الخليج والعالم
إرهاب الداخل يهدد شرعية الديمقراطية في الولايات المتحدة
تواصل الجماعات اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة رصَّ صفوفها، في ظل تجاهل تام ولامبالاة تبديها السلطات في كبح جماح التهديد الذي تفرضه على البلاد، ما سيفتح الأمور أمام وضع أمني أكثر تقلبًا وغموضًا تزامنا مع حصول صراعات على السلطة داخل المعسكر.
وفي هذا السياق، اعتبرت الكاتبة مارثا كرينشاو في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن "السلطات الأميركية لم تكن عاجزة عن التعامل مع الوضع لدى اقتحام مبنى "الكونغرس" في 6 كانون الثاني/يناير الجاري، بل إنها فشلت في توقع التهديد"، مؤكدة "ضرورة تركيز المساعي على ربط الخيوط في مواجهة التطرف اليميني"، وقالت إن "ذلك لن يكون سهلاً نظرًا إلى مدى انتشار هذا التهديد وتطوره السريع".
الكاتبة صاحبة كتاب "مكافحة الإرهاب" (Countering Terrorism) والتي تعد خبيرة في مجال الإرهاب، رأت أن "حماسة البعض من المعسكر اليميني قد تتراجع"، محذرة من أن "المؤمنين الحقيقيين بقضية اليمين المتطرف سيصبحون أكثر تشددًا".
وأضافت أن "أنصارا جددا لفكر اليمين المتطرف قد يعززون صفوف الجماعات اليمينية"، وتحدثت عن "سيناريو حصول صراعات على السلطة داخل المعسكر الذي يتكون من الجماعات اليمينية والعنصريين البيض والنازيين الجدد، ما سيجعل التهديد أكثر تقلبًا وغموضًا".
وتابعت الكاتبة أن "من يملكون تجربة في أساليب العنف هم الأخطر من بين جميع هؤلاء الذين يرون ان اسقاط الحكومة هو مبرر" ، وقالت إن "الكثير من الجهات التي لعبت دورا بارزا باقتحام مبنى "الكونغرس" هم ملمون في أساليب العنف وكيفية استخدام السلاح".
وأوضحت أن "جماعة "أوث كيبير" "Oath Keepers" تستقطب اشخاصًا سبق أن تلقوا تدريبات مع الشرطة أو الجيش، في حين أن جماعات أخرى مثل "براود بويز" "Proud Boys" وذا بايز "The Base" وغيرهما هي إما مسلحة بشكل جيد أو قادرة على أن تتسلح"، محذرة من أن توفر السلاح في الولايات المتحدة يزيد من خطر الإرهاب".
الكاتبة أشارت إلى أن "المعسكر اليميني قد يلجأ إلى الإرهاب من اجل توجيه الرسائل، ما سيستدعي ردا من قبل السلطات عبر القمع أو اندلاع حرب عنصرية يدفع باتجاهها بعض المنتمين الى المعسكر اليميني"، وتساءلت: "كيف سيجري منع حدوث دوامة العنف هذه؟".
واعتبرت أن "الانشغال بالتهديد "الإسلامي والجهادي" بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر منع الولايات المتحدة من إدراك أن الإرهاب قد يبدأ من الداخل"، وقالت: ماذا سيكون رد الفعل المناسب عندما يكون الارهابيون جزءًا منا".
وبحسب الكاتبة، فإن "الخطر الأكبر يأتي من المجموعات الصغيرة او حتى الافراد "المنجذبين للعنف" والمسلحين بشكل جيد والذين لديهم قناعة أيديولوجية وملتزمون بالدفاع عن هوية مشتركة"، معتبرة أن "رفض المجتمع لهؤلاء يشكل خطوة أولى مهمة في استعادة "الشرعية الديمقراطية"".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024