معركة أولي البأس

لبنان

الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين تُبارك للأسير يونس لنيله حريّته 
07/01/2023

الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين تُبارك للأسير يونس لنيله حريّته 

توجّهت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين بالتحية والتبريك لعميد الأسرى المحررين كريم يونس وكل الأسرى البواسل صناع المجد والكرامة في سجون الاحتلال الصهيوني بتحرير الأسير يونس، مقدمة إليهم أسمى آيات النصر الآتي من فوهات بنادق المقاومين الذين سيرسمون عهدًا جديدًا  نحو التحرير والعودة واسترجاع الأرض والهوية والإنسان.

وفي بيان لها، أكدت الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين أن ملف الأسرى القدامى وذوي الأحكام العالية يجب أن يبقى مفتوحًا لدى رجال المقاومة وفصائلها ولدى كل الأحرار والشرفاء، داعيةً للعمل عبر كافة الوسائل الممكنة لضمان الإفراج عن كافة الأسرى القدامى والمعتقلين في زنازين الاحتلال الصهيوني لا سيما الأسرى المرضى والأطفال والأسيرات.

وقالت الجمعية إن الإحصائيات تفيد أنه مع نهاية العام المنصرم ارتفع عدد الأسرى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عامًا إلى 330 أسيرًا بينهم 19 أسيرًا مضى على اعتقالهم أكثر من 30 عامًا ومن بينهم 9 أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من 35 عامًا على التوالي، وهذه أرقام غير مسبوقة في تاريخ الحركة الأسيرة ومرشحة للارتفاع.

وذكّرت بأن الأسير كريم يونس من (مواليد بلدة عارة في الداخل المحتل عام 1958) اعتقل في السادس من يناير/كانون الثاني 1983، وحكم عليه بالإعدام شنقًا ومن ثم بالسجن المؤبد، وجرى تحديد المؤبد لاحقا بـ 40 عامًا بتهمة قتل جندي إسرائيلي وحيازته لأسلحة والانتماء لحركة "فتح".

وقالت إن الأسير يونس لم تشمله صفقات التبادل والإفراجات السياسية، وهو واحد من 25 أسيرًا فلسطينيًا واصلت "إسرائيل" اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، إذ رفضت على مدى عقود الإفراج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل والإفراجات الجماعية التي كان آخرها في عام 2014، حيث كان من المقرر أن تفرج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى، إلا أنها تنكرت للاتفاق الذي تم في حينه في سياق ما سمي بمسار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. 

وهذا نص البيان:

"أسرانا البواسل عنوان كرامة الأمة وعنوان صمودها
إرادة القيد تنتصر على السجان 
أربعون عامًا من الصمود والصبر ...
أربعون عامًا من الجهاد والمقاومة ....
عميد الأسرى كريم يونس الى الحرية ... 

عرفته أقبية السجون والمعتقلات والزنازين الانفرادية... سنوات من التعذيب والعض على الجراح انتصرت فيها ارادة الصمود على قيد الجلاد، عميد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني المناضل كريم يونس الى الحرية. أربعون عاما لم تكسره سنوات القيد والسجان.. بعد اربعين عامًا داخل سجون الاحتلال يطلق العدو الصهيوني سراح عميد الأسرى كريم يونس..

عميد الأسرى كريم يونس اعتُقل بتاريخ 6 /1/ 1983، قبل أن تحكم عليه محكمة صهيونية، بالإعدام، وخفض حكمه إلى السجن المؤبد، الذي حدد بـ (40) عامًا. 

سنوات عجاف قضاها الأسير كريم يونس في العديد من السجون والمعتقلات وكان آخرها سجن "هداريم" الذي كتب فيه كلمات للاجيال قُبيل خروجه والإفراج عنه بساعات.

سأتركُ زنزانتي، دون أن أشعر بالندم، أو بالخذلان... ودون أن أضطر لأن أبرهنَ البديهيّ الذي عشتهُ، وعايشته على مدار أربعين عامًا.. أنا عائد لأنشد مع أبناء شعبي في كل مكان نشيد بلادي نشيد الفدائي.. نشيد العودة والتّحرير.. أغادر اليوم زنزانتي المُظلمة، التي تعلمتُ فيها أن لا أخشى الظلام، ولا أشعرَ بالغربة أو بالوحدة، لأنني بين إخوتي، أخوة القيد والمعاناة، أخوة جمعنا القسم الواحد، والعهد الواحد والنصر الاتي.. أُغادر زنزانتي، ولطالما تمنيتُ أن أغادرها منتزعًا حريتي برفقةِ اخوة الدّرب، ورفاق النّضال، متخيلًا استقبالا يعبر عن نصرٍ وانجازٍ كبير، لكني أجد نفسي غير راغب، أحاول أن أتجنب آلام الفراق، ومعاناة لحظات الوداع لإخوةٍ ظننتُ أني سأكمل العمرَ بصحبتهم، وهم حتمًا ثوابت في حياتي كالجبال.

 سأترك زنزانتي، وأغادر لكن روحي باقيةٌ مع القابضينَ على الجمر المحافظين على جذوة النّضال الفلسطينيّ برمته، مع الذين لم ينكسروا.. سأترك زنزانتي، والأفكار تتزاحم على عتبة ذهني وتشوشُ عقلي فأتساءل محتارًا على غير عادتي إلى متى يستطيعُ الأسير أن يحمل جثته على ظهره، ويتابع حياته والموت يمشي معه، وكيف لهذه المعاناة، والموت البطيء أن يبقى قدرهُ إلى أمدٍ لا ينتهي، في ظل مستقبلٍ مجهول، وأفق مسدود، وأمل مفقود وقلق يزداد مما نشاهدُ، ونرى من تخاذلٍ، وعدم اكتراث أمام استكلاب عصاباتٍ تملك دولة، توحشت، واستقوت بخذلان العالم، على شعب أعزل، حياته تُنهش كل يوم دون أن يشعر أنّ جروحه قد لا تندمل، وأن لا أمل له بحياةٍ هادئة، ومستقرة، ومع ذلك بقي ندًا، وقادرًا على الاستمرار". 

سأترك زنزانتي، وأنا مدركٌ بأن سفينتنا تلاطمها الأمواج الدولية، من كل صوبٍ وحدب، والعواصف الإقليمية تعصف بها من الشّرق والغرب، والزّلازل المحلية، وبراكين عدوانية تكاد تبتلعها، وهي تبتعد عن شاطئ حاول قبطانها أن يرسو عليه قبل أكثر من ربع قرن.

سأترك زنزانتي، مؤكدًا أنّنا كنّا ولا زلنّا فخورينَ بأهلنا، وبأبناء شعبنا أينما كانوا في الوطن والشّتات، الذين احتضنونا، واحتضنوا قضيتنا على مر كل تلك السنين، وكانوا أوفياء لقضيتنا، ولقضية شعبنا.

سأترك زنزانتي، رافعًا قبعتي لجيل لا شك أنه لا يشبه جيلي، جيل من الشّباب الناشط والناشطات الذين يتصدرون المشهد في السّنوات الأخيرة، جيل من الواضح أنهم أقوى وأجرأ، وأشجع، والأجدر لاستلام الراية، كيف لا وهم المطلعون على الحكاية، والحافظون لكل الرواية، والحريصون على تنفيذ الوصايا، وصايا شعبنا المشتت المشرد، بانتزاع حقه بالعودة، وتقرير المصير، فطوبى لهذا الجيل الصاعد، برغم أجواء التهافت".
 

الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين

إقرأ المزيد في: لبنان