية في منتهى الحدّة والتصلّب.

وقالت مصادر ديبلوماسية غربيّة لـ«الجمهورية»، انّ «الموقف الاميركي ما زال يعكس رغبة واضحة وشديدة بدعم حكومة الرئيس ميقاتي، ويجاريه في ذلك سائر دول المجتمع الدولي، الاّ انّ واشنطن في المقابل متفهّمة جداً للموقف السعودي، وتشارك السعودية النظرة الى «حزب الله» الذي يقف خلف كل التوترات الحاصلة في لبنان، ويشكّل العائق الأساس امام خروج هذا البلد من ازماته الصعبة. وهو ما جرى التأكيد عليه في لقاء وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان».

وإذ اشارت المصادر الى «انّ الأزمة بين لبنان ودول الخليج في ذروة التعقيد، ولا شيء في الأفق يؤشر الى حلحلة على هذا الصعيد»، اعربت عن «قلقها على الاستقرار في لبنان»، وقالت انّ المجتمع الدولي، وفي مقدمته واشنطن وباريس، يرفض سقوط لبنان في قبضة «حزب الله»، وهو يحث الحكومة اللبنانية على ممارسة دورها الفاعل واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم انزلاق الوضع في لبنان الى واقع صعب يزيد من حال الاضطراب ومن معاناة الشعب اللبناني.

إنقسام وزاري

وإذا كان لبنان يعاني أصلاً من حصار أزمات خنقه اقتصادياً ومالياً وسياسياً وانتخابياً وقضائياً وطائفياً، فإنّ الازمة الديبلوماسية مع دول الخليج، فرضت على الحكومة المعطّلة، عامل ضغط اضافي وشديد عليها، بحيث أُضيف اليها تعطيل جديد جعلها محاصرة بانقسام وزاري حول مقاربة الأزمة المستجدّة.

وقالت مصادر وزارية مؤيّدة لوزير الاعلام، انّه لم يخطئ لكي يُقال او يستقيل، وما قاله في تصريحاته حول حرب اليمن هو سابق لتوزيره، وبالتالي هذه التصريحات ليست هي السبب المباشر للأزمة الديبلوماسية مع السعودية وبعض دول الخليج، وكلام وزير الخارجية واضح جداً لهذه الناحية، حينما قال أخيراً «إنّ ازمة السعودية مع لبنان ترجع أصولها الى التكوين السياسي الذي يعزّز هيمنة «حزب الله» ويتسبّب باستمرار عدم الاستقرار».

اضافت المصادر: «من هنا ليس مقبولًا تحميل الوزير قرداحي مسؤولية الأزمة، وبالتالي كل مطالبة بإقالته او استقالته ستزيد الامر تعقيداً، وتدقّ مسماراً في نعش الحكومة المترنّحة اصلاً ويهدّد استمرارها، ثم من قال انّ استقالة قرداحي ستؤدي الى حلّ الأزمة الديبلوماسية الخليجية مع لبنان؟».

الاستقالات واردة

وفي المقابل، ألمحت مصادر وزارية لـ«الجمهورية»، الى المسؤولية المباشرة لقرداحي في التسبّب بهذه الأزمة، وانّ عليه ان يراعي مصلحة لبنان، وهو ما شدّد عليه رئيس الحكومة. وقالت المصادر، انّ على قرداحي ان يقدّر حجم الأزمة التي تسّبب بها، ويبادر الى اتخاذ قراره بالخروج من الحكومة بما قد يسهّل من حركة الوساطات مع السعودية لإعادة الامور الى ما كانت عليه». وقالت، انّه «في حال إحجام قرداحي عن اتخاذ القرار المنتظر منه، فإنّ مبادرة بعض الوزراء الى الاستقالة من الحكومة امر وارد جداً».

ولفتت المصادر الوزارية في هذا السياق، الى رسالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التي توجّه فيها الى الوزراء، بدا وكأنّه يمهّد من خلالها لخطوة ما قد يُقدم عليها، حينما ختمها بقوله: «اللهّم اشهد اني قد بلّغت»، مشيراً الى فشل مناشدته وزير الاعلام «بأن يغلّب حسّه الوطني على أي امر آخر»، ومحذّراً من الانحدار الى منزلق كبير جداً، ومن ان نقع في ما لا يريده أحد منا، ما لم نتدارك هذه الأزمة سريعا».

الحكومة اللبنانيةجورج قرداحي

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة