الخليج والعالم
" فورين بوليسي": هكذا عارض لويد أوستن الحرب السعودية على اليمن
كشف الكاتب في مجلة "فورين بوليسي" مارك بيري أن ضابطًا أميركيًا سابقًا رفيع المستوى، نقل له بأن لويد اوستن الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمنصب وزير الحرب، كان في حالة غضب شديدة من العدوان العسكري السعودي على اليمن.
ونقل الكاتب عن المصدر نفسه أن أوستن كان غاضبًا من قرار السعودية التدخل في اليمن لدرجة أنه نظر في تقديم طلب رسمي الى إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقتها بتنديد التدخل.
وأضاف الكاتب أن أوستن توقع أن يواجه السعوديون المشاكل في اليمن، إذ أعرب عن آرائه هذه الى المسؤولين الكبار في البنتاغون. ونقل عن الضابط العسكري المتقاعد في هذا السياق أن اوستن توقع خسارة السعوديين في اليمن، وأن تضطر الولايات المتحدة الى التدخل من أجل إنقاذهم، لافتًا الى أن توقعات اوستن هذه كانت في محلها، اذ وجد السعوديون أنفسهم في مستنقع وأخذوا يعولون على الدعم الأميركي الاستخباراتي لإنقاذهم.
وبحسب الكاتب، كان السيناتور الجمهوري السابق جون ماكين قد قال إن سبب عدم ابلاغ السعودية للقيادة الوسطى بالجيش الأميركي عن خطتها للتدخل في اليمن هو ان الرياض كانت تعتبر وقتها ان واشنطن تنحاز لصالح إيران. وقال الكاتب ان كلام مكاين هذا لم يرق لأوستن، كما نقل عن ضابط عسكري كان قد خدم مع اوستن أن سبب عدم ابلاغ السعودية للقيادة الوسطى هوالخوف من معارضتها للموضوع.
وتحدث الكاتب عن "معتقدات مشتركة" بين بايدن وأوستن، مثل التشكيك بالتدخلات في الشرق الأوسط، والايمان العميق بالعمل الدبلوماسي، والالتزام بإعادة بناء التحالفات.
ورأى الكاتب أن مواقف أوستن كانت معروفة لدى الضباط المقربين منه فيما يخص موضوع زيادة عديد القوات الأميركية في أفغانستان عام ٢٠٠٨، وقال إن اوستن ووفق زملائه كان يفضل ان تتبنى الولايات المتحدة استراتيجية ترتكز بشكل أكبر على مكافحة الإرهاب والتي تهدف الى هزيمة تنظيم القاعدة، مشيرًا الى ان بايدن كان يدعم نفس المقاربة حينها عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس في إدارة أوباما.
الكاتب تحدث في الوقت نفسه عن عبارة "الصبر الاستراتيجي" التي دائمًا ما يستخدمها اوستن بوجه الأصوات الأميركية المطالبة بالتصعيد وخاصة حيال الصين، وأردف أن بايدن "انجذب" الى موقف اوستن هذا.
عقب ذلك، قال الكاتب ان السبب الحقيقي لاعتراض البعض في الداخل الأميركي على تعيين اوستن وزيرًا للحرب لا علاقة له بكونه جنرالًا متقاعدًا، بل لأن البض يعتبر أنه ليس مستعدًا بالشكل الكافي لمواجهة الصين.
وفي الختام، أكد الكاتب أن تعيين أوستن يتعارض وأجندة المعسكر المعادي للصين، موضحًا أن هذه الأجندة تتضمّن زيادة الميزانية العسكرية وتقليل الاعتماد على العمل الدبلوماسي واستعداد أكبر لاستخدام القوة.